أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - وديع أبو زيدون - الزواج بين النص الإلهي والقرآن















المزيد.....


الزواج بين النص الإلهي والقرآن


وديع أبو زيدون

الحوار المتمدن-العدد: 2505 - 2008 / 12 / 24 - 00:27
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


مهاد
يُعد موضوع الزواج من الموضوعات المهمة التي إنشغلت بها الانسانية كثيراً عبر مراحل تطورها ، وفقا للتصور المادي في تفسير التاريخ ، أوعبر المفهوم اللاهوتي الذي قدّمته الينا الكتب السماوية ،لاسيما في نواته الاولى كشركة منظّمة بين أثنين " رجل وامرأة" في عقد تطورت شروطه ونضجت ظروفه وفق منطق وسلّم التطور البشري في علاقاتهم مع بعضهم البعض ، فالزواج عند الشعوب البدائية ووفق ما جاء في كتاب " قصة الحضارة" لديورانت الذي صوّر تقاليد الزواج عند الشعوب والقبائل القديمة بالقول" عند قبيلة «أورانج ساكاي» Orang Sakai في ملقا كانت المرأة تعاشر كل رجل من رجال القبيلة حيناً، حتى إذا ما أتمّت الدورة بدأت من جديد.وعند قبيلة «ياكوت» Yakuts في سيبيريا وقبيلة «بوتوكودو» Botocudos في جنوب أفريقيا، والطبقات الدنيا في التبت، وكثير غير هذه من الشعوب، كان الزواج تجريبياً خالصاً بمعنى أن كلاً من الزوجين له الحق في فضّ العلاقة إذا شاء وبغير أن يبدي لذلك سبباً أو يطالب بالسبب.وعند قبيلة «بوشمن» يكفي أقل خلاف بين الزوجين لانحلال الزوجية، ولا يلبث الزوجان أن يجد كل منهما زوجاً آخر." . وعن طبيعة الزواج المتغيرة سريعا يرى " سير فرانسز جولتن" :" تبدل الزوج مرة كل أسبوع تقريباً، وقلما استطعتُ أن أعرف إلا بعد استقصاء وبحث من ذا كان زوجاً مؤقتاً لهذه السيدة أو تلك في وقت معين، وكذلك في قبيلة «بايلا» ينتقل النساء من رجل إلى رجل ويتركن زوجاً لينتقلن إلى زوج آخر بمحض اختيارهن؛ والفتيات اللائي كدن لا يجاوزن العشرين، تجد للواحدة منهن في كثير من الحالات أربعة أزواج أو خمسة كلهم أحياء"
وتحدث" ماركو بولو" عن قبيلة في آسيا الوسطى، كانت تسكن إقليم بين Peyn، وهي تعرف الآن باسم كيريا Keriya في القرن الثالث عشر، قائلا :" إذا سافر رجل متزوج بحيث بعد عن بلده ليغيب في رحلته عشرين يوماً، فلزوجته الحق - إذا شاءت - أن تتزوج من رجل آخر؛ والمبدأ صحيح كذلك بالنسبة للرجال، فيتزوجون حيث أقاموا وهكذا ترى الأساليب الجديدة التي أدخلناها في زواجن" ديورانت" في قصة الحضارة ثانية لنجده يقول": ولا شك أن تعدد الزوجات لاءم حاجة المجتمع البدائي لأن النساء فيه يزدن عدداً على الرجال؛ وقد كان لتعدد الزوجات فضلٌ في تحسين النسل... وعن منزلة الزواج في القبائل البدائية يضيف" ومهما يكن أمر الصورة التي يتخذها الزواج فقد كان إجباراً بين الشعوب البدائية كلها تقريباً، ولم يكن للرجل الأعزب منزلة في المجتمع، أو عدّ مساوياً لنصف رجل فحسب". أما ما نقلته إلينا الكتب السماوية عن خبر إلتحام آدم وحواء ، وسقوطهما الى الارض الملعونة ، وهما يسعيان لتكوين أسرة، فكان لهما "في" قايين أو قابيل وهابيل" أول أسرة كما يحدثنا تاريخ الله عن نشوء المجتمعات. ولأن الله هو الفاعل الاول والمهيمن في رسالته السماوية، وفي تعدد مستويات المتلقين إليها ، قبولا ورفضا، فانه بالتأكيد سيعرف حجم الزواج " كحجر زاوية في بناء المجتمعات الانسانية ، المؤمنة والكافرة.. ولان الله رحيم وعادل ، وشمسه تشرقه على الأبرار والأشرار، فقد بارك الزواج وتفقده برسائله المتواليه الى الجنس البشري ، وكان الله واضحا في مقاصده وتعاليمه، لأنه لا يحتاج الى التعمية وأفراغ القصد من غايته ،والذهاب الى الى ما وراء السراب . فهل كان الله " المرسل" واضحا وناضجا في رسائله المتتابعة للمتلقين ؟ .
.....





