|
نعم لدولة القانون:قدر ام اعلام ام ايمان ام واقع ام صدفة
علي عبد داود الزكي
الحوار المتمدن-العدد: 2510 - 2008 / 12 / 29 - 02:17
المحور:
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
عشت ايام طفولتي وايامي الجامعية في قرية صغيرة في محافظة ديالى... وبقيت في اتواصل مع اهلي واصدقائي في القرية حتى بعد اكمال دراستي ... لكن بعد سقوط هبل بغداد وظهور الارهاب العربي الوافد بالكره والحقد والضغينة تم تهجير اصدقائي واقربائي من القرية وبقي البعض منهم اشبه بالاسرى بين يدي الارهاب الغبي والالم يعتصر القلوب . انقطع شريط الذكريات وبدا فاصل الالم... استقر المهجرون في مناطق عديدة من بلدنا العزيز... انهار مقومات الامان الاجتماعي والاقتصادي في قريتي واصبحت مدينة اشباح ...لم اذهب لقريتي لمدة اكثر من 3 سنوات بسبب هذا السوء العظيم الذي حصل.. رغم ما حصل لم يجد المهجرون من يقدم لهم مساعدة نبيلة من قبل الحكومة الديمقراطية!!!!!!.. وكان شعورهم بالخيبة عظيم... توفيت عمتي قبل عامين وهي غريبة في ارض الوطن...ولم تنال مأتم مناسب لها بسبب الظروف الامنية السيئة والغربة وتفرق الاهل والاقارب في المحافظات المتعددة المتباعدة....وكان الحديث حينها متذبذب هل نعود فعلا هل نحلم بالعودة لقريتنا؟......وهل هذا ممكن؟.... تقدم الكثير من الشجعان من ابناء القرية للتطوع لاحلال الامن في القرية. رغم السوء والفساد الاداري تحقق الامن النسبي وتم دحر القاعدة وتم السيطرة على الارض في العديد من مناطق محافظة ديالى ومنها قريتي ..رجع الكثير من المهجرين لكن للاسف مقومات الامن الاقتصادي اصبحت ضعيفة جدا... وبقى التوجس امام بعض العمليات الارهابية المتفرقة هنا وهناك .. الكثير من الناس لم يعودوا لديارهم بسبب ذلك...قبل ايام توفي عمي ايضا غريبا في بلده لذا قرار ابن عمي ان يقيم مجلس الفاتحة لوالده في القرية التي ولد فيها. فما كان مني الا ان اذهب الى قريتي في ديالى وفي داخلي اشواق ولهفة كبيرة لتخطي الالم والنظر من نافذة الزمن لاستذكارالتعايش الاخوي بين اهل القرية المختلفين... وفعلا وصلت للقرية ورايت التجانس والتماسك الاجتماعي ورفض السوء وتجاوز مرحلة صعبة من تاريخ القرية والبلد....حقيقة شعرت بالفخر والغبطة اني اعيش لحظات رائعة بين اهلي واحبائي واصدقاء طفولتي... الترابط والتماسك الاجتماعي لاحظته عظيم لا يمكن ان ينهار تحت رغبة غباء الارهاب الوافد ونظرت الناس فرحين بدون استثناء بالاستقرار الامني...وهنا احب ان اقول وابرز حقيقة هي ان الامن لم يستقر بشكل كامل لكن الامن يعتبر جيد . لاحظت ان مجلس العزاء في منطقة مشتركة وخليط من الطائفتين ومجلس العزاء لم يجرى فيه وضع نقاط لتفتيش الناس الداخلين اليه وهذا الشيء افرحني جدا ... لان الناس يدخلون بعفوية بدون تحسب بدون خوف بدون شك او تشكك....قبل التهجير قبل ثلاثة اعوام كان هناك تحسب شديد وكان اي مجالس عزاء يقام في القرية تقام معه نقاط تفتيش في المداخل القريبة لمجلس الفاتحة بينما الان توفر الامان بشكل كبير واصبحنا لا نحتاج الى نقاط تفتيش للداخلين الى مجالس العزاء.. يرجع الفضل في هذا الى التعاون بين الناس وتوحدهم في رؤية عراق عظيم يتم بنائه بوحدتهم وتماسكهم. الناس في القرية رغم احوالهم المعيشية السيئة بسبب الجفاف لهذه السنة التي اهلكت مزارعهم وبساتينهم لكنهم يقولون نعم لدولة القانون يقولون القانون قبل كل شيء...
