أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حسن مدبولى - الليبرالية والخيانة والتطرف الدينى.















المزيد.....

الليبرالية والخيانة والتطرف الدينى.


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 2508 - 2008 / 12 / 27 - 09:49
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


اذا كنا نرفض التطرف الدينى ونمقت معتنقيه ايا كانت ملتهم او طائفتهم , فاننا نكن نفس الدرجة من الكراهية والبغض تجاه بعض متطرفى الليبرالية المتأمركة التى تم استنساخها فى العالم العربى ,فى فترة حكم المحافظين الجدد فى الولايات المتحدة الامريكية , واذا كان من اهم اسباب رفضنا للتطرف الدينى, هو نظرتنا الانسانية التقدمية التى ترغب فى تعميم السلام والتقدم والرفاهية ,والتى ترى ان التطرف الدينى هو من اهم المعوقات التى تحول دون تحقيق ذلك, فاننا ايضا نرفض الليبرالية بمفهومها و منظورها المتأمرك وغير المتأمرك , ليس فقط لان الرأسمالية الساحلة والساحقة لفقراء العالم و واللتى تتخفى وتتزيا حاليا فى اطر تدعى الحداثة, هى العمود الفقرى لليبرالية ,ولكن ايضا لان بعض الرموز التى تنتمى الى القوى الليبرالية فى العالم العربى ومنها مصر , اصبحت تعتنق مفاهيم اشد خطرا وفتكا على استقلالنا ووحدتنا وسلامنا ورفاهيتنا وتقدمنا من التطرف الدينى , سواء على الصعيد الوطنى او القومى.
واذا كان بعض من هؤلاء -انصار اللبرلة خاصة فى مصر- يتحدثون الينا من علياء ,متدثرين ومتخفين فى اردية تدعى الحداثوية والتقدمية, ارتكازا الى ادعاء الايمان بمفاهيم ومبادىء تنتمى الى التحضر والرقى الانسانى , فان هؤلاء المستنسخون لن يخدعوننا فاننا نعلم ان تلك هى حيلهم والاعيبهم , التى استقوها وشربوها من دكاكين المستعمرين الجدد , هؤلاء المستعمرون الذين يرغبون ويعملون على تخريب مصر, وفصمها عن العالم العربى ونهب خيراتها, ,واثارة شعوب المنطقة , وتقسيمها الى شيع وفرق متصارعة ,كما حدث فى العراق ,وفلسطين, ولبنان .
ان اكبر الجرائم التى ارتكبت فى مصر فى العصر الحديث , هى جريمة التحول الى النظام الرأسمالى ,والولوج نحو ما يسمى بالخصخصة وانهاء التخطيط المركزى,والاعتماد على رأس المال الخاص فيما يسمى بقيادة التنمية الاقتصادية, بحجة تحديث المجتمع , الا ان هذه الجريمة قد حولت مصر الى رهينة لدى القوى الرأسمالية العالمية,وانهت عصر الاستقلال والحرية الاجتماعية,والفكرية وادت الى التطرف والجوع ,وانعدام القيمة الانسانية وصولا الىالتناحر الفئوى والطائفى, هذه الرأسمالية يا سادة لم تكن وليدة ,اجتهاد قوى تكفيرية دينية حاكمة ,ولا هى حاضرة من لدن قوى اسلامية سياسية معتدلة,لكنها هى الجوهر الرئيسى للفكر الليبرالى المراد تعميمه,ولكن على صورة اشد وانكى واضل سبيلا.
هكذا يحاول البعض التسلل ,بمفاهيم عصرية, كمن يزين لنا تناول السم بحجة انه العلاج الناجع, لنكتشف فى النهاية,بأن الرأسمالية هى الحل الحتمى من وجهة نظر هؤلاء, المتسللون عبر ادعاء الحداثة, لكن الامر لا ينتهى عند تزيين الحل الرأسمالى البغيض , فهؤلاء سريعا ما يكشفون عن معدنهم الخسيس تجاه قضايا اوطانهم, ونحن نتحدى من يدلنا على ليبرالى واحد يؤمن بحق بديهى وهو حق المقاومة المباح بواسطة القانون الدولى لكل شعب يتم اغتصاب واحتلال اراضيه, والمواقف الليبرالية العربية من القضايا الرئيسية للامة العربية هى مواقف مخجلة وتقترب من الخيانة الوطنية والقومية, اذ وصل الامر باحد هؤلاء بان قلب الامور والحقائق وقرر بان العرب كانوا هم المعتدون على اسرائيل منذ عام ثمانية واربعين,وان الفلسطينيين هم الرافضون للتسوية؟
كذلك كانت فضيحة غالبية الليبراليين العرب مدوية من خلال تعاونهم الكامل مع العدو الامريكى فى غزوه للعراق والتبرير له اعلاميا ,وتشويه صورة المقاومة الوطنية بأى صورة او بأى حجة, سواء كانت هذه المقاومة عنيفة ترد على الارهاب الامريكى بعنف موازى, ام كانت هذه المقاومة مجرد حذاء القى فى وجه من تسبب فى كل هذا الدمار والقتل, بل ان ليبراليا مصريا كبيرا يسيطر على نصف املاك مصر حاليا سارع بدعم العدوان الامريكى على الارض من خلال الاستثمار فى المشروعات على الاراضى العراقية لخدمة الاحتلال الغاصب لوجستيا ودون خجل ثم يدعى فى مصر انه راعى الثقافة والفن, كما ان الذى يقرأ فى ادبيات الكتاب الليبراليين خلال الحرب على العراق ,سوف لا يجد اى عناء فى اكتشاف مدى التطابق بين رؤية واهداف المحتل ,ورؤى واغراض هؤلاء الكتاب, بل ان الامر الاقصى على النفس هو ما حدث من تأييد للعدوان الوحشى الذى تم ضد لبنان او بالتحديد ضد فئة او طائفة من الشعب اللبنانى من قبل العدو الصهيونى, حيث قام الليبراليون الجدد او المستسلمون الجددبالتنظير والتبرير للاسباب الاسرائيلية والامريكية لذلك العدوان الهمجى.
وفى عز رفضنا للتطرف الدينى ,كما سبق ان اوضحنا فان اى تقدمى فى العالم يستطيع ان يفصل ,بين ما هو انسانى,وبين ماهو ايديولوجى,واى انسان حر فى العالم يستطيع ان يستخلص موقفا ضد المعتدى بصرف النظر عن ماهية او توجهات المعتدى عليه, لكن السادة انصار الليبرالية الحديثة سواء فى مصر او فى العالم العربى,وفى عز العدوان والحصار على جماهير شعبنا الفلسطينى فى غزة وفلسطين,لا يجدون عدوا يتصدون له سوى حماس وحزب الله؟
بل ان السادة منظرى ومروجى وابواق الليبرالية الجدد ,لم يكتفوا بتأييد العدوان ,والترويج له,ولم يكتفوا بمحاولة كسر المقاومة العربية,من خلال التزييف والتلفيق الاعلامى,لكنهم لم يخجلوا من تأييد قوى الفساد والقهر والتخلف والتبعية كما حدث من خلال تاييد جماعة محمود عباس فى الضفة على كل ماتتشح به من فساد وعمالة وتبعية للعدو الاسرائيلى,او من خلال موقفهم المتمثل فى تأييد قوى الرابع عشر من اذار فى لبنان بقيادة سعد الحريرى والسنيورة, والجدير بالذكر ان كل من حكومة محمود عباس وكوادرها اتهمت حتى من الامم المتحدة بالفساد,وكذلك هناك فضائح مالية كثيرة فى لبنان تنسب الى قادة الرابع عشر من اذار فلى لبنان, وكما هو معلوم للكافة .
الافظع من كل ذلك ان هؤلاء المتليبرين الذين يدعون التمدن والتعصرن,هم اول من يستخدم الدين او التدين ,وهم اول من يخدع الناس من هذا المنطلق ,بشرط بسيط هو ان يكون ذلك امر مطلوب تحقيقه بشكل يصب فى تحقيق مصالح فئوية او نخبوية او طبقية او لخدمة قوى دولية,كما حدث عند تأييد الجماعات الاسلامية والشباب العربى للحرب ضد الاتحاد السوفيتى فى افغانستان فى السابق,وكما يحدث حاليا من تهييج دينى طائفى سنى متطابق مع ما تقوم به قوى التعصب والتكفير الدينى,لاغراض تتبناها القوى الليبرالية لمصلحة امريكا والسعودية ضد ايران.
ان تطوير وتحديث وعصرنة الوطن العربى لا تكون ابدا بالتخلى عن ثوابت الامة العربية,سواء كانت ثوابت وحدوية ام مقدسات دينية ام حدود جغرافية مقدسة او مواقف سياسية مستقلة, والخطر على الامة العربية وعلى مصر لا يقتصر ابدا الا على امريكا واسرائيل واذنابهما من الاتباع الغربيين فى اوروبا,كما ان الراسمالية كنهج اقتصادى ,هى التى ادت الى الكوارث الاقتصادية السائدة حاليا فى العالم العربى,هذه امور بديهية معلومة للكافة بالضرورة, لكن كافة الليبراليين يؤمنون بعكس ذلك تماما,وهو ما لا يمكن مساواته بخطر التطرف الدينى,فاذا كان التطرف الدينى جريمة,فان التطرف فى الخيانة هو ام الجرائم.