الزواج في العهد القديم


يمثل سر الزواج Holy Matrimony أول الاسرار التي أسسها الله منذ بدء الخليقه وهو الذي أعلن هذا السر في أول أسفار العهد القديم إذ قال: "ليس جيدا أن يكون آدم وحده فاصنع له معينا نظيره.... فأوقع الرب الاله سباتا على آدم فنام فأخذ واحدة من أضلاعه وملاء مكانها لحما وبنى الرب الاله الضلع التي أخذها من آدم امراة واحضرها الى ادم فقال آدم: هذه الآن عظم من عظامي ولحم من لحمي هذه تدعى امراة لانها من إمرء اخذت لذلك يترك الرجل اباه وامه ويلتصق بامراته ويكونان جسدا واحدا" (تكوين 2: 18-22). لذا فأن الله أختار أمرأة واحدة لآدم، وهو اعتراف بدئي لقدسية الزواج وعدم التعدد، ولكن العهد القديم يذكر لنا
قصصا عن التعدد في الزواج ، فقد كان أول من تزوج بأكثر من امرأة واحدة هو لامك (من نسل قايين) الذى آتخذ له امرأتين (تكوين 4: 19). والحقيقية فأن العهد القديم أجاز بتعدد الزوجات إذ لا توجد وصية صريحة في العهد القديم تنهي عن ذلك ، إذ يبدو أن الله قد ترك للإنسان أن يكتشف بخبرته ماهي فوائد ومضار تعدد الزوجات . فتعدد الزوجات كما بدى مثيرا للمتاعب وبابا لإرتكاب الخطايا ، كما حدث مع إبراهيم (تكوين 21) ، ومع داود (2 صموئيل 11، 3)، ومع سليمان (1 ملوك 11: 1- 8 انظر أيضاً، نحميا 13: 26). وقد حذر الناموس الملوك من ذلك (تثنية 17: 17)، . أو كان سببا لإثارة الغيرة والمخاصمات العائلية ، كما حدث مع ألقانة الذي كانت له زوجتان تعادي كل منهما الأخرى (1 صموئيل 1: 6، وفي حالة تعدد الزوجات ، ومن الطبيعي أن يميل الرجل إلي زوجة أكثر من الأخرى كما حدث مع يعقوب إذ أحب راحيل أكثر من ليئة (تكوين 29)، كما أحب ألقانة حنة- رغم أنها كانت عاقراً أكثر من فننة، ولابد أن يؤدي هذا إلي تمزق البيت . وكانت هناك مبررات لتعدد الزوجات وفق ناموس العهد القديم ، فيعقوب تزوج امرأتين، وأكثرَ داود من النساء، وكان لسليمان ألف امرأة حسب العهد القديم. كذلك يذكر أن المرأة تمكنت من إرسال جاريتها إلى زوجها في حالة العجز عن الحمل. هكذا أرسلت سارة جاريتها هاجر إلى إبراهيم لتلد إسماعيل (سفر التكوين 16:2،3)، وأرسلت كل من ليئة وراحيل جاريتيهما زلفة وبلهة إلى يعقوب (سفر التكوين 30). في مثل هذه الحالة كان مولود الجارية يعتبر ابنا لسيدتها، كما حدث لمواليد زلفة وبلهة، أما سارة فتنكرت لإسماعيل بعد ولادته.
ومن سياق الرسالة الإلهية في العهد القديم ندرك حجم الخطر الذي أحاق بالاسرة بسبب تعدد الزوجات ومفهوم الزواج نفسه ، لذا كان لابد من نضج متوقع في رسالة الله الثانية وخصوصا في موضوع الإسرة والزواج ، وهذا ما سنلاحظه واضحا في العهد الجديد ،" عهد يسوع".

الزواج في الدين المسيحي

يرتبط مفهوم الزواج في الدين المسيحي بوصفه سنّة مقدسة من الله. هو رباط روحي يرتبط فيه رجل واحد وإمرأة واحدة، ويعرف هذا الرباط بالزواج ، الذي يتساوى فيه كل من المرأة والرجل فيكون كل منهما مساويا ومكملا للآخر وذلك بحسب شريعة الله القائلة: "لذلك يترك الرجل اباه وأمه ويلتصق بإمرأته ويكونا جسدا واحدا". (تكوين 24:2). فكلمات الله واضحة المعنى والمبنى ، فعندما يتزوج رجل بامرأة فإنه يكملها وهي تكمله، ويصبحان كيانا واحدا تسوره المحبة المتبادلة والتفاهم، وذلك بحسب الوصيته القائلة: عندما يتزوج رجل بإمرأة فانهما "ليسا في ما بعد أثنين بل جسد واحد" (متى 6:19) وهذا يعني أن رباط الزواج يجب أن يدوم بين الرجل والمرأة في محبة وسلام ووئام ، إذ ينبغي على الرجل أن لا ينظر إلى زوجته بأنها أدنى منه مرتبة أو أنها عبدة للمتعة الجسدية والخدمة المنزلية وان العقد الذي يربطهما هو " عقد نكاح" فحسب ، وانما هي نصفه الاخر الذي يكمله وواجب عليه أن يحافظ على هذا النصف محافظة تامة كما يحافظ على نفسه ويحبه كما يحب نفسه تماما. كما ينبغي على المرأة أن تحافظ على زوجها كما تحافظ على نفسها تحبه وتحترمه وتحافظ على قدسية الزواج وعليها أن تنظر اليه كنصفها الاخر المكمل لها. والمفروض أن يدوم هذا الرباط الزوجي رباط مقدس حتى الموت كما جاء:" فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان" (متى 6:19) .
وعن موضوع تعدد الزوجات في العهد الجديد نرى التعاليم المسيحية واضحة جدا ، تقرّ إنه على الرجل أن يرتبط بزوجة واحدة فقط ، كما أن الزواج المسيحي يفترض الايمان المشترك للزوجين لكيما تقام علاقة حقيقية رصينة مقدسة متكافئة كما جاء في رسالة كورنثوس الثانية 14:6 ،15 "لا تدخلوا مع غير المؤمنين تحت نير واحد. فأي إرتباط بين البر والإثم؟ وأية شركة بين النور والظلام؟ وأي تحالف للمسيح مع إبليس؟ وأي نصيب للمؤمن مع الغير المؤمن؟". أما ما ذكر في رسالة بطرس الأولى1:3-2 "كذلك أيتها الزوجات إخضعن لأزواجكن حتى وإن كان الزوج غير مؤمن بالكلمة، تجذبه زوجته إلى الإيمان، بتصرفها اللائق، دون كلام. وذلك حين يلاحظ سلوكها الطاهر ووقارها." هذه النصيحة لهؤلاء المتزوجين غير المؤمنين بالرب يسوع المسيح، ثم يحدث أن يؤمن أحدهم، ويقول الكتاب للذي آمن أن يمكث مع شريك حياته ويُظهر إيمانه بأعماله الحسنه للطرف الآخرعسى أن يرى مجد الله ويؤمن. وقد بارك يسوع سر الزواج وقال: "أما قرأتم أن الذي خلق من البدء خلقهما ذكرا وانثى وقال من إجل هذا يترك الرجل اباه وأمه ويلتصق بامراته ويكون الاثنان جسدا واحدا اذا ليسا بعد اثنين بل جسد واحد فالذي جمعه الله لا يفرقه انسان.... ان من طلق امراته الا بسبب الزنا وتزوج باخرى يزني والذي يتزوج بمطلقة يزني، قال له تلاميذه : ان كان هكذا امر الرجل مع المراة فلا يوافق ان يتزوج فقال لهم ليس الجميع يقبلون هذا الكلام بل الذين اعطي لهم لانه يوجد خصيان ولدوا هكذا من بطون امهاتهم ويوجد خصيان خصاهم الناس ويوجد خصيان خصوا انفسهم لاجل ملكوت السماوات من استطاع ان يقبل فليقبل" (إنجيل متى 19).
وجاء عن بولس في ذلك قائلا" ليكن الزواج مكرما عند كل واحد والمضجع غير نجس واما العاهرون والزناة فسيدينهم الله" (عبرانيين 13:4). والمحبة سر مهم من أسرار الزواج في المسيحية "أيتها النساء إخضعن لرجالكن كما يليق في الرب أيها الرجال أحبوا نساءكم ولا تكونوا قساة عليهن" (كولوسي 3: 18). وكذلك " وأما أنتم الأفراد فليحب كل واحد امرأته هكذا كنفسه وأما المراة فلتهب رجلها" (أفسس 5: 22-33). ولكن المسيحية من طرف أخر تطري الرهبنة وتدعو لها كما قال بولس الرسول في هذا المقام "فحسن للرجل ان لا يمس امراة ولكن لسبب الزنا ليكن لكل واحد امراته" (رسالة كورنثوس الأولى 7: 1-2)، وهناك إشارات كثيرة تدعو الى الرهبنة والانقطاع عن الزواج والتفرغ للعبادة والتبتل كما يشير(متى 10: 37)"من أحب أبا او أما اكثر مني فلا يستحقني ومن احب ابنا او ابنة اكثر مني فلا يستحقني" وكما في (أنجيل لوقا 10: 27)."تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ومن كل فكرك وقريبك مثل نفسك ". ولكن المسيحية لا تفرض الرهبنة ولا الزواج وُتبقي الباب مفتوحا لحرية الانسان ، ذكرا وأمرأة في اختيار طريقهما في الحياة ، وأن تعدد الزوجات غير جائز بحسب الطوائف المسيحية الكبرى، بينما سمحت به طائفة المورمون في أمريكا ، دون سند من الأنجيل. ويبقى الزواج في الكتاب المقدس وفي عهد يسوع ، ليس عقدا للنكاح والمتعة بالدرجة الاولى بقدر ما هو عقد ارتباط و"تعرّف" بين الرجل والمرأة وبناء أسرة سعيدة .

