|
امارة البصرة الوائلية !!!
حسن حاتم المذكور
الحوار المتمدن-العدد: 2514 - 2009 / 1 / 2 - 07:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
فـي الزمن العراقي الأكثر بؤسـاً حيث توقفت دورة الأخلاق والقيم الوطنيـة في ديموقراطيـة الدخلاء المصابين بهستريـا فـرهدة الممكـن وامتلاك الممكن وتوسيع رقعـة الممكن ’ يتكاثرون اوراماً على جسد الوطـن ’ لايمكـن لصاحب الذوق الأنساني ان يستسيغ مشهدهـا او يتقبل عفونـة قيحهـا ’ انـه قـدر اهـل العراق مكتوبـاً ان يفقـدوا الطريق الى ذاتهـم ممزقـي الروح والعلاقات ’ يتخبطون في حاضرهـم بعيداً عـن النفق الذي قـد يفضـي الى مستقـل ’ يبحثون فـي مزابـل الردة عـن قائـد ظرورة يضـع بصماتـه على آخـر مبتكرات مآساتهم ويصنع مـن عذاباتهـم انجازات وعنتريات وشخبطات فرديـة تتراكـم خراباً فوق خرابهـم واحزاناً فوق احزانهـم . السيـد القاضي وائل عبـد اللطيف ـــ وحشر مـع الناس عيـد ـــ وبمنتهى الشطارة المكتسبـة مـن مدارس الأمس القريب ’ عرف مـن اين تؤكـل الكتف ’ فأنتفـخ هـو الآخـر ورمـاً خطيراً فـي المكان الأخطر في جسد الوطـن المبتلي اساساً بتضميـد اورامـاً كثيرة لا زال قيحهـا الكريـه يلوث صـورة العراق ’ وقتهـا بعنايـة ودعم على جميع الأصعدة في منطقـة ـــ ورغم مصائبهـا ـــ لا تعرف اورام الفرقـة والتمزق والأنانيـة والخديعـة والأحتراب وكـره الآخـر’ انه الجنوب العراقي الذي تشكلت صخـرته من حضارات وقيم وتقاليد واحزان كربلائية مشتركة ’ متماسكاً مصيريـاً في مواكحـة الآفات الموروثـة للفقر والجهـل والأوبئـة . بأستطاعـة فخامـة القاضـي ان يفعـل ما يشتهـي ويدفع مـن جانبـه بديموقراطيـة الفرهود الى ابعـد الحدود التي يتصورهـا ’ ويستطيع ان يحلـم ويتوهـم وجاهـة بهلوانيـة وانجازات انفجاريـة للأسرة والعشيرة والطبالين مـن الحبربشية فـي امارتـه الغنية بالذهب الأسود ’ ومن حقه ان يستعين بمشورة العـم ابو ناجـي صاحب التقاليد العريقة بأدوار الأقتطاع ليتوج اميراً خليجيـاً او ملكاً قوميـاً لأمـارة البصـرة ’ يمتلك فيهـا فضائيـة ومقاعـد في هيئـة الأمم والجامعـة العربيـة والمؤتمر الأسلامي ليوزع افراد اسرتـه كالعادة على الوزارات السياديـة والمؤسسات الأمنيـة وافراد عشيرتـه وحوشيتـه على المتبقي مـن الموسسات والسلك الدبلوماسي ’ ويستطيع سماحـة القاضي ان يكتشف للبصريين انتماءات جديدة وتواريخ وخصوصيات قوميـة وطائفيـة جديدة ’ ويستغـل نقطـة ظعف مظلوميتهـم وعذاباتهـم وتطلعاتهـم للحصول على حقوقهـم الى ابعـد نقطـة ممكنـة ’ ويكتشف لهـم طريقـاً معبـداً بآلاف التواقيـع وبصمات المتسللون ( مـن ذاك الصوب ) ’ يؤجـج فيهـم العواطف اليتيمـة والأوهام المتراكمـة ليكسب ولائهـم وافتدائهـم لفخامتـه دون ان