حديث الدم الذى يصير ماء .. شعر مصطفى اللبان

جمال الشربينى

الحوار المتمدن-العدد: 2505 - 2008 / 12 / 24 - 02:00
المحور: الادب والفن
    

حصادها الشتوى سفره مضيعة
حصادها الصيفى مرفأ التى
تعف فى المواقعة
حنينها المراق اغنيات
ملت الضفاف ان تلوك حشده
فالجوع كافر ...
بارضها السخية
الممانعة ..

_ 2_

وكأن عهدنا القديم عهدنا الجديد ..
فالسوق لم يزل كعهدنا القديم زاخرا
يموج بالمتاجرين بالعطور والثياب
والعبيد
ولم يزل كعهدنا القديم صاخبا
يضج بالهتاف للقدوم والرواح
ويعتلى الانين بالغناء والصليل
والصياح

يبيد ما تخلف ارياح من صيحات موتانا
على المداخل

والموت لم يزل كعهدنا القديم
لعبة السيوف ...
والتساؤل

_ 3 _

هل أ تاك حديث الرماد ؟؟
يقال مضى فى البلاد التى اغرق الارض
طوفان " نوح " بها
بالسفين التى حملت
حفنة الامنين

المغنى للنهر ذى الوشم والاقحوان المعربد صبا
الخ .. الخ .. كذا اغنيات الرماد البليدة
اذ يطوف يغنى الذى ما استحى
ان يبيع رجولته ....
بالعصيده
بالمن ..
والسلوى ..
والثياب الجديدة

_ 4 _

كانت روح الريح كتابا
لم يقرأه الشيخ الناسك
دق الموت على الابواب
صاح الشيخ :
صباح الحكمة
رد الموت :
مساء الضعف
باتت روح الليل كتابا ..
وانا اقعد جنب الباب
اقرأ فصل الموت الالف

قيل الاولى :
كانت ان خدعونا مرة
- والثانية ؟
- ... أعادوا الكرة
- والثالثة ؟
- ... اقتحم الجند علينا المعبد

لم يزجرهم رب الحكمة ..
والرابعة ؟
أقتحموا المعبد .. والخامسة ؟
وحتى الألف

_ 5 _

وافترى كذبا
فاستشاط بنا الدم ان باطل
كل ما تدعى
يا أبانا الذى فى الثرى
قال :
من ذا سواى الذى سار للماء بالقافلة
كان فى يده السيف ... والاسئلة

قيل :
لا يا أبانا وان يصبح الدم ماء
فما كان فتحا مبينا

ولا سفرة من بنات النجوم
أرتحالتنا المقبلة

عاود السيف والاسئلة
قيل حدثنا عن سنين عجاف

شقينا بأوجاعها ... وأكتوينا
وكذا عن سنين سمان

ترقبنا ريحها .. وأشتهينا
ثم لاحت سنون وقلت السمان ...

ولكنها لم تكن غير عصف الخطوب ..
.... فبئس البنى الكذوب
وبئس الذى لم يكن فتحا
أنما المقتلة

.... عاود السيف ... والاسئلة
ثم حين تلوح السنون الصدى
يصبح الدم ماء
وتحتدم المعضلة
_____ ____ ______ ____


من ديوان هكذا تكلم القرمطى
مصطفى شعبان اللبان
قدمت له العديد من المسرحيات على مسارح الهيئة العامة لقصور الثقافة فى مصر
حصل على الجائزة الاولى فى التاليف المسرحى من المجلس الاعلى للثقافة 1991

#جمال_الشربينى (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات