أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد اللطيف المنيّر - الكوفة من الطنبوري إلى الزيدي














المزيد.....

الكوفة من الطنبوري إلى الزيدي


عبد اللطيف المنيّر

الحوار المتمدن-العدد: 2504 - 2008 / 12 / 23 - 05:28
المحور: كتابات ساخرة
    


لا أعرف لماذ عادت ذاكرتي للوراء، إلى قصة "حذاء الطنبوري" التي كانت أول قصة قرأتها حين تعلمتُ القراءة. ولها في نفسي شىء، وأذكرها تماما وكأنها بالأمس، وزادت فرحتي عندما وجدتها حديثا في محرك البحث "غوغل" على الإنترنت. كان حجمها بحجم الجريدة، وورقها المثقول وصورها الزاهية الألوان، وكلماتها الكبيرة، التي كان تليق بطفل بدأ الف باء القراءة. وربطها بحادثة منتظر الزيدي الصحافي العراقي، الذي أثبت إلى شعبه العربي، أن الأحذية أقوى تعبيرا من القلم، ويمكن أن تكون الحياة برأيه موقف وشهرة.

ولمن لم يعرف أو قرأ الطنبوري - ذلك الكوفي الثري، الذي ذاع صيته بشحّه، وعرفه الناس واقترن اسمه بحذائه الشهير، الذي لم يبدله بحياته بسبب بُخله الشديد. وفي يوم شعَر الرجل الطنبوري، ان حذائه هو سبب سوء طالعه وحظه القليل، أراد أن يتخلص منه ويرميه، ويبعد شبح سوء حظه التعيس عنه - وبإختصار القصه، أنه كلما رمى حذائه، التقطه أحدهم، واعاده إليه خدمة له، وظنن منهم أنه افتقده لسبب ما، وكانت القصه تدور على ذلك، وسميت بحذاء الطنبوري، ولازم الحذاء والحظ الطنبوري بقية حياته.

بيد أن القصة، قد اختلفت بوقتنا هذا، عندما أعاد صياغتها الزيدي بطريقته، لتبقى تؤدي نفس المعنى وعلى مدى التاريخ القادم. كلامهما الطنبوري والزيدي، اشتهرا بحذائهما، وكلاهما من العراق (الكوفة)، وكلاهما كُرما أفضل تكريم من جمهورنا العظيم، وكتابنا الأفاضل. لكن بعض من النخُب الإعلامية، قد غالت في المديح للزيدي، بل زاد العامة عليهم بالكرم والجود، بل وتقديم بناتهم زوجات له. وأصبح الزيدي بطل قومي، وأختصر هزائم العرب، التي أصبحت انتصارا ولو لحين، بقذف حذاءه بوجه الرئيس الأميركي، وربما اعتقد البعض منهم، أن هذه الفعلة هي "...أضعف الإيمان"

الزيدي، والمحسوب على جماعة متطرفة، التي هتفت مرددة وقت هبوط صدام من المشنقة " مقتدى مقتدى" هم نفسهم ومن والاهم، الذين خدمهم جورج بوش الإبن بإزاحة صدام حسين من طريقهم، وبسط سيطرتهم السياسية على المنطقة التي أصبحت ملك ايمانهم، فكانت هديتهم وتكريمهم له، حذائين قذفا بوجهه.

كان يقول الأمريكان أنهم عندما يدخلون العراق فاتحين، سوف يرشقهم، الأهالي بالرز والورد، ولم يخطر ببالهم يوما، أن بعضا من شعوبنا، متغيرة بتغيّر مصالحها، وتكون الأحذية هي البديل، لا - بل أصدق أنباء من الكتب.

يبقى أن نسأل، هل لعنة سوء الطالع في الكوفة وأهلها، من الطنبوري إلى منتظر الزيدي مرورا بالحجاج ابن الثقفي، مازالت مستمرة ؟

كاتب سوري من أميركا – عضو المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا



#عبد_اللطيف_المنيّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خيال وبخور
- الشراع والصياد
- بعيداً عن الثرثرة السياسية
- الديمقراطية بين الشرق والغرب
- خطر مادة الزئبق على البيئة والبشري
- أزمة -بعض- الكُتّاب الثقافية
- سوريا بين الحرية والإقتصاد
- البوصلة السياسية التركية
- اشكالية العلاقات اللبنانية السورية
- الرهان السياسي
- -رغيف- الدمار الشامل
- ثمانية أخطاء سياسية
- العودة إلى الجذور
- الحس المعرفي لمفاتيح اللعبة الدولية
- الانفصاليون الجدد: مائة عام من العزلة
- المعارضة السورية عجزت عن تحقيق شعاراتها الرنانة وتحويلها إلى ...
- التغيير في سوريا بين الخداع البصري والمشروع البديل
- الذات الرئاسية : حسني مبارك نموذجاَ
- بين فكيّ الترسانتين: المائية والنووية
- بيت المال- والتسّول السياسي


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد اللطيف المنيّر - الكوفة من الطنبوري إلى الزيدي