الزواج في الجاهلية


في العصر الجاهلي" وفق التصور الأسلامي بوصف العصور السابقة له " كانت هناك أنواع كثيرة من الزواج نذكر منها :
1- زواج الشغار: زواج الشغار هو نوع من الزواج كان منتشرا في الجاهلية، وهو أن يزوج الرجل ابنته أو أخته على أن يزوجه الآخر أمرأة ليس بينهما صَدَاق ولا مهر. ويعرّف بزواج المبادلة " كصه بكصه في العرف العراقي الريفي والبدوي"
2- زواج التحليل: زواج التحليل نوع من أنواع الزواج فيه يتزوج الرجل الذي يسمى بالمحلل المرأة المطلقة ثلاث مرات بعد أنقضاء عدتها, ثم يطلقها ليتزوجها زوجها الأول,لأن زوجها الأول لا يمكن أن يتزوجها مرة أخرى (حتى تنكح زوجا غيره)،.
3- زواج الرهط : الرهط في اللغة هو جماعة أقل من عشرة و زواج الرهط حرمه الإسلام و عرف قبل الإسلام في المنطقة العربية و في معظم الحضارات القديمة و زواج الرهط مبني على اتفاق يكون فيه مرأة و أكثر من زوج و عرف أيضا في الأبحاث بتعدد الأزواج

