جمال الدين بوزيان
الحوار المتمدن-العدد: 2511 - 2008 / 12 / 30 - 07:10
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
يبدو أنه يجب أن أبدأ مقالي بشتم و سب إسرائيل الظالمة و القاتلة، المجرمة و المغتصبة لحقوق الفلسطينيين و حقوق الطفل و حقوق الإنسان.
يجب أن أبدأ مقالي بهذه العبارات البديهية و المتفق عليها، حتى لا يفهم الكلام الذي سأكتبه فيما بعد على أنه لوم للضحية على حساب الجلاد.
ما أوّد طرحه و بكل بساطة هو مجرد تساؤلات عن كل تلك الوعود الجهادية و النصر المنتظر الذي طال انتظارنا لرؤيته، و لا يزال لم يحدث. لماذا كثرة الكلام بينما الكل عن الفعل و التطبيق عاجز؟ هل الجهاد هو تلك التصريحات الحماسية التي امتلأت بها الفضائيات و مواقع و منتديات الأنترنيت؟ هل الجهاد هنا واجب في مثل هذا الوضع الذي تمر به غزة اليوم بينما حماس عاجزة عن الدفاع عن نفسها و عن غزة؟ حماس التي كانت مسيطرة على غزة بعدما أخرجت منها فتح و من تتهمهم بالخيانة.
أعترف بعدم معرفتي الجيدة بالأمور الداخلية الفلسطينية، و لست أقف مع أي طرف، لا مع حماس، و لا مع فتح أيضا، لكن أرى بأنه من المعقول و المنطقي أنّ من يسيطر على منطقة و يحكمها يكون أهلا للدفاع عنها، و إلا فما فائدة ذلك الحكم؟
كنت أتمنى لو كان رد حماس على العدوان الإسرائيلي قويا و عنيفا، تماما مثلما تصريحاتهم الإعلامية كانت و لا تزال قوية و عنيفة. يتوعدون بالرد منذ بدء الغارات، و يا ليته لم يكن، أرى ردهم بمثابة مفرقعات عيد الميلاد و ألعابه النارية.
هل يجب الجهاد على مثل هؤلاء؟ ممن يدفعون شعبهم للموت بينما هم عاجزون عن حمايته؟ أليس الواجب قبل كل ذلك هو التحضير الجيد و كما يقول الحديث النبوي الشريف "رحم الله امرءا عرف قدر نفسه". أين هو التخطيط و العدّة التي أمر الله بها؟ العشوائية لا تصنع جهادا، و لا تحرر وطنا.
فرض الجهاد ضد العدّو المغتصب للوطن لا أحد يجادل فيه أو ينكره، لكن الوقت المناسب هو الذي يختلف عليه الجميع، و هذا و بكل صراحة ليس وقت جهاد، في ظل حركات جهادية تقول ما لا تفعل، و حكام عملاء و شعوب نائمة. ليس وقت الجهاد.
#جمال_الدين_بوزيان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