أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد نبيل الشيمي - رؤية للمشكلة السودانية بين تحديات الابقاء علي الوحدة في مواجهة قوي التفتيت - حالة شرق السودان 2 – 3















المزيد.....


رؤية للمشكلة السودانية بين تحديات الابقاء علي الوحدة في مواجهة قوي التفتيت - حالة شرق السودان 2 – 3


محمد نبيل الشيمي

الحوار المتمدن-العدد: 2506 - 2008 / 12 / 25 - 10:04
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


الوضع التاريخي /
تشير الدراسات بان قبائل البجة احد الشعوب الحامية (نسبة الي حام بن نوح ) استوطنت المنطقة الممتدة من شرق محافظة اسوان علي ساحل البحر الاحمر وحتي مصوع باريتربا.ويري عدد من علماء الاجتماع ان قبائل البجة ينحدرون من اصول عربية نزحت من منطقة شبه الجزيرة العربية وظلت هذه القبائل منعزلة عن القبائل الاخري محتمية بالجبال والصحاري راضين بالعزلة حفاظا علي استقلالهم .
وقد كان للمهديين دورا هاما في محافظة البجة علي هويتهم حيث حصل البجة علي استقلال وحكم ذاتي اثناء حكم المهديين وهذا احد اسباب ارتباط البجة بحزب الامة السوداني.
تبلغ مساحة شرق السودان نحو 176 الف كيلو متر مربع في المساحة الواقعة بين البحر الاحمر من ناحية الشرق مع تلاقي ولاية كسلا والحدود الاريترية والاثيوبية من الجنوب الشرقي ونهر عطبرة حتي نهر النيل غربا ويمتد من المنحدرات الشمالية لهضبة اثيوبيا في الجنوب الي الحدود المصرية السودانية شمالا ومن الناحية الادارية تضم المنطقة ولايات كسلا والقضارف والبحر الاحمر.
ويشير المرخون الي ان شرق السودان كان احد البوابات التي دلف منها الدعاة المسلمون الي ربوع السودان.
تتسم منطقة شرق السودان بتوافر الاراضي الخصبة وتنوع الغطاء النباتي وتوفر الموارد المائية واقتصاد هذه المنطقة زراعي رعوي وهي ايضا النافذة الوحيدة للسودان علي البحر الاحمر ويقع عليها مواني بورسودان وسواكن واوسيف فضلا عن ذلك فان المؤشرات تؤكد علي وجود كميات من النفط ومعادن اخري كالذهب والحديد والنحاس والتنجستين وهنا لنا ان نتسائل اليس ذالك مدعاة كي تكون هذه المنطقة محل اهتمام من قوي بعينها في العالم بحثا عن الثروة؟
التركيب العمري العرقي لشرق السودان /
تشكل البجة العمود الفقري لسكان شرق السودان وتنقسم الي قبائل كبيرة واخري صغيرة وتمثل القبائل الكبيرة نظارات(اقسام) عدد من العموديات وتحت كل عمود به عدد من الشيوخ والاعيان في حين تتشكل القبائل الاضغر من عموديات وليس لها نظارات .
وتنقسم قبائل البجة الى خمسة نظارات رئيسية وهي
البشارية – الامرار – الهدندوة – بنو عامر – الحاللقة
هذا بخلاف عدد من القبائل الاخرى ذات الاصول البيجاوية منهم :
الاشراف – الارتيقا – الحباب – الخاسة – الحدارب – السيقولاب – الكميلاب – والملهتكتاب .
وبنالبيجاويين اللغة العربية بالاضافة الى اللهجات المحلية الخاصة ويدينون جميعهم بالاسلام .
اما سكان الاقليم من غير البجة فقد وفدوا الى المنطقة سعياً للرزق والعمل في الدواوين الحكومية وهم من وسط وشمال السودان الى جانب اجانب من دول اخرى ذوي الاصول اليمنية الذين يعملون بالتدريس والتجارة الى جانب هؤلاء فهناك بعض الوافدين من غرب السودان وبعض دول الغرب الافريقي تاذين يعملون بالزراعة والرعي والتجارة عبر الحدود مع مصر ... واهم هذه المجموعات قبائل الشايعية والدناقلة والمحس والرشايدة وهؤلاء يدينون بالاسلام ويتحدثون العربية الى جانب اللهجات المحلية .