زواج المباضعة: كان الرجل في هذا النوع من الزواج يأخذ زوجته لتحمل من محاربين أشداء أو أشخاص معروفين بقوتهم و ذلك لإنجاب ولد قوي البنية و محارب قوي.
وبعد استعراضنا للزواج في المجتمعات واحتكامها للقوانين الوضيعة التاريخية أوالإلهية وفق الكتب المقدسة بأتفاق الديانات، سوف نستعرض أخيرا موضوع الزواج في الدين الاسلامي .
الزواج في الإسلام
( فانكحوا ماطاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا ) [النساء: 3

يذهب الكاتب أحمد صبحي منصور، وهو شيخ طاثفة "القرآنيون" بالقول " إن القرآن ليس لالغاء ما سبق وتقديم دين جديد بل لتصحيح أخطاء وقعت ، وبالتالى فليس كل المتوارث باطلا ، وليس كله صحيحا ، ومن هنا كان الاحتكام للكتاب العزيز فيما وجدنا عليه آباءنا. وشأن المؤمن أن يقبل الاحتكام الى القرآن الكريم ، وشأن الكافر أن يتمسك بالثوابت وما وجدنا عليه آباءنا مع مناقضتها ومخالفتها للقرآن العزيز". وهذا فهم متطور اذا ما أخذنا بنظر الاعتبار مسيرة الإسلام وفهمه من قبل طوائفه المتعددة والتي تقيم وزنا كبيرا للسنّة النبوية واصحاحاتها السنّية، أومتونها الشيعية في السيرة والأحاديث المتواترة عن الائمة المعصومين والوارثين لتاج النبوة كما يزعم الشيعة ، ومرجعيات الطوائف الاخرى أيضا. ولكن ماذا لو انطلقنا من القرآن نفسه كما يرى "القرآنيون" لكي نقطع دابر فتنة الأحاديث النبوية الضعيفة السند وغير المتفق عليها والفاسدة والمنحولة والملفقة .. والخ من مخرجات علم الحديث الاسلامي وعلم تجريح الرجال ، ولنأخذ رأس الاسلام ونبيه " محمد بن عبد الله" وكيف ضرب مثلا في الزواج في حادثة زواجه من زينب بنت جحش" وهذه حادثة أيدها القرآن ولم يستطع أحد من المسلمين إنكارها ، أو ضربها عرض الجدار لمطابقتها لنص قرآني صريح . فماالذي حدث مع " رسول الله" مع هذه المرآة لنتابع مايقوله ابن سعد في طبقاته" وكانت زينب بنت جحش ممن هاجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة. وكانت امرأة جميلة. فخطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم على زيد بن حارثة، فقالت : يا رسول الله لا أرضاه لنفسي وأنا أيم قريش. قال : فإني قد رضيته لك. فتزوجها زيد بن حارثة. أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن عامر الأسلمي عن محمد بن يحيى بن حبان قال : جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت زيد بن حارثة يطلبه وكان زيد إنما يقال له "زيد بن محمد". فربما فقده رسول الله صلى الله عليه وسلم الساعة فيقول : أين زيد؟ فجاء منزله يطلبه فلم يجده. وتقوم إليه زينب بنت جحش زوجته فضلا، فأعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها. فقالت : ليس هو هاهنا يا رسول الله. فادخل بأبي أنت وأمي.فأبى رسول الله أن يدخل. وإنما عجلت زينب أن تلبس لما قيل لها رسول الله صلى الله عليه وسلم على الباب. فوثبت عجلى فأعجبت رسول الله فولى وهو يهمهم بشيء لا يكاد يفهم منه إلا ربما أعلن "سبحان الله العظيم سبحان مصرف القلوب"" ، وتزوجها بعد أن طلقها زيد بعد انقضاء عدتها !!!!! اذ تشير الحكاية الى أن " فبينا رسول الله جالس يتحدث مع عائشة إلى أن أخذت رسول الله غشية فسري عنه وهو يتبسم وهو يقول : من يذهب إلى زينب يبشرها أن الله قد زوجنيها من السماء!" وقد ردت عليه عائشة في بعض الروايات " ما أسرع ربك الى هواك" وقد اسرع رب محمد الى تصديقه ونزلت آية " فلما قضى زيد منها وطرا زوجنكها "سورة الأحزاب آية 37، حتى ان زينب بنت جحش تتفاخر بين زوجات محمد وتقول" وكانت تفتخر على أزواج النبي وتقول : زوجكن أهاليكن , وزوجني الله من فوق سبع سماوات , وكانت تقول للنبي : جدي وجدك واحد, وليس من نسائك من هي كذلك غيري, وقد أنكحنيك الله , والسفير في ذلك جبريل) !!
تفسير زواج محمد من زينب

