أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي البدري - معاينة في بلورة الجسد: مواجهةقراءة في قصيدة (نورس البلور) للشاعرة فاطمة بن فضيلة















المزيد.....

معاينة في بلورة الجسد: مواجهةقراءة في قصيدة (نورس البلور) للشاعرة فاطمة بن فضيلة


سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)


الحوار المتمدن-العدد: 2508 - 2008 / 12 / 27 - 09:29
المحور: الادب والفن
    



الجسد أيقونة
... أيقونة ارعشة من اصطلاء الاشتهاء
صفحة بلور موارب...
ومرايا لوجه نورس...
ضل او سيضل عن وجهه.
هل لي ان ادعي مقاربة عمق صرخة يطلقها جسد؟ او انثى تنفض غمام الاوزار عن جسدها لتواجه به عري أفئدة النوارس؟
الجسد أيقونة تستعر بالتحدي، والشاعرة/الانثى تضعنا امام تحدي: تفكيك النص /الجسد وايضا الانثى/الجسد .. واذ ينصهر الاثنان في منسرب شهوة الاكتشاف والتقصي، يشكل الامر وتتداخل وجوه الالتباس بتحديها، وخاصة ان النص يأتي من شاعرة تمتاز بعمق تجربتها الشعرية وجرأتها وتمرسها في نحت جسد نصوصها لغو وتصويرا وموضوعة.
بدهاء شاعرة تقبض على على ادوات إشتغالاتها، تختار الشاعرة بن فضيلة لغة المحكي اليومي لتصوير وانطاق أيقونة الجسد الانثوي واحالته الى وضعه الطبيعي في التعبير عن نفسه وتسجيل اعترافاته/استحقاقاته واعلانها كحق وصوت ... وحرقة أيضا.
الشاعرة – وهي هنا فاطمة بن فضيلة على وجه التخصيص – تقتحمنا من لحظة تفجر دفق القصيدة: نورس البلور..
الساعرة ترمز بالنورس للرجل وفعل ذكورته.. والنورس الطائر، كما هو معروف، صياد (مائي) حاذق؛ الا انه ياكل من جيف المزابل أيضا! ولكي ترتقي به الشاعرة من وضاعة هذه العادة السيئة فانها تظطر الى تغليفه بهالة من البلور ليتحول الى كائن شفاف ودقيق في نظره ويعف عن اكل جيف المزابل!
الشاعرة في فاطمة بن فضيلة من يقرر هذا فقط، أما الانثى فيها فلها شأن آخر مع النورس، وخاصة عندما يكون (رأس السرب).
هل قلت اني سأفصل فاطمة الشاعرة عن الانثى فيها...؟ قرار سيطاردني بالحاحه على كامل مساحة هذه القراءة ، ان لم يتعداها الى أجندة الحلم!

النورس/ رأس السرب

يترك راس السرب

ويحط على جسدي

يلتقط الحب

ما بين السرة والنهد

من اللحظة الاولى تصدمنا فاطمة الانثى/الشاعرة بحكم مطلق ومعمم..

النورس/رأس السرب

يترك رأس السرب

ويحط على جسدي

كم من (نوارس) الرجال قادر على (خيانة) غلواء كبرياء ذكورته للاعتراف بهذه الحقيقة؟!

الوقت غدير!!

هذه الجملة الملتبسة في دلالاتها واشاراتها: أهي من الربيع أم من الضحالة، وهي صيغة مبالغة مشتركة لاسم الفاعل والمفعول؟ اعتقد ان الشاعرة تقصدت تفخيخ هذه الجملة بهذه الصياغة لتقسمها على أكثر من فهم: الوقت غدير، بمعنى الوقت ربيع..

(لـ) يحلق السرب منحدرا

وأيضا بمعنى الضحالة، لان الغدير هو ما يتجمع من ماء المطر الذي سرعان ما يجف، لانها سرعان ما تستدرك في مقطعها التالي وتحصره بين هره بين هلالي التنصيص، على فهم واحد، كما أظن..

