باسنت موسى
الحوار المتمدن-العدد: 2514 - 2009 / 1 / 2 - 07:57
المحور:
القضية الفلسطينية
في حديث لإحدى الفضائيات مع الكاتب طارق حجي أشار إلى أن المواطن العربي يتبنى في بعض الأحيان مواقف لا يمكن للعقل أن يفسرها لذلك لابد من البحث السيكولوجي للوقوف على دوافعها، مثل الإعتقاد الذي يروجه بعض الإسلاميين عن أن المعركة الفاصلة بين العرب وأعدائهم من الأمريكان واليهود سيتوقف خلالها أسلحة الأعداء التكنولوجية هكذا ببركة الدعاء والصلاة ومن ثم سينتصر العرب على أعدائهم بعد هذا التدخل الغيبي الذي يؤكد وفق ما جاء على لسان حجي حجم الوهم المسيطر على العقل العربي بشكل يفسر سبب الصراعات التي يعيشها العرب مع قوى الغرب أو الشر كما يفضل البعض تسميتها.
التجربة اليابانية بعد الهزيمة من الولايات المتحدة هي الخلطة الواقعية التي يتمنى حجي أن تستخدمها الشعوب العربية، فبعد هزيمتهم وإعلان إمبراطورهم الهزيمة رسمياً بدأ اليابانيين صفحة جديدة من تاريخهم كتبوا في سطورها إقرارهم بأنهم سيغزوا العالم وسينفضوا غبار الهزيمة بالتقدم التكنولوجي والعمل الدءوب والسعي للرفعة الحضارية.
تذكرت الأفكار السابقة من تلك الحلقة وأنا أتابع ردود الفعل الشعبية المصرية على ما يحدث في غزة ورغم تعاطفي الإنساني مع مأساة المدنيين هناك إلا أنني أتعجب من ترديد البعض لحلول تبدو واهمة وتحتاج لعلاج سيكولوجي سريع كالدعوة لفتح المعابر الحدودية دون أي قيد أو شرط أو الذهاب للمشاركة في تدمير اليهود وما شابه ذلك من حلول مدعمة بخرافات وأساطير من إتجاهات إجتماعية وسياسية ودينية.
البرامج الدينية على الفضائيات وميكروفونات بعض المساجد من حولي بدأت في الدعاء عالياً لعنان السماء على اليهود وكل من عاونهم من الكافرين والمشركين ومع ذلك ورغم هذا الدعاء لم يتحقق شيء على الواقع سوى مزيد من الموتى الفلسطينيين تحت أله الحرب الإسرائيلية التي لم تتوقف بالبركة.
الواقع الآن وبعيداً عن الوهم يقول لنا أن الإستمرار في إنتهاج فكر الهزيمةوالنصر بالمعنى العسكري التقليدي سيكلفنا الكثير ولن نصل من خلاله لأي تقدم حقيقي بل على العكس ستظهر مآسي مثل غزة يومياً وسيضيع المستقبل والحاضر لأن العالم لن يناصر قضايانا من أجل صور لجثث للموتى وإنما عندما يبدأ فكرنا بالتغيير والإنتقال للواقع المعاش وليس المفترض في خيالنا.
#باسنت_موسى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