أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عزيز باكوش - المساء والشيشة بفاس














المزيد.....

المساء والشيشة بفاس


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 2505 - 2008 / 12 / 24 - 00:25
المحور: كتابات ساخرة
    


راق لي ذات مساء ، أن أثير زوبعة ، وأبعثر الأوراق ، وأعصف بأذهان المتحلقين من الزملاء ، ونحن جالسين بمقهى ايريس ، بين تفريعات شارع الجيش الملكي الرحبة، الطافحة بالفنادق المثقلة بالنجوم ، وروائح الشيشة المضمخة بالسموم ، التي تنبعث من كل مكان هنا بفاس العالمة، فتغمرالامكنة ، وتمسخ الأدمغة ، وتسيح سموما في رئات القاصرات رغم أنوفهن ، وتعبث بعقول القاصرين رغم أنوفهم ، فيما تنثال أبخرتها " الاستثمارية " مع تسريبات فضاءات المدينة مجرى الهواء ، وتنزوي إلى جيوب المستأسدين والمتشبطين بالسلطة ،على شكل عقارات تبوس الواحدة الأخرى في عناق فوضوي ، وتسيح في ملاعب الخيل مثلما الحلزون في الأيام المطيرة .
بعض الضغوطات الخجولة دعت إلى رفع الأيدي عن مقاهي الشيشة ، وكان لها ما أرادت لذر الرماد في العيون ، لكن سرعان ماعاد الوباء مثل طوفان جارف يستفحل كالنار في الهشيم. مالكو هذا النوع من الاستثمار الفائق السرعة في الربح و في فئة القاصرات والقاصرين ، محميون بمظلة مسؤول كبير ونافذ في مجلس فاس ، وإلا لما كان هذا التخاذل المريب في صرف الأذى ، وذاك التقاعس في طرد الوباء .لكن هذا المسؤول دافع عن هؤلاء الانتهازيين الوصوليين باسم السياسة ، من غير أن يرف له جفن قائلا " أنه ليس ضد الأرزاق" ، وكأن الأرزاق ، لا توجد إلا في مقاهي الشيشة حين يملكها السفهاء وينخرون الصحة النفسية والجسدية لأبناء الشعب .
ما علينا ، لنترك الملايين من الدراهم الصعبة تتكدس في حساباتهم كل صباح أوراما ، ولتكن لدينا الشجاعة كي نحصي آلاف العقول المتلفة ، من الناشئة المجهضة لوطننا ، وأعمدة المستقبل التي يهيئون لها الأكفان داخل أقبية حمراء مقابل 50 درهما للشيشة، من غير أن تقبل سياسة آخر زمن ، أن تسيء إلى مالكي مقاهي الشيشة من الأعيان ، فتقطع أرزاقهم ، ولو باسم القانون ، هكذا راق لي ذات المساء ، أن أثير زوبعة ، ففعلت .
أريد فقط، سادتي، أن افهم كيف يتحمل عدد لا يحصى من الناس ومن البشر شخصا واحدا ، لا يمتلك حلا ، و ليست له قدرة أخرى غير قدرة إلحاق الضرر بهم ، وكيف لا يجرؤ احد من هؤلاء المنبطحين على وضع حد لجبروته ، أو حتى الإتيان ببلاغ واضح ، أو بفعل يسيء إليه .. وتابعت في نشوة "
- عجبا ، كيف يفضل الناس المعاناة في صمت يقبلون بالانحراف ، ويتغاضون عن الخطر، ويفضلون التضحية بجيل من الشباب ، على أن يخالفوا رأيه..." وختمت.
- آه .. على ذاكرة السبعة...يا سلام ..
قال جليسي ثم مضى مستوضحا ، هذا لوغو زميلنا ، وتابع وهو يفرك يدا بيد ، فيما يشبه صفيحتي خشب متآكل " بعد علينا من الشيشة..ياربي الى ما تدخل كل درهم عليهم من الشيشة هم...."
" رقم 7 أحبتي ، لمن لا يفقه في علم الأبراج " هو رقمي المفضل ، رقم سري ، وهو أيضا رقم الأسرار والغموض والتصوف والقداسة ، هو إلى ذلك ، رقم أيام الأسبوع يكون صاحبه أحيانا مضطربا " وأشار الي بعين مغمضة ، وأخرى يعلو حاجبها قليلا " ومنطويا على نفسه . فهمت ان أحدا ممن يرافعون عن الشيشة معنا في المجلس ، لقد ظل معظم الوقت شاردا . تظاهرت مركزا على أفكاري الداخلية أكثر من اهتمامي بالواقع الذي يجري أمامي ، وحرصت أن أكون بعيدا عن أي كلام في موديلات السيارت ,أسعار العقار و سلاليم الترقية التي تسيطر على عقول الزملاء وقتا طويلا ، وظللت مسيطرا على ذاتي، وقورا بما يكفي ، رغم أن احدهم ، وصفني بالعقيم و استهجن ابتعادي عن الواقع ، ونعتني بالغامض ، وأحيانا بالعاجز، وقال عن جرأتي أنها بلا كفاءة" وختم قائلا " أفصح يا رجل ...، السياسة لم تعد تدخل إلى السجن ، على العكس من ذلك، تقود الأميين بفاس ، إلى الاستثمار في البشر، كما الكتاكيت و العقار.
تروي المنابر أحبتي ، أن وزيرا سابقا لحقوق الإنسان يدعى محمد زيان ، دافع مستميتا عن الحكم القضائي الصادر بحق جريدة "المساء" المغربية دفاعا ليس واقفا هذه المرة ، وإنما دفاعا جالسا وربما من عقر مكتبه الفخم بالعاصمة.
ما علينا ..تجري الرياح بما لا تشتهي السفن..لا تقلق ، لعل الأمر شيشة من نوع آخر.
عزيز باكوش يتبع