جذور الصراع /
يمكن القول ان جذوب الصراع القائم ليس وليد اللحظة فقد بدأت ملامح التذمر منذ عام 1958 عندماعقد بعض مثقفي البجة مؤتمراً ناقشوا في ظروف حياتهم المهمشة حسب رؤيتهم وذلك بحضور عبد الله ليل رئيس وزراء السودان انذاك وذلك قبل شهر واحد من انقلاب ابراهيم عبود وقد طرح المؤتمرون ضرورة اقامة نظام لا مركزي في ادارة الحكم ومنح اهالي المنطقة فرصة ادارة شئونهم ومع قبام الانقلاب العسكري قمعت مطالب البجة وكانت هذه بمثابة النار تحت الرماد ... ولقد حدث نوع من الانفراج كي يعاود البجة نشاطهم السياسي من خلال عضوية المجلس التريي السوداني خلال الفترة 1964 – 1969 وحتى قيام جعفر النميري بالانقلاب العسكري في مايو 1969 حيث انزوي البجة .. وهو الامر الذي ادى حتى الان بطبيعة الامر الى انطلاق النشاط العسكري بتأييد اريتريا في اثيوبيا في بدايات عام 1997 .. ومازالت حتى الان والذي شهد في بدايات هذا العام قيام الحكومة بقمع مظاهرة في بورسودان خلفت عدداً من القتلى والجرحى وهو الامر الذي ساهم في انفجار الموقف ووضع القضية في جدول اعمال التفكيك والتقطيع .
ويرى البجة ان الحكومة السودانية منذ الاستقلال اهملت شرق السودان واهتمت فقط بتركيز العمل التنموي في العاصمة وملحقاتها ويذكر بعض مثقفي البجة ان الحكومة تتعمد افقار الاقليم واستهداف الانسان الشرقي وتبي سياسة منظمة لتفريغ الاقليم من سكانه الاصليين وممارسة اعمال الابادة والقمع بخلاف سياسة الاستعلاء الثقافي .
هذا بخلاف اتهام الحكومة بالنهب المنظم لثروات الاقليم وتدمير بناه التحتية والتي ادت الة انهيار الاقتصاد المحلي اصة في المناطق الريفية مع عدم قيام الحكومة باقامة مشروعات جديدة سواء فيما يتعلق بمشروعات الماء واستصلاح الاراضي مما ادى الى تفاقم شكلات الفقر والصحة والتعليم في المنطقة ويلخص البة الموقف بأنه "استعلاء ثقافي وظلام تاريي وفقر ومرض وخدمات نادرة" .