يبخلوا عليـه بالأرواح والدمـاء ’ لأنـه وبكـل بساطـة المنقـذ الذي تكرمت بـه عليهـم الرياح الخليجيـة التي ستجعل بصرتهـم وبقدرة القاضي مـن حيث العمران والرفاه والأمـن والأستقرار والأزدهار والموقع الجغرافي السابح بهـم في بحر مـن الدولارات ’ مارداً يضـع دبي والعواصـم الخليجيـة الآخرى فـي جيبـه !!! . التقت رياح المعنيين في امارة البصـرة ’ عاصفـة هجينـة مدمرة ’ فدول الخليـج تطمـع في البصرة الغنيـة امارة تفصلهـا عـن العراق اولا ً ثـم تخترقـه وتحاصره فيهـا لتسلب منـه امارات جنوبيـة اضافيـة ’ ابو ناجـي يرى ان امريكا التي حصدت اتفاقية بعيدة المدى مع العراق’ عليه هو الآخر ان يحصـد امارة البصرة غنيمة لدوره ’ ايـران الشقيقـة في المذهب والتي تطمع في الأستحواذ على جنوبستان ارثـاً تاريخيـاً ’ لا يضرهـا ان تستفرد بالبصـرة اولاً ( كعصفور في اليــد .... ) ’ سعاد القاضـي استسهـل ركوب الموجـة اميراً لآغنى بقعـة فـي العالم ليحاصـر بهـا مـدن الجنوب ثـم يقتطعهـا ويضيفهـا الى امارتـه بدعم ومساندة الحالمين . تقف امامنـا نحن البؤساء المضللين المخدوعين مـن اهـل الجنوب العراقي مشكلـة جديـة ملزمين ان نجد لهـا حلاً قبـل فوات الأوان ’ يبـدد القلق المشروع الذي تثيره فينـا التطلعات القوميـة الهائجـة لأمارة البصـرة تهديداً لعلاقات حسن الجوار معهـا ’ واعني بالتحديد نحـن بنات وابنـاء العمارة وعلى بساط سمـو الأمير الجـديد يجب ان نطرح هواجسنـا ’ وعلى سبيل المثال نحـن عشيرة الأزيرج وكنموذجـاً لآشقائنـا مـن العشائر الآخرى ’ كان قدرنـا ان تتوزع عشيرتنا على ثلاثة مدن عراقية ’ هي البصرة والعمارة والناصرية ’ بعد ان تناسينا اهلنـا في المحمرة ’ فأذا ما تحقق الحلـم القومـي للأمير وائل ’ فكيف نجـد حلاً انسانيـاً لبنات وابنـاء عشيرتنـا فـي امارتـه ’ ثـم كيف نضمن حلاً سلميـاً للمناطق التي سنتنـازع عليهـا وخاصـة الأهوار ’ او حلولاً ديموقراطيـة لحركـة الأسماك داخـل الميـاه الأقليمية ’ وهـل ستكون ردود افعال الأمير العسكريـة والدبلوماسيـة غير عدوانيـة اذا مـا اخترقت طيورنـا الأجواء القومية لأمارتـه ’ وهـل هناك ثمـة ضمانات بعدم العدوان والأجتياحات والقصف العشوائي ’ اذا ما اغضبت الأمير التصرفات غيـر اللائقة لبائعات المفرد للكيمــر والروبـة او يفرض حصاراً اقتصاديـاً ظالمـاً لا يستثني حتى ابسط المواد الظرورية لمواطني امارته كالخريـط واللكاط ويسبب لنا تضخماً في منتوج الدهن والرز والعنبر وحصـران القصب ( البواري ) وهـل سيلتزم الأمير بأخلاقيات وعلاقات حسن الجوار ويجنبنـا احتمالات الأفراط في استعمال الردع العسكري لتوسيع امارته ’ وهـل ( وهـذا الأهـم ) ان يجنب المنطقة الصدامات الدمويـة في صراعات امارته مـع الطامحين