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاصولية القبطية وهزلية المؤامرة
- القيم العصرية من منظور سياسى
- الحوار المتمدن -حوار مختلف ,وامنيات بالاستمرار لعام ثامن على ...
- المستسلمون الجدد
- تكتيكات الاقباط المصريين , والغباء الاستراتيجى
- التجريب التخريفى فى مصر , وتفجيرات مومباى الهندية ؟
- الكنائس والمساجد -بديلا للمصانع والمزارع
- التخلف الدينى والبعد الطائفى -بين زكريا بطرس وسيد القمنى وما ...
- المتمحكون فى اوباما - وبكائيات الاضطهاد ضد الاقباط
- الارهاب الاسلامى - ام الارهاب المسيحى ؟
- اقباط المهجر , الرعايا المخلصين للدولة الدينية فى مصر ؟
- المتلاعبون بالعقول فى مصر -شوبير والاعلام الاهلاوى نموذج
- يا سيادة وزير التعليم فى مصر اصدر قرارا باعادة امتحان مادتى ...
- احداث دير ابو فانا والعرب والعودة الى الشريعة القبطية
- الاله الفاتيكانى يبارك قتل الاطفال والنساء وسرقة الفقراء وسج ...
- أنا مش عارفنى --أنا مش انا
- الماركسيين اللينينيين - جناح ايسر المسيحية الصهيونية
- على طريق سمير جعجع - هنا القاهرة
- العمال فى مصر ؟ هل من امل فى الاصلاح او التغيير ؟
- غبطة البطريارك نصرالله صفير فى لبنان -هل من تنويرى عربى مقدا ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حسن مدبولى - الليبرالية والخيانة والتطرف الدينى.