أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - زياد اللهاليه - محرقة غزة والأرض المحروقة















المزيد.....

محرقة غزة والأرض المحروقة


زياد اللهاليه

الحوار المتمدن-العدد: 2512 - 2008 / 12 / 31 - 01:13
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ما يحصل في قطاع غزة يتجاوز كل المبادئ والقيم الإنسانية والأخلاقية وكل الشرائع السماوية ويتجاوز حدود العقل والمنطق ما يحصل من قتل الأبرياء والأطفال والشيوخ والنساء واستهداف البشر والحجر ولا حرمة للبيوت الآمنة والمساجد والمستشفيات والبنى التحتية وما يرتكب في قطاع غزة من مجازر هو تعبير حقيقي للوجه المسخ للاحتلال وللنظام العربي الرسمي ولولا هذا الصمت المخزي لما تجرأت إسرائيل على فعلتها
لم يشأ رئيس الوزراء الإسرائيلي اولمرت وطاقمه العسكري توديع العام 2008 واستقبال العام الجديد دون وضع بصمتهم بارتكاب أبشع المجازر قذارة في القرن الواحد والعشرين من حيث دمويتها واستهدافها مدنيين عزل لا يمتلكون من وسائل الدفاع عن النفس الا الإرادة والعزيمة على الصمود ويرضخون تحت احتلالها وإلقاء أكثر من 60 طن من المتفجرات المحظورة دوليا والتي تحول البشر إلى أشلاء مقطعة الأوصال والبنايات إلى ركام خلال الضربة الأولى , لقد تعود الشعب الفلسطيني على هذه المجازر وأصبحت من الروتينيات الطبيعية في حياته ان يستباح دمه وعرضه وأرضة ومقدساته على مسمع ومرأى العالم ولا يحرك ساكنا أكثر من بيانات الشجب والاستنكار
ان الحرب المعلنة على قطاع غزة هي تعبير حقيقي لثلاث نقاط او عناوين رئيسية وهي :.
• استحقاق انتخابي بين الجنرالات العسكرية والأحزاب السياسية فأكثرهم دموية وفاشية يستحوذ على أصوات الناخبين وهذه الطقوس الهلكوستية القائمة على الدم الفلسطيني المسال والمستباح والأشلاء المقطعة لتقدم قرابين على مذبح ومسلخ الانتخابات الإسرائيلية لكي يستحق مرتكبها الفوز الساحق وهذا ما ارتكبه شمعون بيرس عام 1996من مجزرة قانا وما ارتكبه إسحاق رابين من سياسة تكسير العظام في الانتفاضة الأولى وغيرهم ممن ارتكب مجازر يندي لها الجبين الإنساني
• الثار من الهزيمة الساحقة على لبنان تموز 2006 حيث منيت إسرائيل بهزيمة قاسية وتلطخت سمعة الجيش الذي لا يقهر في الوحل اللبناني وخرج من هناك يجر أذيال الخيبة والانكسار والذي أودا بمصير اكبر الجنرالات والقيادات العسكرية بمصيرهم السياسي والعسكري وأريد من هذه الحرب إعادة الاعتبار للمؤسسة العسكرية ورئيس وزرائها اولمرت الذي أيضا تلطخت سمعته بالفساد والنكسات والهزائم , وأريد من غزة المفجوعة والمحاصرة والمثكولة والتي لا تمتلك من الدفاع عن نفسها شئ لتحقق لإسرائيل النصر المسلوب
• كسر إرادة الصمود والمقاومة فبعد عام ونصف من الصمود في وجه الحصار وزيادة شعبية حماس تحت الحصار وبناء المقاومة نفسها والتدريبات المكثفة على المقاومة الشعبية وحرب العصابات والخوف ان تتحول قطاع غزة إلى جنوب لبنان وحزب الله ثاني خطط لهذه الحرب ألاستئصاليه للمقاومة وتدميرها في مهدها كما يرى وزير حربها براك ,وتحسين شروط التهدئة عبر فرض تهدئة طويلة الامل مع استمرار الحصار ,اذا هي معركة كسر الإرادات وكسر ثقافة المقاومة والممانعة وما الحكم على أمين عام الجبهة الشعبية احمد سعدات ب 30 عام وعزيز ألدويك والبرغوثي الا حلقة من حلقات كسر الإرادات والمقاومة .