1- قال ابن كثير تحت تفسير هذه الآية (الوطر : هو الحاجة والأرب , أي لما فرغ منها وفارقها زوجناكها)، وكان الذي ولي تزويجها منه- - هو الله عز وجل , بمعنى : أنه أوحي إليه أن يدخل عليها بلا ولي ولا مهر ولا عقد ولا شهود من البشر !!!. 2- قال ابن الجوزي في" زاد المسير" وإنما ذكر قضاء الوطر هاهنا ليبين أن امرأة المتبنى تحل وإن وطئها وهو قوله :" لكيلا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا" والمعنى زوجناك زينب – وهي امرأة زيد الذي تبنيته – لكيلا يظن أن امرأة المتبنى لا يحل نكاحها.). 3- وقال الشيخ محمد علي الصابوني في " صفوة التفاسير " أي فلما قضى زيد حاجته من نكاحها وطلقها زوجناك إياها يا محمد , وهذا نص قاطع على أن الذي أخفاه رسول الله صلى الله عليه وسلم هو إرادة الزواج بها بعد تطليق زيد لها تنفيذا لأمر الوحي, لا حبه لها كما زعمه الأفاكون".
4- قال الإمام أحمد: حدثنا هاشم – يعني ابن القاسم أبو النضر – حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس رضي الله عنه , قال : لما انقضت عدة زينب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة " اذهب فاذكرها علي " . فانطلق حتى أتاها وهي تخمر عجينها , قال : فلما رأيتها عظمت في صدري حتى ما أستطيع أن أنظر إليها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرها فوليتها ظهري ونكصت على عقبي وقلت : يا زينب أبشري أرسلني رسول اله يذكرك . قالت : ما أنا بصانعة حتى أؤامر ربي عز وجل . فقامت إلى مسجدها , ونزل القران وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل عليها بغير إذن).
5- وقال العلامة الشيخ أحمد بن محمد الصاوي المصري الخلوتي المالكي في حاشيته على تفسير الجلالين قوله : " فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم بغير إذن " أي ولا عقد ولا صداق , وهذا من خصوصياته التي لم يشاركه فيها أحد بالإجماع , وكان تزوجه بها سنة خمس من الهجرة .
ومن خلال الحادثة القرآنية وتفاسير علماء المسلمين يتضح لنا ان نبي الاسلام محمد لا يصح أن يكون نموذجا ،أعني أنه رجل خارج مقاس رعيته وله من الخصوصية والحقوق من عند ربه ما لغيره من المخلوقات الاسلامية ! كما يؤيدنا الباحث حسن ميّ النوراني الى " إن نبي الإسلام محمد، تزوج إحدى عشرة زوجة، زواجا نافذا، غير زيجات شرع فيها ولم تكتمل، وأنه جمع في وقت واحد تسع نسوة، غير جوار كان يتسرى بهن...