حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)
الحوار المتمدن-العدد: 770 - 2004 / 3 / 11 - 07:55
المحور:
الادب والفن
المد
طيور هامسة تدثرني بأزهار النرجس، وتحتي العشب يئن.
قطرات الندى لآلئ كعيون الفاختة،
تسحب خيوطاً من سمائي،
أبغي الإمساك بذيول الزمن جزافاً،
أقطف مفاجأتي من أشجار الصفصاف،
وريح الصبا تهرب من أمامي ،
فيترنح كوخي وينهار.
أوراق الصفصاف تحفظ الحنين في قطرات المطر،
وتدخر دفء التراب بين أشلائي،
تتوج الأبراج بأمواج الأصيل،
فيعود كوخي ينبت على صدري،
أحمل زمني ، أدلف فيه،
وفوق رأسي، أعلق عمري.
الجزر
لماذا تخور سمائي في نوبات غضب أنثوية؟
ويفور المطر من أضلاعي؟؟
جليد الإفريز يودع نافذتي،
فتبتلعه الريح الحاملة أوراق خريفي،
أجدف بسفينتي في قطرةٍ،
أمواجها تتقاذف بأحلامي،
والزبد الأبيض يخضب بالأزرق عتبة آلامي.
السرير الآخر
أغمض عينيّ،
تلمس أناملي فراشات احترقت في قُبَل النور،
أسقط في غياهب الليل،
وهي هاجعة في أنفاسي ،
وتجري في هلال أعيادها القصية .
السرير كان زورقا في نهر الآلام،
وهودجا نتأمل منه النجوم في ليالي الغزوات،
نزعق،
نهمس ذائبين في أنفاس الليل،
نستشف الظلام ،
نغور، لنرَ من هناك،
نملأ الفضاء بحسراتنا.
وثمة سرير آخر في البين،
تأتي الفاختة إلى بيتي بشجن أزرق ،
تخضب النور بالأزرق،
والهمسُ ينز دماً أزرق.
نامت هناك،
ونَمَتْ أشواك على صدري،
وأجفانها لا تستر أحلامها،
تزفر دماً من قلبي.
فلول الليل تلاحقني،
أرنو إلى سمائي المتهدلة على خطاي،
أرجِع القلب إلى خرابه،
فلا ينفك يسيل.
* من المجموعة الشعرية" براثن الليل" الصادرة العام 2000
#حميد_كشكولي (هاشتاغ)
Hamid_Kashkoli#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