سعدي يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 769 - 2004 / 3 / 10 - 10:53
المحور:
الادب والفن
كنّـا يونانيينَ ، منازلُـنا عند تخومِ الصحراءِ العربيةِ ؛
لكنّ لنا نهرينِ
وبضعَ قرىً ، ومزارعَ نسقيها من أمواهِ النهرَينِ …
وكان لنا أيضاً شعراءُ يُـقِـيمونَ الأوزانَ
ويحكون عن المرأةِ
والأزهارِ ،
وفي قِـنّـسْـرِينَ بنينا مدرسةً للفلسفةِ
( الأمرُ الأغربُ أنّ تلاميذَ أرسطو يأتون إلينا أحياناً
ليقولوا شيئاً عن آخِـرِ مخطوطات أثينا )
لكنّـا يونانيونَ وفلاّحونَ
فلم نصنع أسلحةً
لم نعرف كيف نُـعِــدُّ الفتيانَ جنوداً
( ما قال تلاميذُ أرسطو إن مُـعلِّـمهم كان يدرِّبُ ابنَ فيليب المـقَـدونيّ على غزو المدنِ ! )
الدنيا تتغيّــرُ
قالوا
حتى الشمسُ ستشرقُ من جهة الغربِ …
……………
……………
……………
أنا أهذي الآنَ ، وحيداً ، في حانة كِـرياكوسَ بـ " صَـيدا "
كوبُ نبيذي الفخّــارُ اسْــوَدَّ
وشَــعري ابْـيَــضَّ …
ولا أعرفُ مَـن أُخبرُهُ – حتى سِــرّاً – أنّ الرومان نفَــوني
حين غدَونا مستعمرةً ؛
لكني لا أستبعدُ أن يعرفَ كرياكوسُ الأمرَ .
الدنيا تتغيّــرُ
قالوا …
لندن 7/3/2004
#سعدي_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