وأن النبي محمد، كان يقضي جل وقته، بصحبة جارية جميلة فاتنة، أهداها له مقوقس مصر، اسمها مارية، أخذت لبه، وأثارت عليه حفيظة نسائه، بنات كبار صحابته.. اللواتي اكتشفن خيانة النبي لهن، عندما ضبطته زوجته حفصة، بنت عمر بن الخطاب، في حجرتها، وفي فراشها، متلبسا بمضاجعة الجارية العذبة.. والقصة كما ترويها كتب السيرة والحديث النبويين تقول، إن حفصة استأذنت النبي في مغادرة حجرتها، لزيارة أهلها. فأذن لها، فما أن خرجت، حتى سارع النبي في طلب جاريته مارية، التي كانت تقيم لدى امرأة استودعها النبي هدية المقوقس الأثيرة لنفسه عندها.. وفجأة، عادت حفصة لحجرتها، فصدمها ما شاهدت: رسول الله يضاجع جاريته في فراشها.. فقالت حفصة بغضب نسائي نزق: "أفي حجرتي وفي فراشي؟!".. وجد النبي نفسه في ورطة، فقال على عجل: "لن أقربها بعد اليوم".. واشترط على حفصة أن لا تفضح أمره.. لكن حفصة سارعت بتهور نسائي مجروح الكبرياء، فرفعت الساتر بينها وبين حجرة عائشة، زوجة النبي المدللة، بنت صاحبه أبي بكر، وصاحت: يا عائشة إن النبي لن يقرب مارية أبدا بعد اليوم.. فابتهجت عائشة كبير الابتهاج، بهذا النصر على هوى النبي العارم في جاريته... وعلى عجل، وأعجل من الهوى الذي ساق هوى محمد لمضاجعة مارية، نزل الوحي القرآني الإلهي المحمدي، يعاتب النبي على أنه يحرم على نفسه ما أحل الله، ويمنحه حقا لا تملك نساؤه على المجادلة فيه، تبيح له أن يتمتع بجاريته، تمتعا حرا كاملا، دون حرج، ودون أن يلقي بباله، إلى غيرة أزواجه، أو لومهن له على تركه لهن جل وقته، يقضيه في صحبة هدية مقوقس مصر إليه.. فانتصر هوى محمد، ومعه كل هوى كل مسلم، وقضى الوحي الإلهي، بحق محمد، وحق كل مسلم، بالتمتع بما ملكت أيمانهم من النساء.. تمتعا، لا يحده حد ولا عدد"..
ومع تسليمنا بأن المسلمين بعد هذه الحوادث المخجلةوالسيرة الزوجية المريبة ، سيردون بالقول الى أن النبي محمد يوحى اليه وهو موكول بنقل أشرف الرسالات السماوية وأنضجها واكملها ، وهو الذي يسنّ خير السنن ويشرعها . فاننا سوف نتابع مسلسل الزواج الاسلامي وفقا لما يمارس فعليا من قبل الطوائف والملل والنحل الاسلامية المختلفة وسوف نركز على طائفتين مهمتين وهما " الشيعة والسنة " معددين أنواع الزواج التي أُستلت تارة من القرآن، وأخرى من السّنة النبوية ، ولاضير على أمة تتمادى في موضوع الزواج الى درجة انتهاك حرمته المقدسة وتسويقة كعقد تجاري رخيص، اذا كان قدوتها " كتاب الله" ،الذي أباح لهم ما أباح من رباع وما ملكت أيديهم ، وسيرة نبيها في هذا المضمار .. وسوف أتناول الانواع المتداولة للزواج الاسلامي عند طائفتين مهمتين هما الشيعة والسنّة:

