صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 2503 - 2008 / 12 / 22 - 06:24
المحور:
الادب والفن
7
... ... .. .. ..... ...
أريدُ أنْ نآكلَ سويةً يا أبتي ..
هزَّ رأسَهُ معتذراً
تذكّرتُ أنّهُ يتدغدغ من إبطِهِ
فانتهزتُ الفرصةَ
مركِّزاً على نقطةِ ضعفِهِ
مدغدغاً إيّاهُ
من جانبيِّ الخاصرةِ
حتّى أطرافِ الآباطِ
رجاني أنْ أتوقّفَ عن دغدغتِهِ
لكنّي لم أصغِ إلى رجائِهِ
غمرَهُ الضُّحكَ
وتعالَتْ جناحاهُ
فسقطَ على فخذِهِ
ما تبقّى من الحبلِ
رأيتُ نهايات كرافيتتي
تنظرُ نحوي
تريدُ الخلاصَ
من هذا الانحباسِ
التحمَ والدي مراراً بالسَّنابلِ ..
بأعشابِ البرّيةِ
حاملاً بين جناحيهِ
نقاءَ الحياةِ
بساطةٌ من لونِ الفرحِ ..
قُشَعريرة منعشة غمرَتْ ليلي ..
تبدَّدَ فجأةً ضجري
عقاربُ السَّاعة اقتربَتْ
من انتصافِ الليلِ
مفرقعاتٌ تتدفّقُ
كشهبٍ نحو الذَّاكرة البعيدة
الشِّعرُ صديقُ غربتي
تاهوا أصدقائي
في صحارى المسافات
تبعثروا في همهماتِ الغربةِ
وجعٌ على اِمتدادِ الشَّفقِ
همومٌ تخشخشُ
بينَ رحابِ الحلمِ
شوقٌ حارقٌ ينمو
في أعناقِ البراعمِ
زهورٌ غافية
بين ظلالِ الحنينِ
تشمخُ قاماتُ الأصدقاء
كسنابلِ خضراء
فوقَ وجنةِ البحارِ
*****
.... .... .... .....!
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
www.sabriyousef.com
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