#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكاتب المغربي أجير بالدولار في المشرق، مناضل ببلاش في المغر ...
- حذاء يزار
- الصحافة: سؤال الماهية ومنطق الممارسة تقديم وحوار: عزيز باكوش
- قراء المساء المغربية يدفعون ثمن جرأتها4/6
- عن المستوصف الذي ولد ميتا قبل عشر سنوات بمنطقة -بلكرون-
- كلمة بمناسبة الذكرى السابعة لإنشاء الحوار المتمدن
- قراء المساء المغربية يدفعون فاتورة جرأتها 3 /6
- -جماليَّات الموت في شعر محمود درويش- كتاب جديد للشاعر والناق ...
- خمس مجموعات قصصية جديدة للأطفال آخر إصدارات أحمد هشيمي
- صراع الأفيال تدفع ثمنه الحشائش2
- جريدة المساء المغربية دردشة حول الحكم والتأويلات
- الشاعر المغربي بن يونس ماجن يواصل مسيرته الإبداعية شاعرا بكل ...
- دفاعا عن الضحك خارج أسوار رمضان
- إمكانية التسليم المؤقت للأطفال المتخلى عنهم- الكفالة- بات مت ...
- الدكتور يحيى اليحياوي في رصد دقيق لتطورات للمشهد الإعلامي ال ...
- الاعلامي المغربي المغترب محمد نبيل يرصد بدقة تموجات المشهد ا ...
- الشاعر المغربي عبد الرحيم أبو صفاء يوشوش عند منعطف السمع
- عندما تنهض الصين ، يختل العالم وينهار ، والبداية من أمريكا
- الشاعر المغربي محمد الشنتوفي .. سحر الغموض ، و فتنة الآسر
- على هامش الانفلاتات الأمنية بمدينة فاس المغربية فعاليات سلفي ...


المزيد.....




- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عزيز باكوش - المساء والشيشة بفاس