أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رمضان متولي - انتهاز فرصة الأزمة للانقضاض على الدعم














المزيد.....

انتهاز فرصة الأزمة للانقضاض على الدعم


رمضان متولي

الحوار المتمدن-العدد: 2507 - 2008 / 12 / 26 - 09:44
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


تأثرت مصر بالتأكيد بالأزمة المالية العالمية، وذلك باعتراف المسئولين في حكومة نظيف، وأيضا باعتراف الأرقام بعد إعلان انخفاض نسبة الإشغال في قطاع السياحة بنسبة كبيرة، ومن المنطقي أيضا أن تتأثر الصادرات المصرية بعد تدهور أسعار النفط عالميا بما يزيد على الثلثين في فترة وجيزة، خاصة وأن الطفرة التي شهدتها الصادرات المصرية على مدى العامين الماضيين اعتمدت بشكل أساسي على التوسع في الصادرات البترولية وارتفاع أسعار النفط من جانب وعلى زيادة صادرات صناعية تتميز بكثافة استهلاك الطاقة من جانب آخر، الأمر الثالث يرتبط أيضا بمؤشرات حول تدهور تحويلات العاملين بالخارج – وخاصة في دول الخليج التي يحتمل أن تقوم بتسريح أعداد كبيرة من العاملين المصريين في قطاع التشييد على وجه الخصوص، علاوة على تراجع إيرادات قناة السويس وتدفقات الاستثمار الأجنبي.

غير أن الأزمة الاقتصادية في مصر ليست بالأساس وليدة للأزمة المالية العالمية وإن ساهمت الأخيرة في التعجيل بضربتها، فكل عناصر هذه الأزمة كانت تتفاعل في مصر قبل انهيار أسعار المنازل في الولايات المتحدة في أغسطس 2007 وبداية السلسلة المعقدة من انهيار النظام المصرفي وأزمة الائتمان في أمريكا وأوروبا على السواء. كانت مصر تشهد موجة غير مسبوقة من ارتفاع أسعار العقارات في ظل توسع هائل في هذه السوق المحفوفة بالمخاطر وبالاعتماد الكثيف على القروض المصرفية، وجر ذلك معه ارتفاعا غير مسبوق في أسعار مواد البناء، كما عزز ارتفاع أسعار العقارات طرح الدولة للأراضي في المزاد وتدفق أموال خليجية هائلة للاستثمار في سوق البناء المصرية. صاحب ذلك موجة من التضخم الحاد تصاعدت تدريجيا حتى بلغت 23.5% وفقا للأرقام الرسمية والتي تقل كثيرا عن واقع الحال الذي شهد بتضاعف أسعار السلع الغذائية والنقل مع زيادة الدولة لأسعار الوقود وارتفاع أسعار الغذاء في العالم، كل هذه العوامل كانت تضغط بشدة في اتجاه الأزمة حتى أن بعض الاقتصاديين أكدوا خلال العام الماضي أن الفقاعة العقارية تكونت بالفعل في مصر وأن انفجارها بات وشيكا مع تزايد المضاربة على العقارات الفاخرة وأراضي البناء.

الحكومة المصرية ورجال الأعمال كانوا يراهنون على شئ آخر بطبيعة الحال، فهم لا يستهدفون السوق المحلية ولا المستهلك المحلي بهذه العقارات الفاخرة كنوع من عنصرية رأس المال ضد الفقراء، وتركز سعيهم على ترويج هذه العقارات وسط أغنياء الخليج والأجانب تحت عنوان تشجيع سياحة الإقامة، بل وسعوا ومازالوا يسعون إلى تعديل القانون لتقديم قروض الرهن العقاري للأجانب، وهي القروض التي تمول بالأساس من ودائع المصريين بالبنوك. ولكن خاب رجاؤهم مع انفجار الأزمة العالمية، لتبدأ بوادر انفجار الفقاعة العقارية في مصر وتنخفض أسعار العقارات للمرة الأولى منذ سنوات.

الحكومة المصرية سوف تستغل هذه الأزمة وبعض التطورات المصاحبة لها في تمرير مشروعاتها المعادية للفقراء. أحد أمثلة ذلك ينصب على الدعم. كانت الحكومة قد رفعت أسعار الوقود مما أدى إلى موجة عنيفة من زيادة أسعار المواصلات والنقل محتجة بارتفاع أسعار النفط عالميا، وبعد انهيار أسعار النفط لن تقوم الحكومة بسحب الزيادة في أسعار الوقود ولا أسعار المواصلات العامة لتعمل على خصمها من فاتورة الدعم الموجه للفقراء، فالأغنياء طبعا لا يستخدمون المواصلات العامة في تنقلاتهم. نفس الأمر ينطبق على بعض السلع الغذائية التي لن تنخفض أسعارها في الداخل رغم انخفاضها عالميا، ويرجع ذلك جزئيا إلى وجود مافيا من المحتكرين في هذا المجال، وجزئيا إلى رغبة الدولة في انتهاز فرصة انخفاض الأسعار العالمية في تخفيض دعم السلع التموينية والخبز.

أما ما يكشف عن عداء الحكومة للفقراء وانحيازها الكامل للأغنياء في معالجتها لأمر الأزمة الاقتصادية الحالية فهو اتجاهها إلى تقديم مزيد من الدعم للأثرياء في الوقت الذي تتحين الفرص فيه للانقضاض على ما تبقى من الدعم الموجه للفقراء. عندما تحقق النمو الاقتصادي بمعدلات مرتفعة، وعدوا الفقراء بأن ثمار هذا النمو سوف تتقطر عليهم في المدى المتوسط، في حين كان الفقراء يزدادون فقرا والأغنياء يزدادون غنى. واليوم سوف يحتجون بأن هذا الأثر المزعوم لم يتحقق بسبب الأزمة العالمية، والحقيقة أن سياساتهم كانت ومازالت تتجه عن قصد ووعي كامل إلى طحن الفقراء وتكثيف استغلالهم من خلال برامج الإصلاح المزعومة التي لا تصب في نهاية المطاف إلا في كروش الأثرياء وأصحاب النفوذ.



#رمضان_متولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اقتصاد السوق وخرافة الكفاءة
- الفقراء لا يستفيدون من الرخاء ويدفعون ثمن الأزمة
- لا تنتحر ولا تذهب إلى المملكة!
- اقتصاد الفقاقيع
- الأزمة والفوضى … جوهر اقتصاد السوق
- أوهام الإصلاح من أعلى وحلم الثورة الواقعي
- مرجريت في الإسكندرية
- معركة المعارضة الضرورية: سيناريو التوريث أم مواجهة النظام؟
- مواجهة الفساد أم مناورة لامتصاص الغضب؟
- أبو الغيط يغيظ المصريين
- مالي أنا والشورى؟
- بورصة ، بورصة – ولا عزاء للفقراء
- بربرية وأمل في عصر التطرف
- أصرخ يا نور
- هل يعود بونابرت؟
- درس في التواضع
- الواقع والرمز في الهجوم على عز
- على إسمك يا جاهين
- جمهورية الغاز
- مأزق المبرراتي


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رمضان متولي - انتهاز فرصة الأزمة للانقضاض على الدعم