ولكن إسرائيل لن تقدم على هذا العمل دون توفر الغطاء الرسمي لعملياتها العسكرية ودون ان تحصل على الضوء الأخضر من الولايات المتحدة ولكن الغرابة في الموضوع ان تعلن وزيرة الخارجية الإسرائيلية بدء العمليات العسكرية من عاصمة عربية وبعد خروجها من اجتماع مع القيادة المصرية وفي مؤتمر صحفي مع ابو الغيط بتهديد حماس والوعيد بتغيير الواقع واللعبة في قطاع غزة دون استنكار او اعترض الجانب المصري وهذا دليل على علم الجانب المصري ومباركته للعملية العسكرية وعلى تواطؤ النظام العربي الرسمي بصورة مباشرة او غير مباشرة وهذا ما أكده الناطق بسم الحكومة الإسرائيلية أوفير جندلمان ان الدول العربية تدرك ان حماس تجاوزت الخط الأحمر ووزيرة الخارجية قالت ان إسرائيل أبلغت دولا عربية بالعملية ، وما تأجيل انعقاد اجتماع وزراء الخارجية العرب إلى يوم الأربعاء او انعقاد القمة العربية إلى يوم الجمعة الا ذريعة لإعطاء إسرائيل مهلة كافية للإنهاء واستكمال العملية العسكرية في قطاع غزة , ونحن بدورنا لا نعقد الآمال على النظام العربي الرسمي وهو يدرك ذلك جيدا أكثر من الإدانة والشجب والاستنكار لأنه لا يمتلك الإرادة وقراره السياسي ولكن نراهن على ارادة الشعوب العربية وعمقنا القومي والإسلامي وأحرار العالم في الوقوف إلى جانبنا عبر المظاهرات والاعتصامات امام الهيئات الدولية والسفارات الأوروبية والتنديد بجرائم الاحتلال وان يكون هذا التصعيد الشعبي تصاعدي وليس ليوم واحد
وهذا لا يعفي السلطة الفلسطينية وحركة حماس مسؤولية الانقسام السياسي كمبرر للاحتلال باستغلاله للاستفراد بكل طرف على حدة ووقف الحوار والمصالحة بدل من التسامي على الجراح ورأب الصدع وترتيب البيت الفلسطيني فنحن في مرحلة تحرر وبحاجة ماسة إلى الوحدة والتماسك ومواجهة الاحتلال موحدين متماسكين على قلب ويد رجل واحد بدل التشرذم والانقسام والعصبوية التنظيمية المقيتة ,ونحن هنا لسنا بصدد جلد الذات وتحميل المسؤوليات فالاحتلال هو المسئول الأول والأخير.
ما يرتكب في قطاع غزة هو كسر للإرادات ويمثل صراع قوى إقليمية ودولية تريد فعلا ان تغير اللعبة السياسية وتحقيق مكاسب سياسية واقليمية وامتلاك أوراق ضغط جديدة والقضية أصبحت تتجاوز قطاع غزة والقضية الفلسطينية , والخوف الآن أصبح على استقلالية القرار الوطني الفلسطيني وان لا يتحول إلى رهينة بيد قوى خارجية
ان الرد الطبيعي على جرائم الاحتلال هو تصعيد المقاومة بأشكالها المختلفة ووقف المفاوضات العبثية مع الاحتلال ووقف التنسيق الأمني والتنصل من الاتفاقيات التي وقعت مع الاحتلال والتي أنهتها الدبابات والطائرات الإسرائيلية منذ عام 2000 بعد فشل مباحثات كامب ديفيد مع الرئيس الراحل عرفات ومحاصرته في مقر اقامته وانتفاضة الأقصى, وبدء الحوار الفلسطيني فورا دون أي اشتراطات مسبقة وترتيب البيت الفلسطيني ومنظمة التحرير من الداخل على أسس وثوابت وطنية تشرع المقاومة وتتمسك بالثوابت الفلسطينية وتحرص كل الحرص على استقلالية القرار الوطني الفلسطيني الذي دفعنا دماءا غالية من اجل الحفاظ عليه .
اعتقد ان الأيام القادمة حبلا بالمفاجئات وان العملية العسكرية لن تنتهي في يوم وليلة بل سيكون هناك اجتياح بري وتقسيم القطاع الى كنتونات ومربعات عسكرية لكي يتم التحكم فيها عسكريا وتدمير الأنفاق الشريان الذي يغذي القطاع في ظل الحصار



#زياد_اللهاليه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاكمة سعدات محاكمة سياسية بامتياز
- لغة الحذاء ابلغ من لغة الرصاص
- اوباما والسيناريوهات القادمة
- حوار القاهرة بين التفاؤل والتشاؤم
- أي العبثيات عبثيه المقاومة ام المفاوضات ؟
- جورج حبش كان قائد بحجم الوطن وقائدا استثنائيا
- من نتائج لقاء المأزومين إلغاء حق العودة وتعديل الحدود ويهودي ...
- ظاهرة الحوار المتمدن شكلت ظاهرة إعلامية خارجة عن نطاق سيطرة ...
- مؤتمر انابوليس بين الوهم وأولوية الوحدة الداخلية
- مبادرة للحوار مقدمة إلى السيد محمود عباس وحركة حماس
- هل حماس امتداد للخط التكفيري ؟؟
- فتح وحماس والصراع على السلطة
- إلى المزايدين على الجبهة الشعبية نقول
- نحن مسئولون عن تهويد الأقصى
- الصراع على السلطة وثقافة الديماغوجيه
- الدولة الفلسطينية في السياسة والايدولوجيا الأمريكية
- أي من العواصم العربية أيل للسقوط بعد الصومال
- من اجل السلطة يراق الدم الفلسطيني
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والسقوط من القمة
- أمام حكومة حماس ثلاث خيارات للخروج من الأزمة وحقنا للدماء


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - زياد اللهاليه - محرقة غزة والأرض المحروقة