*- الشيعة والسنّة وتأويل الزواج

- يوجد نوعان من الزواج لدى الشيعة. دائم و منقطع . والمنقطع هو ما يدعى بزواج المتعة أو الزواج المؤقت وكلا النوعين ُشرّع في حياة محمد . ولكن بطريقة أو بأخرى حرَّم فقهاء المسلمين " زواج المتعة " عدا الشيعة الذين قالوا بجوازه وشرعيته . وهم مازالوا يعملون به لغاية الآن، وهو على انواع واشكال متعددة، وقد واجه الشيعة اشنع التوصيفات من ابناء الطوائف السنيّة لتحليلهم زواج المتعة. والطامة الكبرى أن كلا الفريقين يمتلك من الحجج والادلة القرآنية ومن السيرة النبوية ما يفند آراء الاخرى بخصوص صحة وبطلان زواج المتعة. فالشيعة تقول انه زواج شرعي منصوص عليه من القرآن وكان يمارس في زمن محمد والخليفة ابي بكر حتى جاء عمربن الخطاب ونهى عنه بالقول:(متعتان كانتا على عهد رسول الله وانا انهي عنهما واعاقب عليهما متعة الحج ومتعة النساء " ولكن السنّة يصرون على بطلان العمل به من زمن محمد وان الآيات التي يحتج بها الشيعة عن زواج المتعة هي غير معنيّة بما يمارسه الشيعة من أثم وفحش ومنكر من وجهة غرائمهم السنّة!
ولكن طوائف المجتمع السني انتجت انواعا من الزواج لا تقل غرائبية عن زواج المتعة او الزواج المؤقت الذي تعتنقه الشيعة ، ويمكن النظر الى عدد هذه الزيجات لنرى التخبط في فهم الغاية الحقيقية من الزواج
- 1 زواج فريند

- 2زواج الكاسيت

- 3 زواج الوشم

4 -زواج الطوابع

- 5 الزواج العرفي

- 6 زواج المسيار

- 7 الزواج بنية الطلاق

8 - الزواج الفندقي

- 9 زواج المصياف

-10 زواج الإنجاب

- 11 زواج البعثة

- 12 زواج نهاية الأسبوع
- 13 زواج الوناسه
وكل هذه الزيجات ماعدا الزواج الدائمي الذي يشترك في حلاله الشيعة والسنّة ، هي من اجتهاد علماء المسلمين من نصوص القرآن أو من سنّة نبيهم !!!!..
نعود الى السؤال الجوهري والمهم في حقيقية النص الالهي الذي لمسنا تطوره وفقا لتراتبية نزول النصوص المقدسه من قبل " الله" وهو ما يعترف بها المسلمون ، رغم اختلافهم في القول بتحريفها ، ولكنهم لا يمكن ان يقرّوا بغيرها كرسائل منزّلة من الله ، ونسأل ماذا قدّم القرآن نصا ونبي الاسلام أحاديثا وسيرة من فهم نوعي جديد للعلاقة الشرعية بين الرجل والمرأة؟؟ هل كان القرآن يمثل النضج المتوقع والخاتم للرسالات الالهية في موضوعة الزواج وهل كان حقا " لا يَأتيهِ البَاطِلُ مِن بَينِ يَدَيهِ وَلا مِن خَلفِهِ) ؟
هل كانت نصوص القرآن وسيرة محمد والصحابة والتابعين والمجتهدين والمفسرين صالحة لتكريس مفهوم عصري للزواج يليق بالتطور الهائل الذي قطعه الجنس البشري في مضمار حقوق الانسان عامة وحقوق الزوجين على وجه الخصوص؟ . لاشك أن الجواب موجود في ثنايا القرآن والسيرة النبوية، والذي أتينا على ذكر بعضه ، وماتقترفه الطوائف الأسلامية من إنتهاك صريح وواضح بحق الرسالة الإلهية في موضوع الزواج. وهل كان القرآن فعلا يحمل هذا النضج لتوالي الرسل والبشارة من لدن المرسل الاول كما يقرّ القرآن ذاته بالقول ؟" رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً.النساء/165".



#وديع_أبو_زيدون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- المجلس الوطني يدين جرائم الاحتلال ضد المرأة الفلسطينية ويطال ...
- وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع ...
- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
- #لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء ...
- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...
- في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى ...
- مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 % ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - وديع أبو زيدون - الزواج بين النص الإلهي والقرآن