عزيز باكوش
إعلامي من المغرب
(Bakouch Azziz)
الحوار المتمدن-العدد: 2501 - 2008 / 12 / 20 - 03:11
المحور:
كتابات ساخرة
تعددت الأمكنة والعتبات المزارة عند العرب والمسلمين ، لكن المقدس واحد في الذات وفي الصفات ، ضريح مرجع ، أو قبر رجل صالح، لذلك ، عندما حملت الأخبار هذا الصباح الرائق بكل المقاييس رشق صحفي عراقي بطل يدعى منتظر الزيدي رئيس للولايات المتحدة في مؤتمر صحفي رسمي بفردتين من حذائه ، قلت في نفسي ، لا بد أن ينضم حذاء الزيدي إلى قائمة المزارات والأضرحة ، ولم لا ، نصب تذكاري في أكبر ساحات بغداد العاصمة الأبية ، رمز جديد ، مقدس عولمي الشكل و الصفة ، يحتاج منا كعرب ومسلمين إلى صفاء ذهني وقاد من أجل فهم ما جرى وماسار في ارض الرافدين، وما اقترفه بوش منذ أن . قادت الولايات المتحدة غزوا في عام 2003 للإطاحة بصدام حسين ، مما أثار أعمال عنف دامية راح ضحيتها عشرات الآلاف من العراقيين.
بطلان أسطوريان ، جديران بكل وقار وتقديس ، الحذاء البطل "مقاس عشرة " وصاحبه البطل منتظر الزيدي 29 عاما مراسل قناة البغدادية الذي لم يعرف له مكان دقائق بعد الواقعة.
لا بد أن يدخل هذا الحذاء كتاب غينيس، أو يخصص له ضريح فيزار ، ولا بد أن يعتلي الصحافي العراقي وسام المقاومة النبيل في أرقى درجاتها .
الصحافيون الأحرار شكلوا على الدوام إحدى الشرائح التي لها انتظاراتها ومواقفها الكبيرة والمشروعة إزاء الوطن.
ولعل الصادم أكثر في الواقعة، يكمن في أن ثقافة الرشق متجذرة في شعور الغربيين ، وهي مجرد شكل قوي من أشكال الاحتجاج يمكن أن تتقمص بنذورة أو كاس ماء وربما قشطة معسلة . لكن لدى المالكي وحوزته فهي تستحق الموت دون أدنى شك .
وإذا كان من العادة أن يتمسح العرب ويلتمسون الكرامات ، وينحنون أمام النصب التذكارية احتراما وإجلالا ، في مواقع معارك تاريخية انتصروا فيها كتابة ، فلا بد أن يكونوا حريصين على إتباع الأمر نفسه مع حذا منتظر الزيدي ، ذاك الفتى البطل الذي خلد بوسام من البطولة وعكر على البوشيين فرحتهم الأخيرة بالانتصار.
لا أخال الأمر عكس ما حدث ، اقصد لو كان الصحفي مسلحا ، لكانت للتاريخ مفارقاته ومكره اللايحد.
إن على الجسم الصحفي اليوم في العراق كما في غيرة من بؤر التوتر المفتعلة إن يعزز أحذيته ويقويها بأشكال مؤذية، بالمسامير والأشواك ، الآن قبل غدا ، قبل فوات الأوان.
شخصيا صرت أرى الآن الأمور على نحو مغاير ، إذ، فيما تؤكد أبواق الأمريكيين أن العنف خف، وان الأمن ساد ، وان استراتيجية الصقور أعطت ثمارها، يأبى الحذاء البطل، إلا أن يكذب دهاة البانتاغون ، ويؤكد الحقيقة التي ستظل شامخة في آذان العالم وشاخصة أمام عيون 6 ملايير من نسمة ، ستخصص للحدث مطلع السنة الجارية الميلادية، لمسة من الدعابة والتبخيس ما لم يسبق له نظير في الزمن البوشي اللعين .
ولله في أحذيته شؤون.
عزيز باكوش
#عزيز_باكوش (هاشتاغ)
Bakouch__Azziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