(كان السرب اناثا)

والانثى بطبعها، يخطف بصرها زهو ريش (النوارس) البيضاء! وهذا ما يؤيده المقطع اللاحق..

جلست احداهن على حافة غيمة

أدلت جفنيها وتدلت

فوق النورس خيمة

لكن النورس منشغل بالجسد

يلتهم الحب

ما فوق السرة والنهد

آه يا فاطمة! يا لجمال هذه الصورة رغم مرارتها! ليتني أستطيع التخفف من عبء (نورستي) لاستغرق في جمال هذه الصورة!

... والنورس منشغل بالجسد

يلتهم الحب

ما فوق السرة والنهد... تحت خيمته التي نصبت بيدك يا انثى!

للسرب خرير

للسرب مواء وعواء

(فالسرب اناث)

والنورس /رأس السرب

حط على جسدي العاري الا من ....

(حين تتوق الانثى تتعرى للمرآة)

حين تتوق الانثى تتعرى للمرآة، وهذا هو مقتل النورس، لانه يعرف هذه الحقيقة عنها؛ وهي في تلك اللحظة – يفترض – النورس – انها تكون قاب قوسبن او ادنى من بلوغ قمة الجبل أو اجتياز رأس الرجاء الصالح، بحسب الروائي الكولومبي غابريل غارثيا ماركيز..، ولكنها أيضا تكون في الطرف القصي لمتاهة الربع الخالي وبما يزيد على (...) سنة ضوئية عن درب زبيدة المؤدي الى عرفات حجة السكون!
وانا اذ اقف الآن على رأس صخرة مسندم، أكاد أجزم اني أشم رائحة الانثى في الشاعرة واسمع حفيف قميصها في تلك التخوم الغائرة في عمق الحلم النورسي، رغم عواء عواصف البحر الاحمر كلها!

من عادات النورس

ان يترأس سرب نجوم

ويجر وراءه الاف الغيمات

ينسج من أهداب الضوء فتيلا

حبلا يتدلى...

يرخي الحبل قليلا

ويمد جناحيه قليلا

تعلق أول انثى في الشبكة

فيشد الحبل وينال السمكة

هل يعني هذا استسلام الانثى او رغبتها فيه...؟ هي عادة تنكر كانثى! ولكن عندما يتلبسها شيطان الشعر فان الامر يختلف معها... او هكذا يدعي النورس في كقاريء على الاقل! لندع هذا (الافتراض) مركونا في زاويته المعهودة! ولنعيد النظر في المقطع السابق لنقول ان تقرير الحالة السايكلوجية للوضع العام للامر هو تقرير لا يخلو من حقيقة، ولكنه ايضا ينطوي على نوع من التعتيم (الاعلامي المراوغ)، لانه يختصر الامر في الحالة الاضطرارية وحدها ولا يؤكد تقرير القضية الا ضد مجهول الزاوية المعتمة، وهذا ما توافقني عليه الشاعرة ذاتها بقولها اللاحق، والذي تفرده كمقطع لوحده، بحسب فهمي او قراءتي طبعا..

للنورس عادات اخرى
..........................
..........................
.........................
هل تكفي مثل هذه الالماحة كقرينة لما ذهبت اليه في رؤيتي لما يعتمل في نفس الانثى السمكة؟ هذا ما سأترك تقريره للمتلقين، ان لم تسعفنا الشاعرة باضاءة في المقطع اللاحق..

الوقت حنين

وانا جسد ينتظر السرب

ليغازل رأس السرب

ويشد الحبل

ويصيد الشبكة

وها هي الشاعرة تدعم ما ذهبت اليه... الشاعرة أم الانثى فيها؟!!!

الوقت حنين

وضفاف البركة آهلة بالديدان

والنورس من عاداته أيضا

مال قليلا فوق الماء

مد جناحيه شهبا

أطلق للريح صفيرا شبقا

شد الحبل /ترك الشبكة

أرخى الحبل/ترك الشبكة

غابت في الارض بقايا الالوان

فالنورس لا تغويه أسراب الديدان

انه النورس الحلم... او المشتهى الذي لا تغويه الالوان، لان الانثى لاترضى لن ترضى ان يقاسمها نورسها او يساويها بـ (الديدان)!

