أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد هجرس - فقه الأولويات: إسرائيل هى العدو الآن .. يا عرب














المزيد.....

فقه الأولويات: إسرائيل هى العدو الآن .. يا عرب


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2512 - 2008 / 12 / 31 - 06:24
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


اليوم هو أول يوم فى 2009.. وكان المفترض أن نتبادل التهانى بحلول العام الجديد وأن نتسابق فى رسم خرائط التوقعات والأمانى.. أو حتى الآحلام.
لكن إسرائيل أبت إلا أن تفسد علينا هذه المناسبة، وليس هذا بالأمر الجديد عليها، فما أكثر الأعياد العربية والإسلامية، الوطنية والدينية، التى دهستها بجنازير الدبابات وأحذية جنود الاحتلال الغليظة.
وها هى الدولة اليهودية تواصل هوايتها السادية فتقصف رأس السنة الهجرية ورأس السنة الميلادية بطائرات "إف -16" التى أعادت قذائفها قطاع غزة إلى العصر الحجرى وأزمان الهمجية التى كان السذج وحسنى الظن يعتقدون أنها مضت بلا رجعة، فإذا بالإسرائيليين البرابرة يعيدونها إلى الألفية الثالثة بوحشية مروعة تعجز كل لغات العالم عن وصفها.
وليست المجزرة الإسرائيلية هى وحدها التى تثير الغضب والقرف والاستنكار، وإنما شاء العرب أن يزيدوا الطين بلة بردود أفعالهم الغبية على هذه المذبحة التى تمثل جريمة حرب متكاملة الأركان وجريمة فى حق الإنسانية بأسرها.
فالمنطق البسيط يقول أن التناقض الرئيسى مع الدول اليهودية الاستعمارية المعتدية، وأن جهود جميع الفلسطينيين والعرب – على اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم الفكرية والسياسية – يجب أن تتحد الآن – فى هذه الظروف العصيبة – لإدانة هذا العدوان الإسرائيلى، والعمل على وقفه بكافة الوسائل، وتقديم يد العون والدعم والمساندة إلى أخواننا وأخواتنا فى غزة لتضميد جراحهم ودعم صمودهم.
لكن يبدو أن المنطق قد أصابه القرف من العرب وغادر ديارهم ومضارب خيامهم. فهم قد ارتدوا إلى أصولهم العشائرية الأولى التى فشل النفط ودولاراته فى تهذيبها حيث كان الاقتتال القبلى هو "سياستهم" وأشعار الهجاء المنفلت هى "أدبهم".
والآن.. ورغم أننا نعيش فى الألفية الثالثة.. استعاد العرب هذا التراث البدوى الصحراوى.. وبدلاً من أن ينحوا تناقضاتهم الثانوية جانباً،من أجل مواجهة العدو الحقيقى ألا وهو إسرائيل، فإنهم تركوا المجرم المعتدى وأمسكوا بخناق بعضهم البعض، وتبادلوا الاتهامات، وكان لمصر نصيب الأسد من هذه الاتهامات.
ورغم أن موقف الدبلوماسية المصرية ليس فوق مستوى النقد، وأن هناك سوء تقدير وقعت فيه سواء لدى استقبالها وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبى ليفنى أو فى أسلوب وطريقة وزير خارجيتنا أحمد أبوالغيط فى الرد عليها، وغير ذلك من أمور تفتقر إلى الفطنة وعدم الانتباه لفخ إسرائيلى ماكر يستهدف تلويث سمعة مصر، فإن هذا كله لا يسوغ "تخوين" مصر، أو التسرع باتهامها بالتواطؤ أو إعطاء ضوء أخضر للعدوان الصهيونى. فكل هذا شطط فى التحليل والاستنتاج فى أسوأ الأحوال. كما أن هذا ليس هذا وقت الحساب أو حتى العتاب فى أحسن الأحوال.
فما بالك وأن هذا التهجم على مصر ينطوى على شكل من أشكال "الوصاية" غير المقبولة على الشعب المصرى وتحريضاً غير مقبول للجيش والشعب، فنحن المصريين لا ننتظر من يعلمنا الوطنية أو يرشدنا إلى واجباتنا. ثم إننا يمكن أن نختلف مع حكومتنا ويكون بيننا وبينها ما صنع الحداد لكننا لا نقبل أن يتدخل أحداً، كائناً من كان، فى شئوننا الداخلية.
