مشرق الغانم
الحوار المتمدن-العدد: 2507 - 2008 / 12 / 26 - 09:35
المحور:
الادب والفن
جثَّة أخي
جثة أخي
التي تورَّمَتْ في العراء ِ
ستفجّها الريحُ بعد ثلاث ليال ٍ
وسيفتحُ النملُ الشرسُ دروبا ًمعتمة ً
الجنودُ الذين يشبهَهم الرمل ُ
يشيحون َالنظرَ عن اليد ِ
التي قاسمتهم سواد َالرغيف ِ
إذ السماءُ تنبسط ُمثلَ كاشانية ٍ
في عيني القتيل منذ ُ ليل ِ البارحة ِ
القتيل ُالأزرق ُ
الذي كان َينتظرُ يداً دافئة ً
كي تغلق َحسرة َالسؤال
الذي سيظل ُّ
يرن ُّفي صفيح ِالوهاد ِ.
كم غيمة ً ستفرُّ
لتفسح َالمجال َ لشهقة ِالكريستال
الذي ثلَّمه الحديد ؟
وللطيرِ الجارحة ِ تُخطيءُ فريستها
التي إستعارتْ ثوبَ المدى
لكي لا تنزلقَ على أرض ٍسبخة ٍ
تَشَحَمتْ من دم ٍعتيق .
تثاقل ُالألم
قبضُ رماد ٍ
تلك اليد
التي
تبحث ُ
عن
القلب ِ
الذي
إنزلق َ
من
مخدع ِ
الضرّير .
خيطُ
موسيقى
يذبذب ُ
صفحة َ
مياه ِ
الليل ِ.
الألمُ يتثاقل ُمن شدّة ِالنضج ِ.
عُزلة ِالشجرةِ
الليل ُالذي شققه الأنتظارُ
العزلة ُالتي تنتشي
بإصفرار ِالرصيف ِ
إذ الشجرة التي
نسيتها الغيوم ُ
منذ عشرين عاما ً
تتكئ ُعلى كومة ِحطام ٍ
عينا الشجرة ِ
الساهمتان ِفي الظلام ِ
والشفتان ِالمضمومتان ِ
على الوجع ِ
سرُّ عدم ِالصراخ ِ
من الفأس ِالضارية ِفي البرّية ِ
حيث ُالضوءُ يسيل ُأزرقَ
على الشبح ِالذاوي
فوق َسرير ِالعتمة .
هناك
شجرة ُالرماد ِ
حارسة ِالخيبة ِاللزجة ِ
وَفيَّة ِالموت ِالضاحك ِ
ما بعد َمنتصف ِالليل ِ.
[email protected]
#مشرق_الغانم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