النورس/راس السرب

ترك السرب

وأدلى حباله نحو البركة

يلتقط الجسد الشبكة

كانت عيناه كزجاج الصقر المسحور

ويداه/ جناحاه

تخيطان على وجه الغيمة

اغنية ونشيجا

كان الصوت حزينا

والرجع كما النغم المبتور

ارتفعت في البركة

أصوات وضجيج

أجراس ونواقيس وحفيف

ظل المشهد يبتعد/يقترب

والجسد/ العين

يرقب.....يلتقط

يشتعل......ينصهر

في لون البلور المحموم

هل سيكفي ان اسجل ان قصيدة نورس البلور هي بمثابة بيان تعلن فيه الانثى عن قيام جمهورية جسدها بكامل استحقاقاته، وعلى ضد من كل اشكال القمع والتغييب الذكوري والاقطاعي؟ كلا طبعا؛ لانها تؤسس لما هو اكبر منه فعلا .. انها الاعتراف الصريح بوجود الجسد وقيامه من قبل الانثى – خارج اطر المكبلات والمحاذير – اولا، وانه بريء من جميع تهم التدنيس التي الحقها بها نورس المزابل الذي لم يميز – لدهور خلت – بينه وبين ديدان التطهير! وهو ايضا اقرار صريح بتبعية الجسد لحاجاته التي يترك من اجلها رأس السرب سربه ليحط عليه ويلتقط من حبه..

النورس/رأس السرب

يهجر رأس السرب

ويحط على جسدي

يزرع حبا ما بين السرة والنهد

ياااااااااااااه يافاطمة قلق النواس وخيبات الذكورة!

ها انت تعيدين لخارطة تيهنا معالم وجهها ومسالك عروجنا الى ايماءات نجمات خواتيمنا المعلقة في سرة سماء بلا معالم. فها انت تعيدين لرأس السرب صورته الاولى في مرآة جسد الانثى ليزرع حبا ما بين السرة والنهد..

خشي الجسد (من فرط الشهوة)

ان ينشطر النورس

فمال ولان وسال

في ماء البركة شلالا.

مثل هذه الخاتمة تضع النقطة الاخيرة على الحرف الاخير في مسيرة نورس الجسد
وهو يلتقط الحب من مغاور الجسد، رغبة من الجسد لا اقتحاما.



#سامي_البدري (هاشتاغ)       Sami_Al-badri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اذ يتعلق وجع الاسم بأهداب البحر: مساءلة (قراءة في نص - وجيعة ...
- حجر في مهب التساؤلات:إغتراف(قراءة في قصيدة-الى محمود درويش ا ...
- صلاة في قيظ مهجور
- التواضع كلمة لا تناسبني*
- أتوسد حبك وفوق رأسي قمر
- الانهمار في صدع الفراغ : خيار الاسئلة(قراءة في قصيدة -أسئلة ...
- عندما يفقأ الالم حنجرة الخدر
- على مسافة رصاصة من دمنا
- العرب بين الارهاب والاسلامولوجيا
- الارتكاس في مكابدات المسافات : تكريس(قراءة في قصيدة - المساف ...
- الهوية الوطنية بين التهميش السياسي والتأصيل الثقافي
- هي
- الوضع العراقي .. نظرة اخرى
- حوار ثقافي للتأسيس
- ارتهانات مؤجلة
- ألف رصيف للاختلاف
- درويش .. مداد الحرف والرصاصة
- كركوك وازمة انتخابات الحكومات المحلية
- اذ اوقظ مومياء انعتاقك
- تصور اوباما للانسحاب من العراق


المزيد.....




- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي البدري - معاينة في بلورة الجسد: مواجهةقراءة في قصيدة (نورس البلور) للشاعرة فاطمة بن فضيلة