ومن هذا المنطلق نعترض بشدة على خطاب السيد حسن نصرالله، الذى نكن له احتراماً شديداً، والذى وقفنا إلى جانبه فى حرب تموز ضد العدوان الإسرائيلى الغاشم. ونقول له أنه أخطأ العنوان لأن العدو هو إسرائيل، ولأننا نحن المصريين الأقدر على التعامل مع حكومتنا ونقد سياساتها بصورة موضوعية دون الحاجة على تعليمات من أحد.
ومن هذا المنطلق أيضاً وقفنا إلى جانب حماس – رغم اختلافنا الجذرى معها ومع مشروعها الأصولى – لأن اللحظة تقتضى توحيد الجهود ضد العدوان الإسرائيلى، ومن المنطلق ذاته نختلف مع تشوشها السياسى الذى جعل رصاص رجالها يقتل ضابطاً مصرياً بينما الإسرائيليون هم الذين يبيدون الشعب الفلسطينى، والذى جعلها تخاطر بأرواح الجرحى الفلسطينيين وتتلكأ فى إرسالهم للعلاج فى مصر عبر معبر رفح لحسابات ضيقة الأفق، والذى جعلها تقامر بحياة أكثر من مليون ونصف مليون فلسطينى فى مغامرة غير محسوبة، لم يكن الدافع الأساسى لها تحسين الشروط الفلسطينية فى الصراع مع إسرائيل بقدر ما كان الدافع هو خدمة ضغوط اقليمية – غير عربية فى الأساس – هدفها تسخين المنطقة لتعزيز الأوراق التفاوضية لهذه القوى مع الإدارة الأمريكية التى تتأهب لدخول البيت الأبيض برئاسة باراك أوباما، فضلاً عن هدف فرعى لأطراف عربية – فى الحكم والمعارضة – تتلمظ لإعطاء قوة دافعة لتكريس قيام إمارة إسلامية فى غزة، وفى غيرها من أنحاء الوطن العربى حتى لو كان ذلك من بوابة الإبادة الجماعية للفلسطينيين.
وبدلاً من أن تراجع قيادات "حماس" نفسها وتعيد النظر فى الخطوات التى سهلت بها مهمة الإسرائيليين فى ارتكاب جريمتهم فى حق الشعب الفلسطينى فضلت التطاول على مصر ومحاولة تحميلها المسئولية.
نكرر أننا لا نعتبر السياسات المصرية الرسمية فوق مستوى النقد، ولسنا من القائلين بأن هذه السياسات مثالية، بل لنا عليها ملاحظات وانتقادات كثيرة.
كما أن موقف النظام العربى الرسمى برمته هزيل ومترهل وعاجز.
لكن ليس هذا هو وقت تصفية الحسابات، بل هو وقت بذل الجهود لوقف المجزرة الإسرائيلية وتضميد جراح إخواتنا وأخواتنا الفلسطينيين ودعم صمودهم بكافة السبل.
وبعد أن يتوقف نزيف الدماء يجدر بنا أن نعيد فتح الملفات، كل الملفات، دون انتقائية، بما فى ذلك الملفات الاستراتيجية، سواء استراتيجية ما يسمى "خيار السلام" فى الظروف وبالشروط التى يمارس بها، أو استراتيجية "الدولتين" – دولة فلسطينية إلى جانب دولة يهودية لا تتوفر لها – فى رأينا – مقومات البقاء.
أما الآن .. فلا يجب أن يعلو صوت فوق صوت العقل.
ولا يعنى هذا كنس الخلافات تحت السجادة، أو تبويس اللحى، وإنما يعنى العودة إلى فقه الأولويات والبحث عن مواقف عملية جادة بعيداً عن المزايدات والمناقصات.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فضيحة تغريم جابر عصفور
- دبرنا يا وزير الاستثمار .. السطو على -قلب- القاهرة!
- -عيد- الفساد!
- عالم ما بعد الولايات المتحدة
- حذاء -منتظر الفرج-!
- عشاء -علمانى- .. مع أمين عام منظمة المؤتمر -الإسلامى-
- من الذي يريد تعطيل القطار الهندى؟
- اليمين المصرى يرتدى قمصان الشيوعية الحمراء!
- نقيب النقباء .. كامل زهيرى
- هل يشكل طه حسين حكومة الأمل؟!
- اكتشافات كامل زهيرى الرائعة
- رغم الاحتفالات بالمئوية: فضيحة ثقافية تهدد الفنون الجميلة
- التعليم المفتوح.. يفتح عكا .. والمنصورة!
- اليوم السابع
- الرأسمالية ليست نهاية التاريخ
- أرامل- ماما أمريكا-!
- دفاتر يسارية تقاوم السقوط بالتقادم (2) .. الجماهير تدخل الثك ...
- دفاتر يسارية تقاوم السقوط بالتقادم (3).. عناصر موالية لعبد ا ...
- دفاتر يسارية تقاوم السقوط بالتقادم (4).. -إشتراكية- ملطخة بد ...
- دفاتر يسارية تقاوم السقوط بالتقادم (5) ..النهاية: صفقة غير م ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد هجرس - فقه الأولويات: إسرائيل هى العدو الآن .. يا عرب