فضيلة يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 2514 - 2009 / 1 / 2 - 05:44
المحور:
القضية الفلسطينية
يشعر الاسرائيليون والعرب أن القوة فقط تجلب العدالة هذا ما كتبه I.F.Stone بعد حرب الايام الستة عام 1967 " هذه الأخلاقيات السفيهة التي تميز جميع الحركات الإثنية ,الاخرون دائماً أقل إنسانية منهم ولذلك يتم تجاهل مشاعرهم أو أنهم اكثر إنسانية منهم وخطورة الحق بتدمير الاخرين"
ما فعلته اسرائيل في اواخر 2008 يؤكد ذلك.
قتلت الضربات الاسرائيلية 270 شخصاً في غزة ( 390/ المترجمة) وجرحت أكثر من ألف , مئات منهم مصابون بجروح خطيرة والعديد منهم ما زال تحت الانقاض وبالتالي فإن عدد القتلى اخذ بالازدياد.
أشارت Phyllis Bennis من مؤسسة دراسة السياسات الى ذلك يوم الأحد , اليوم الثاني للهجوم الاسرائيلي "هذا الأثر المأساوي كان معلوماً ولا يمكن ايقافه بعيداًجداً عن ادعاءات اسرائيل بالدفاع عن النفس أو حماية المدنيين الاسرائيليين ونوّهت " أن الاسرائيلي الوحيد الذي قتلته الصواريخ الفلسطينية كان يوم السبت بعد بدء الهجوم وهو الأول منذ اكثر من عام "
إذا حاولت البقاء بعيداً عن الانتهاكات الاسرائيلية لميثاق جنيف وتاريخها الطويل المرعب في معاقبة 1.5 مليون فلسطيني في غزة فيجب الأخذ بعين الاعتبار القتل غير المتكافئ في هذا الصراع.
قال غاندي "العين بالعين تصنع عالماً أعمى". ماذا عن مئة عين مقابل عين واحدة ؟
انها تجعل العالم غاضباً مريضاً وتجعل معظم الولايات المتحدة تصمت دون شعور.لا يشعر السياسيون في واشنطن بالخجل في الموضوع الفلسطيني – الاسرائيلي.فالموظفون الأمريكيون يتجمدون من الخوف من مخاطر اتهامهم ب " اللا سامية " من وقوفهم الى جانب حقوق الانسان الفلسطيني . هناك تقدم بطيء يمكن ملاحظته ويشمل ذلك مجموعات مثل الصوت اليهودي من اجل السلام ومركز السلام حيث يعمل الناشطون على نبذ الادعاءات الخاطئة بأن اليهود الامريكيين متحدين خلف السياسات الاسرائيلية .ويبدو في هذا الصراع ان الاعتقاد بأن القوة وحدها تحقق العدالة اكثر قوة الان مما كانت عليه قبل 41 عاماً.
(ان الاستنتاج الذي تم التوصل اليه ان مسسلسل القتل لم يعد يؤثر على احد )
بينما يقوم المسلحون الفلسطينيون بالارهاب والقتل فإن الحكومة الاسرائيلية تقوم بالقتل والارهاب على مستوى عال مستخدمة الأسلحة المدمرة التي يمولها دافع الضرائب الأمريكي.
وبعيداً جداً في الولايات المتحدة من السهل علينا هز رؤوسنا على ضحالة الرؤيا الأخلاقية " ألا يعرفون أن العين بالعين تجعل العالم أعمى " لكن مسلسل العنف غير المتكافىء مستمراً _ بينما تزود الولايات المتحدة اسرائيل ببلايين الدولارات والدعم الدبلوماسي القيّم -.
ما يجري في غزة ليس عيناً مقابل عين إنه مئة عين مقابل عين واحدة . إن العمل الوحشي الذي تقوم به اسرائيل في غزة ليس جريمة حرب فقط إنها وحشية تتلقى الدعم من العم سام.
Norman Solomon –truthout.com
#فضيلة_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