|
حادثة المؤتمر الصحفي لبوش بشكل معاكس ...
فواز فرحان
الحوار المتمدن-العدد: 2503 - 2008 / 12 / 22 - 08:31
المحور:
كتابات ساخرة
في الزيارة الأخيرة لأحمدي نجاد للعراق في آذار الماضي توقعت بعض الأوساط ان تقوم الادارة الأمريكية بتدبير محاولة لإغتيال الرئيس الايراني في بغداد وهي لم تكن سوى توقعات أرادت بعض الصحف جسّ نبض رد فعل الادارة الامريكية حول تلك الزيارة وتأثيرها في العملية السياسية في العراق ، كان نجّاد الأكثر ثقة بأن حياتهِ لن يتمكن أحد من تهديدها ولو قيد شعرة بسبب الاحتياطات التي تم إتخاذها عبر ثلاث جهات في مقدّمتها الحماية الروسية التي وفرتها الاقمار الصناعية لحماية رقمها المهم في المشروع الشرق الأوسطي المعادي للمشروع الأمريكي ..وثانياً تلك الأحزاب الدينية التي ترى في ايران عمقها الاستراتيجي الديني والسياسي حتى وان كانت تعمل في مشروع يديره الاحتلال والتي قامت بدورها بالدخول في حالة تأهب قصوى من أجل حماية ممثل الولي الفقيه من أيّ إعتداء وتمثلت في الاحزاب الرئيسية للإئتلاف (الدعوة بشقيّه والمجلس الاعلى والتيار الصدري) وتحوّلت بغداد في تلك الاثناء الى جنّة عدن من حيث الأمان والطرف الثالث هو فيالق القدس وبدر والمجاميع الخاصة التي تتلقها أوامرها من السفير الايراني تحديداً .. ما دفعني لإعادة تسليط الضوء على تلك الزيارة هو الحادث الذي تعرّضَّ له بوش في مؤتمرهِ الصحفي الأخير والذي جعل نهاية ولايتهِ وزيارتهِ للعراق تكون أشدّ مأساوية من باقي الرؤساء الذين حكموا الولايات المتحدة ، وكذلك متابعتي لردود الافعال في الشارع الدولي لأن الحادث أخذ هذا البُعد فعلاً .. وفور مشاهدتي الحدث برزت في داخلي الكثير من الأسئلة منها لماذا لم تُوَّجه إحدى فردتي الحذاء الى المالكي ؟؟ لماذا لم توّجَه فردتي الحذاء في وقت سابق الى وجه أحمدي نجّاد الذي لا تقل أفعالهِ ودمويتهِ عن نظيرهِ بوش ؟؟ وهل هناك إتفاق مُسبق بين ايران والمالكي ومنتظر الزيدي ؟؟ طبعاً من خلال العلاقة التي كانت تربط الصحفي بالمالكي والذي قال له في اكثر من مناسبة بيتي هو بيتك !! وأسئلة أخرى منها هل كانت ردود الافعال بهذا الشكل خاصةً في مدينة الصدر وباقي أجزاء العالم ؟؟ هل كان ردّ فعل شافيز و قادة أمريكا اللاتينية بهذا الشكل ام أن الوضع سيكون مختلفاً ؟؟ هل هناك فعلاً أطراف سياسية في العراق تريد إهانة بوش وتلقينهِ درساً قبل ان تنتهي ولايتهِ وتريد ان تبعث رسالة لأسيادها بأننا معكم على طول الخط ؟؟ وأسئلة كثيرة لا حصر لها لكن من المنطقي التطرّق لموضوع التشابه بين بوش ونجّاد وإجرامهما بحق الملايين من أبنا العراق .. بوش يملك مئة وخمسين الف جندي ومرتزق على الساحة العراقية وكذلك يمتلك أحمدي نجّاد من خلال الاحزاب الموالية له والمليشيات التابعة له ، شركات الحماية الامريكية التي تقوم بتصفية ممنهجة لكوادر وعلماء العراق الذين تلقوا تعليمهم في الدول المتقدّمة تقابلها المجاميع الايرانية التي تستهدق قادة عسكريين وشخصيّات علمانية تعادي المشروع الايراني في جعل العراق مستعمرة لولاية الفقيه ، الطرفين زرعا الفتنة على أشدّها في العراق ولبوش تأثير على نصف الاحزاب المنضوية في العملية السياسية وكذلك لاحمدي نجاد ان لم يكن اكثر !! نجّاد دخل العراق بطريقة لصوصية ودون فيزا حتى يعتبرهُ المرء ضيفاً على العراق وكأنَّ العراق اليوم هو إحدى الولايات التابعة لنظام الملالي الجهلة وبوش أيضاً دخل بنفس الطريقة حتى دخل بطريقة اللص المتخفّي فكيف يمكن إعتبارهُ ضيفاً وكيف يمكن للصحفيين التحلّلي بأخلاق لم يتحلى بها ( الضيف ) أصلاً ؟؟ لستُ مع إستهداف الضيوف بالأحذية إن كانوا يعاملوا الحكومة والشعب العراقييَن معاملة الصديق والحليف ودون ان تكون أيديهما ملطخة بدماءهِ ، لكن بوش ومن قبلهِ صدام ومعهم نجاد لا يفموا غير هذهِ اللغة التي تليق بهم .. فكل التقارير الغربية ومعها تقارير المخابرات الروسية والصينيون كانت تتوقع ان يسقط الشعب العراقي الدكتاتورية ونظامها المجرم قبل نهاية عام 2003 واذا كان البعض يعتقد بأن الولايات المتحدة فضّلت على رؤسنا بإسقاطها لنظام صدام فهو متوهم لانها كانت المستفيد الأول من بقائهِ بتلك الصورة المهزوزة وتحت تلك القوانين التي كانت تجعل الولايات المتحدة المتحكم الاول بموارد العراق ومقدّراتهِ وهي نفس القوّة التي ساعدت نظام صدام على التصدي لإنتفاضة الشعب التي تلت الإنسحاب من الكويت وساعدتهُ على إبادة أكثر من مئتي ألف ثائر تخوّفت أمريكا ومعها ايران من عودة الديمقراطية للعراق في حينها على شاكلة تلك التي أرادها عبدالكريم قاسم في العراق ولا تزال تداعيات تلك الانتفاضة حيّة من خلال الآلاف من المسجونين في كل من السعودية وايران في رفحا وايفين وغيرها من السجون .. إذن في تقديري لو قلبنا الصورة ووضعنا نجّاد مكان بوش لكان الصحفي الآن في العالم الآخر ولم تكن تتردّد الحماية الشخصية للمالكي او نجّاد بتحويل جسدهِ الى مرمى لنيران رشاشاتهم ويختلف المشهد في ان نجّاد معادٍ للديمقراطية وكان سيعاقب حكومة المالكي لو سمحت بنشر الواقعة او حتى تسريبها لوسائل الاعلام اما بوش فسمح بنشرها ومن الانصاف قول هذهِ الحقيقة .. كيف يمكن لنا تخيّل واقع ردود الافعال من الجماهير نفسها ومن الرأي العام في العراق هل كان الزيدي سيتخلص من تهمة العمالة للموساد والولايات المتحدة لو كان كان قد إرتكب فعلتهِ بوجه نجاد؟ هل كانت جماهير مدينة الثورة او الصدر كانت ستحتفي بهِ أم تطالب بالقصاص حتى من الفضائية التي يعمل بها ؟؟ هل كان الكثير من الكتّاب الموالين للولايات المتحدة إعتبار ذلك خروج عن المهنية في التصرّف أم كانوا سيصفونهُ في خانة حريّة التعبير؟؟ إن الشارع العراقي عفوي بطبعهِ لكنهُ فعلاً مجروح من تلك الطريقة التي يعاملهُ من خلالها جنود الاحتلال ومعهم ميليشيات الاحزاب الدينية الحاكمة في العراق ، مجروح من الصمت الدولي على جرائم بوش ونجّاد وحتى صدّام الذي حوّلته الادارة الامريكية الى قديس عند اتباعهِ بإختصار كل جرائمهِ بحق الشعب الى جريمة صغيرة هي قتل بعض المواطنين من اتباع المالكي في الدجيل وبرّأته من دماء الملايين التي سالت على أرض العراق وبأوامر شخصية منه !! الشعب العراقي مجروح من تلك المواقف التي غلبَ عليها التشفي من جيرانه والدول الأخرى التي كانت فيما مضى حليفةً له ، مع ذلك ترجم هذا الجرح بعفوية حتى أثناء المطالبة بإطلاق سراح الصحفي رغم انه لم يرتكب اي جريمة في العرف القانوني وهي تدخل في إطار الحرية التي تحدّثَ عنها بوش الذي تخلى عن حقهِ في مطالبة الصحفي بأيّ شئ !! لا أرغب بتقديم بوش للمحاكمة لانه تجنّبَ ضربتي الحذاء وكان عليهِ حسب الاعراف الديمقراطية الغربية تقبلها برحابة صدر ولكن كان الاجدى بهِ وبالمالكي وقف ضرب الصحفي حتى تخيلنا المدعو ابو ريحاب نسخة مكررة من حماية الطاغية صدام وهو يشبه حسين كامل وعبد حمود في تصرفاتهِ الى حد بعيد اثناء تلقينهِ للصحفي تلك اللكمات في أماكن حسّاسة من جسم منتظر الزيدي فعن أي ديمقراطية وأخلاق مهنة نتحدّث ان كانت الحكومتين اللتين وقعتا الاتفاقية لا تمتلك الاثنين معاً ؟؟ اي أخلاق تدفع الرئيس بوش ومعهُ المالكي للسكوت على تصرفات حمايتهما التي أبرزت للعالم الشكل البشع لديمقراطية أمريكا في العراق وهمجيتها ؟؟ الا يحق الآن لبوتين ومدفيديف ونجاد وشافيز ووآخرين الضحك ملئ أفواههم على تلك الديمقراطية .. إنها مجرّد تساؤلات بريئة !!!
#فواز_فرحان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مكافحة العنصرية والأيدلوجية الدموية ...
-
ما الذي ننتظرهُ من الإنتخابات المقبلة ...
-
الفرصة الكبرى لليسار السياسي الأمريكي ..
-
ثورة اكتوبر ...ودولة المجالس العمالية
-
سفراء الولايات المتحدة وأشواك اليسار المتمرّد
-
الموضوعية ...في وسائل الاعلام الغربية
-
حول عودة المهجّرين قسرياً ...
-
الثوابت الفكرية للاتحاد الاوربي ...
-
الهدف من الإتفاقية الأمريكية مع العراق ...
-
دراسة في واقع ألسياسة ألأمريكية .
-
ألمكان ألأكثر بؤساً في ألعالم ...
-
ألمشروع ألروسي ألجديد للشرق ألأوسط ...
-
ألعولمة ... وألمصدر ألفعلي للإنتاج
-
ألحركات أليسارية ..وألقواسم ألمشتركة مع معارضي ألعولمة
-
جوانب مُظلمة في الحرب الأمريكية على الإرهاب
-
ألمرأة ... وألسيّاسة وفقدان ألأنوثة
-
ألأحزاب ألماركسيّة ... ووسائل ألإعلام
-
قبرص ...تثق بالشيوعيين
-
لا نريد لأحد ان يقلّد ديمقراطيتنا ..!!!
-
تحالفات القوى اليسارية ...وشكل الدولة العراقية المقبلة
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|