الأخرين للأستواذ على امارات قياسيـة في الجنوب والوسط خاصـة مـع سلالـة الأمارة ذات التسعـة محافضات ’ والأماراة الأوسع لسلالـة رجـل الديـن الشاب ’ ويجنب مساكين الجنوب والوسط هـدر الدمـاء وازهاق الأرواح ’ وان لا تفتـح صراعاتـه مـع الآخرين مقابر جماعيـة اضافيـة تجعـل مـن وفرة جماجم واضلاع اهـل الجنوب والوسط قاعـدة يستقيم عليهـا مستقبل الأمارات المتصارعـة ’ كـل هـذا حتى لا نضطـر لتقديم الشكوى الأستباقيـة الى هيئـة الأمم لترسيم الحدود الدوليـة وحمايتهـا مـن تجاوزات الدولـة القوميـة للأمير ’ حيث لـم تعـد انذاك ثمـة هيبـة وتأثير للدولـة المركزيـة خاصـة اذا مـا تصاعدت وتيرة ( الـتـنـبـيـص الفدرالي ) ...؟ انـه العراق بلد التناقضات والأضداد ’ مجروحـاً بمدعيـه مصابـاً بفقـر ولائهـم ’ حسن الطباع كريمـاً ’ يأويهـم ويكرمهـم ويمنحهـم كـل اسباب العافيـة ’ لكنهـم فـي احضانـه يتبولون ’ ويستعجلونه ارثـاً يتقاسمـوه .. ( ولللـه فـي خلقــه شؤون ) ..... 30 / 12 / 2008
#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مثقفي التصعيد ...
-
بين احضان العوائل الأيزيدية ...
-
مأزق المكونات غير الرئيسية
-
بين المهجر والأتفاقية
-
مبادرة تضامنية...
-
العراق بدون اهله : كيف .... ؟
-
الأخوة العربية الكردية : واقع بائس واخلام عائمة ...
-
الوحدة الوطنية : في بازار المتطرفين ...
-
المشه يوصل ...
-
لمن سنمنح ثقتنا واصواتنا ... ؟
-
الأتفاقية الأمنية : وجهة نظر...
-
اجماع حول سبي العراق ...
-
ارفضوها : انها لا تليق بتاريخكم ...
-
الى الكبار : رسالة مفتوحة ...
-
الطريق الى الوحدة الوطنية ...
-
من يصّنع الكراهية ... لا ينتج الحب .
-
ليس دفاعاً عن مثال الألوسي ... ولكن ... ؟
-
ديموقراطية التقليد ...
-
الخبز الحرية المساواة ...
-
القضية الكوردية كما افهمها واتمنى لها ...
المزيد.....
-
-لا توجد تفاصيل واضحة-.. رئيس وزراء قطر يعلق على مفاوضات الم
...
-
فيديو وصور استقبال محمد بن سلمان لأحمد الشرع في الرياض بأول
...
-
الهند تختبر بنجاح نظاما للدفاع الجوي قصير المدى
-
الشرع يبدأ زيارة للسعودية هي الأولى للخارج منذ تسلمه الرئاسة
...
-
ولي العهد السعودي يستقبل الرئيس السوري أحمد الشرع في قصر الي
...
-
توافد اللبنانيين إلى مداخل ميس الجبل وحولا في جنوب لبنان وسط
...
-
وكالة الصحة الأفريقية: غوما الكونغو بؤرة انتشار جدري القردة
...
-
عاجل | مصادر للجزيرة: مصابون برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال
...
-
لحّن إحدى أغانيه الأيقونية.. محمد عبده يرثي ناصر الصالح بحفل
...
-
فرنسا: بايرو يعلن أنه سيلجأ للمادة 49.3 من الدستور لتمرير مش
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|