أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جمال الهنداوي - لك الله يا غزة..














المزيد.....

لك الله يا غزة..


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 2512 - 2008 / 12 / 31 - 04:04
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لأول مرة من سنوات يحصل العراقيين على ترف مشاهدة القصف والمدن المدمرة عن طريق شاشات التلفزيون, فعادةً ما كانت صورنا و أشلاؤنا نحن هي من تظهر على الشاشة..فالعراقي هو اقدر الناس في فهم الغصة التي في حلق المواطن الغزاوي ,والحيرة و التساؤلات المؤلمة التي تنتابه..لماذا نحن من تنتهك أحلامنا, ولماذا في بلادنا دمٌ يسفك بغير حساب.ولماذا أرواحنا تزهق بمجانية تثير الارتياب..ولماذا وحشة تلف المكان وشوارعنا تتحول إلى مصائد للروح ..نداءات واستغاثات لأمة لا حياة فيها ,ونجدة من مسيرات لا تجدي،صادرة من شعوب لا تقوى إلا على شعارات الاستنكار التي لا يحق لها أن تتجاوز الحدود المرسومة لها بأحذية الحراس..
والأكثر تمزيقاً للقلب هوان تُصدر"ليفني" هذه تهديداتها باجتياح قطاع غزة، و"سحق" المقاومة فيه من قلب عاصمة عربية،أدمن حكامها الاتجار بالقضية الفلسطينية, وقدّم شعبها وجيشها آلاف الشهداء من أجل قضية تبين أخيرا أنها من مستلزمات تثبيت توريث الحكم , وهذا ما فاقم من الجانب المهين فيه.
كنا ننتظر من السيد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري أن يعترض على الوزيرة الإسرائيلية عندما لمحت إلى أن الحرب على غزة رغبة مصرية مثلما هي حاجة إسرائيلية، حين قالت: "نحن نتفهم حاجات مصر، وما نفعله هو تعبير عن حاجات المنطقة".
كنا ننتظر منه أن يحتج، أو أن يطلب منها احترام ومشاعر عشرات الملايين من المصريين، ولكنه لم يفعل، نقولها بأسف شديد، ، عندما ساوى بين الجانبين، الفلسطيني والصهيوني، بمطالبتهما بضبط النفس وعدم توتير الأوضاع .
كنا ننتظر من احد الصحفيين المصريين الذين بحت أصواتهم من الهتاف لصنوهم العراقي,أن يسدد حذائه إلى وجه ليفني ليخلص "أبو الغيط" من مأزقه وإحراجه الذي يذكرنا بموقف صفي الدين الحلي.
وهكذا مرة أخرى يذبح شعب غزّة الأبي المجاهد على الهواء، ومرة أخرى تطرز مشاهد الجثث المتفحمة وأشلاء الشهداء الفلسطينيين نشرات الأخبار.كتبادل مؤقت للأدوار مع جثث إخوانهم العراقيين.. هكذا مرة أخرى يباد الشعب العربي في غزة, وبتواطؤ وتبريك ودعم من الحكام العرب .مثل إخوانهم العراقيين تماماًً..
هذا الاجتياح، ربما يحتوي على بعض الفائدة، من حيث نفض الشعوب العربية أياديها من النظام الرسمي العربي برمته، وفضح هشاشة الشعارات الثورية التوريطية التي تنتهجها كايدولوجيا وخارطة طريق بعض المنظمات التي لم تحسن الدفاع عن شعوبها. وإسدال الستار على مرحلة متطاولة من الحروب الافتراضية ومن الجهاد الالكتروني ومن التصريحات الحماسية التي امتلأت بها الفضائيات ومواقع ومنتديات الإنترنيت.
فنحن لا نستطيع الامتناع عن التساؤل عن كل تلك الآمال الاستبسالية والنصر الذي يبدو لنا من بعيد بعد طول انتظارنا لرؤيته،لماذا كل هذا الضجيج عن الجهاد والأفعال لا الأقوال بينما الجميع عن أي شكل من أشكال الرد عاجزون .هل هو نوع من الاستحضار للإستراتيجية الاختبائية التي نجحت في وضعنا,نحن العراقيون, تحت القصف لأسابيع ,هل كانت حماس مستعدة لتبعات إنهاء التهدئة؟ وهل هي مؤهلة فعلاً للدفاع عن غزة بعد انفرادها بالحكم واستبعادها من اتهمتهم بالتخاذل والتهاون واستبعادهم الحلول العسكرية.وهل هذه هي الحلول العسكرية.
وهل هذه هي العدة ورباط الخيل المعد لإرهاب عدو الله وعدو حماس ,وهل من الجهاد دفع هذا الشعب الأعزل في وجه أحقاد عشرات السنين دون أي إمكانية لحماية هذا الشعب ,كما حصل للعراقيين من قبل.
صدقاً لن يحس بكم يا أهل غزة الكرام مثل العراقيين ,فشهداءنا وشهداءكم هم الأحياء ونحن وحكامنا الأموات لم نعد نجيد إلا اجترار السخط والمزيد من السخط وننتفض في تجمعات عقيمة وهتافات مكرورة لا تقوى على رد الموت المتساقط على أطفال غزة.
لك الله يا غزة, لك الله, فنحن لا نملك لك إلا الدعاء, لا تنتظري منا شيئاً نحن لا نملكه أصلا.صوتنا لن يحقن دمك .فقرار موتك وقع من قبل الزعماء الذين ينتظرون أن يحل لهم الشقيق الإسرائيلي الأكبر مشاكله معك. ليأخذوا بك العزاء ويلبسوا مذيعات فضائياتهم السواد ويتهموا من سيتصدى منكم لتضميد الجراح وإزالة الغبار بالتعاون مع العدو والقدوم على ظهور الدبابات ..لك الله يا غزة . لك الله يا غزة.ولنا.



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فقه الانحراف..شرعنة النخاسة
- الوصاية الاعلامية ...قضية الحذاء
- العراق الخليجي
- الاخلاق والتكنو لوجيا
- قطر ..بين التجنيس وعشق القرضاوي
- اعمار الانسان يجب ان يسبق اعمار البنى التحتية
- ما احوجنا الى ارساء ثقافة التعايش؟
- الرئيس الامريكي المثالي
- هنيئاً لكم اوباما
- قراءات خاطئة
- الماركسية الامريكية
- الرأسمالية الافتراضية
- البحث عن القطب الثاني


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جمال الهنداوي - لك الله يا غزة..