الصحوات كانت هي ثورة شعبية على القاعدة وعلى ما كان يخطط له من اشعال الفتنة والحرب الاهلية.... لكن بقي الفساد الذي يحتاج يد قانون قوية ويحتاج سلطة تنفيذية حازمة قانونية لا تتجاوز على انسان تحترم حقوق الجميع تضرب بقوة على ايدي الفساد... وتحاسب المسيئين.... ودهشت كثيرا لاراء اهلي واقربائي في القرية حول السياسة والانتخابات وما هو قرارهم .. وجدتهم ناس بسطاء عانوا الامرين ولا يهمهم الان خدمات بقدر ما يهمهم استقرار الوضع الامني وقرارهم شبه اجماع عليه هو نعم لدولة القانون.. كانوا الغالبية ينطقون كلمة واحدة نعم لدولة القانون... نعم لرجل القانون الذي وحد اهل القرية.... حقيقة هذا موقف جعلني انتبه لان همومهم كانت كبيرة جدا...هم عاشوا واقع حال مر .. اما انا فقد كنت اعيش ظرفا اخر صحيح ان الواقع الذي كنت اعيشه ليس جميلا لكنه اكيد سوئه لايتعدى سوء وضعهم ومعاناتهم... وهنا يمكن ان نقول ان الديمقراطية هي امان قبل كل شيء وهي نسبية لكنها لا يمكن ان تكون تراجع للوراء . انهم بسطاء ويعيشون ثمار توحدهم على الحق والطيب والاخوة....وعلى من سوف يحصل على اصواتهم ان لايخذلهم كما خذلوا من قبل...
د.علي عبد داود الزكي [email protected].
#علي_عبد_داود_الزكي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نحن وجمهورية افلاطون وقرار الاستسلام وهول الاعتذار من الابنا
...
-
منتظر الزيدي تسونامي اجتاح العالم
-
هبل بغداد والديمقراطية اللقيطة وحيرة الانتخابات والطموحات ال
...
-
طارق الهاشمي يحاول تهشيم وثن المحاصصة
-
ديمقراطية السقطة التاريخية وصعود الفاسدين
-
احذروا سكان الكهوف
-
مخصصات جامعية واهات دوام طويل لامعنى له
-
امنيات عراقية:ارتقاء الدراسات العليا
-
رد على استفتاء ظالم : يقول العراقيين لايريدون الديمقراطية
-
هل هموم العراق عبر النت مهملات
-
الجامعات العراقية خدمات ومزايا وطموحات
-
حكومة المالكي وازمة السكن
-
تنهدات عراقية ...هل تسمع الحكومة الامية
المزيد.....
-
إطلالة مدهشة لـ -ملكة الهالوين- وتفاعل مع رسالة حنان ترك لجي
...
-
10 أسباب قد ترجح كفة ترامب أو هاريس للفوز بالرئاسة
-
برشلونة تعاني من أمطار تعيق حركة المواطنين.. وفالنسيا لم تصح
...
-
DW تتحقق - إيلون ماسك يستغل منصة إكس لنشر أخبار كاذبة حول ال
...
-
روسيا تحتفل بعيد الوحدة الوطنية
-
مصر تدين تطورا إسرائيليا -خطيرا- يستهدف تصفية القضية الفلسطي
...
-
-ABC News-: مسؤولو الانتخابات الأمريكية يتعرضون للتهديدات
-
ما مصير نتنياهو بعد تسريب -وثائق غزة-؟
-
إعلام عبري: الغارة على دمشق استهدفت قياديا بارزا في -حزب الل
...
-
الأردن.. لا تفاؤل بالرئاسيات
المزيد.....
|