القوى الفاعلة وتذكية الصراع :
هناك خطوطاً مترة بين الاحداث في هذه المنطقة وما يحدث في دارفور فإن سياسات المركز الظالمة تجاه سكان المنطقتين واهمالهم وتهميش ادوارهم وتخلف برامج التنمية الى ما غير ذلك من سياسات قمعية واستلاب ثقافي واستعلاء حضاري كل هذه كانت وسظل مغذية بل ودافعة مطالب التفكيك والتقيع وهناك في الشرق اطرافا فاعلة تلعب دوراً في تغذية الصراع يأتي على رأسها الدور المفضوح للنظام الاريتري في بث الفرقة ودعم حركات التمرد حيث يقوم اريتريا بتدريب الكوادر العسكرية من قبائل البجة بل ورعايتها للمعارضة السودانية وتحريضها على العنف في مواجهة الدولة وهنا دواف لدى حكومة اريتريا في تأجيج الموقف والهاب في شرق السودان تمثل في :
- محاولة اريتريا تطويق حرات المعارضة الاسلامية الاريترية التي تتخذ من السودان مقراً لها وهي عندما تشجع الحركات المناهضة للحكومة السودانية انما تهدف الى خلق قوى ضاغطة على السودان وقف تبنيه للمعارضين الاريتريين .
- رغبة اريتريا في ضم اجزاء من السودان خاصة الاراضي الواقعة في دلتا نهر القاش ومنطقة كسلا التي سبق للقوات الاريترية السيطرة عليها وتسليمها للمتمردين قبل نجاح الحكومة في استردادها .
- استخدام المنطقة كورقة ضغط على الخرطوم بما يحول وانحيازها الى اثيوبيا في نزاعها مع اريتريا .
- الحيلولة وزيادة قدرة الحركات الاصولية السودانية في ايجاد ارضية لها خاصة في مناطق التماس الحدودية والتي تضم قبائل ذات اصول عرقية واحدة مثل قبائل الرشايدة والبي عامر التي تراها اريتريا من القوميات والعرقيات المعترف بها .
اما دور اثيوبيا في الصراع فإنه ينبع من الهلع الاثيوبي من تنامي دور المعارضة المسلمة في اقليم الاوجادين والتجراي والتي تشك اثيوبيا في دور سوداني يزيد من قوى المعارضة لنظام الحكم في اديس ابابااضافة الى الخلافات الحدودية بين البلدين والتي تأتي على راس اهتمامات اثيوبيا ومن ثم فإن التشجيع الاثيوبي لمطالب البة لا ينبع من ادراك عدلة المطالب بقدر ما هي ورقة ضغط ضط الحكومة السودانية .
ان استثار الحكومة السودانية بالقرار وفشلها في ايجاد صيغة متوازنة للحكم كان بمثابة الوقود الذي يغذي النيران فالمنظمات العسكرية يزداد نشاطها بدعم من دول الجوار ودوائر الغرب ... ومع فجر كل يوم يوداد مؤتمر البجة المسلح وتنظيم الاسود الحرة ضراوة في مواهة حكومة لاتعلم من ي الجهات ترد اليها الضربات وماذا تحمل الايام القادمة من احداث ويبقى السؤال .. هل يظل السودان موحداً ام يصاب الجسد العربي الموهن بطعنات جديدة تزيد من جرحه واتراحه .





#محمد_نبيل_الشيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاغتراب في العالم العربي
- رؤية للمشكلة السودانية تحديات الابقاء علي الوحدة في مواجهة ق ...
- التفاوض فى مجالات الاتفاقيات التجارية المفهوم والدوافع والعو ...
- أهمية خلق مشروعات صغيرة ومتوسطة فى الريف
- محنة لغتنا الجميلة
- حرية التجارة وتحرير التجارة والازمة المالية
- ميكيافللي هل مازال حيا؟
- الابداع في العالم العربي شهيد الانظمة الحاكمة
- حول مفهوم الدعم والاغراق والوقاية وكيفية الحد منها حماية للص ...
- منظمة التجارة العالمية النشأة والاهداف
- ظاهرة غسل الاموال قضية أجتماعية - جريمة اقتصادية
- القرصنه ملاحظات في حاجه الي دراسه
- السياسة الاقتصادية في مصر والركود الاقتصادي
- هل في مصر مشاركه سياسيه؟
- الطغيان والاستبداد والمشاركه السياسيه
- دول العالم الثالث والمشاركه السياسيه
- معوقات المشاركة السياسية


المزيد.....




- مجلس الوزراء السعودي يوافق على -سلم رواتب الوظائف الهندسية-. ...
- إقلاع أول رحلة من مطار دمشق الدولي بعد سقوط نظام الأسد
- صيادون أمريكيون يصطادون دبا من أعلى شجرة ليسقط على أحدهم ويق ...
- الخارجية الروسية تؤكد طرح قضية الهجوم الإرهابي على كيريلوف ف ...
- سفير تركيا في مصر يرد على مشاركة بلاده في إسقاط بشار الأسد
- ماذا نعرف عن جزيرة مايوت التي رفضت الانضمام إلى الدول العربي ...
- مجلس الأمن يطالب بعملية سياسية -جامعة- في سوريا وروسيا أول ا ...
- أصول بمليارات الدولارات .. أين اختفت أموال عائلة الأسد؟
- كيف تحافظ على صحة دماغك وتقي نفسك من الخرف؟
- الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي برصاص فلسطينيين ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد نبيل الشيمي - رؤية للمشكلة السودانية بين تحديات الابقاء علي الوحدة في مواجهة قوي التفتيت - حالة شرق السودان 2 – 3