أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مدحت قلادة - الحذاء الطائر والملوك والرؤساء بالشرق














المزيد.....

الحذاء الطائر والملوك والرؤساء بالشرق


مدحت قلادة

الحوار المتمدن-العدد: 2500 - 2008 / 12 / 19 - 09:07
المحور: كتابات ساخرة
    


على قلب رجلِ واحد في سابقة تعد الأولى من نوعها اجتمع الرؤساء والملوك العرب بشكل سري ومغلق لدراسة ظاهرة جديدة تسمى "الحذاء الطائر"، وكعادة العرب اتخذوا اسم للمؤتمر مغايراً لحقيقة اجتماعهم السري فقد اسموه ظاهرياً " بحث القضية الفلسطينية والمصير المشترك " للتمويه عن السبب الحقيقي وهو دراسة ظاهرة "الأحذية الطائرة" وعما إذا كانت معدية أم لا.. وإمكانيات تكرارها وتأثيرها على مستقبل الرؤساء والشعوب!.
وبالطبع طُلِبَ قبل المؤتمر من كل وزير خارجية عمل ملف خاص عن مقاس قدم منتصر الزيدي ونوع النعل ومواصفات الحذاء في دولهم ودول الجوار ... إلخ، وافتتح المؤتمر أكبر الرؤساء حكماً وبدأت الجلسة بنوع من الود وتحدث الرئيس المعمَّر "أكبر الرؤساء حكماً"!!
أحييكم تحية أخوية خالصة..
أحييكم وأنتم في بلدكم الثاني ويجب علينا أن نسموا فوق مشاكلنا المزمنة لأننا نواجه مصير مشترك ربما يطيح بنا جميعاً فظاهرة "الحذاء الطائر" من الممكن أن تؤدي برؤوسنا جميعاً، وننل ما ناله الرئيس صدام بعد سقوط حكمه ونحن في سدرة الحكم .. رفعت الجلسة.
بعد مقدمة الرئيس المعمَّر بدأت الجلسة الودية بالمشاورات للخروج بتوصيات سرية وتوصيات علنية للشعوب المقهورة وإليك بعض تلك المشاورات.
رئيس: هل يستحق بوش الضرب بالحذاء حقاً؟!! وهل من عاداتنا نحن العرب الضرب بالحذاء؟!!
ملك: نعم يستحق هذا الملعون الضرب بالحذاء فقد دمَّر العراق وقتل مئات الآلاف من العراقيين الأبرياء.
رئيس آخر: أي نعم لقد قتل الأخوة بعضهم البعض فصراع الزرقاوي السني.. والزرقاوي الشيعي كان السبب فيه هو الأمريكان الكفرة الملحدين، ولكن السؤال هنا.. هل من عاداتنا الضرب بالأحذية؟!! والإجابة هي أنه بكل أسف! ليست هذه شيمة من شيم العرب فشيم العرب الضرب بالسيف فقط...
قال الشاعر "السيف بتاراً إذا بتر" وظاهرة ارتداء الأحذية لدى العرب بدأت في وقت متأخر مع دخول الاستعمار الأوروبي للمنطقة.
هنا تدخل أحد الرؤساء في الحديث متسائلاً!!.. هل يأتي اليوم ننال فيه نفس الجزاء من شعوبنا؟
ملك: لا بالطبع لا.. نحن أشرف من أن نٌهان من شعوبنا لعدة أسباب هامة...
شعوبنا مدجنة دينياً.. "أطيعوا الله ورسوله وأولوا الأمر منكم" فنحن أولوا الأمر.
شعوبنا مقهورة أمنياً.. فلدينا ما يكفي من الأجهزة الأمنية بقدر مخبرين لكل مواطن ومن اليوم سنوجد عشرة مخبرون لكل مواطن.
شعوبنا مقهورة اقتصادياً.. فالمواطن يعمل لدينا ما لايقل عن ثمانية عشر ساعة يومياً لتوفير العيش الحاف الجاف...
شعوبنا مقهورة اجتماعياً.. فالمواطن لديه كم من المشاكل الاجتماعية تعجز الجبال عن حملها كمثل تربية الأبناء، والنقل، والمواصلات، والتغذية... إلخ.
هنا تدخل أحد الملوك: ولكن المواطن لدينا لا يعاني من مشاكل اقتصادية أو اجتماعية... إلخ
إذاً! فلم ننل نفس المصير؟ "الضرب بالحذاء الطائر"!!.
تدخل ملك آخر: أعمل لك زي عادل إمام في مدرسة المشاغبين!! إنت ملك أونطة بقى ده اللي يفكر نجيبه ونجيب أهله ونجيب جيرانه وندوبهم أمام أعيننا.
تدخل رئيس آخر في الحديث: إن ظاهرة الأحذية الطائرة لم ولن تصيبنا وأعطيكم مثالاً حياً ففي بلدي تفشَّت الرشوة والمحسوبية والعنصرية واضطهاد الأقليات وتم حرمانهم من العيش الكريم، كما أن الأجهزة الأمنية لها السيادة والريادة في مسح كرامة المواطن حتى الاعتداء عليه جنسياً وعلى ذويه أيضاً، ولا توجد فئة من فئات الشعب إلا ونالت ذلك الجزاء "العادل" من الأجهزة القمعية، ولنا الفخر بأن الآف المواطنين يلقون حتفهم في كوارث طبيعية وتمتهن آدميتهم، كما يحيا أكثر من ستين بالمائة منهم تحت خط الفقر في مأساة إنسانية عظمى، وبرغم ذلك كله لن تصل إلينا ظاهرة "الحذاء الطائر" لأننا نسَّخر عجلة إعلامية 24 ساعة يومياً "ليس في الإمكان أبدع مما كان" والمخالفون هم خونة ومرتزقة ومأجورين ...

أخيراً بعد عدد من جلسات النقاش خرج المؤتمر بالتقرير السري الآتي "نحن رؤساء وملوك المنطقة وجب علينا قهر شعوبنا، وعدم التمسك ببدع أهل الغرب من حرية التعبير، والاعتقاد، والديمقراطية، لتجنب هذه الظاهرة.. ويجب علينا زيادة الجرعات الدينية لتسكين الشعوب ويجب التنسيق التام بين جميع الأجهزة الأمنية، والمخابراتية لحماية ممتلكاتنا".
أما التقرير العلني فقد جاء على ذاك النحو: "في سابقة هي الأولى من نوعها اجتمعنا نحن الرؤساء والملوك العرب وقررنا تحرير فلسطين بكافة الوسائل والطرق السلمية والإسلامية ولا سلام عادل شامل إلا بتحرير فلسطين المحتلة".

هذا جزء بسيط مما دار في المؤتمر... تٌرى من يستحق الحذاء الطائر الرؤساء أم الشعوب؟!! .



#مدحت_قلادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اتحاد المنظمات القبطية بأوربا وذكرى الإعلان العالمي لحقوق ال ...
- هل من الدين؟!!
- مؤتمر اتحاد المنظمات القبطية بأوروبا وإسقاط الإسلاميين
- بساطة وسذاجة بعض الأقباط
- المشاركة بفاعلية
- الكواليس الخلفية لمؤتمر وحدة المنظمات القبطية بأوروبا
- اتحاد الأقباط
- صورة هزت الضمير العالمي
- القرضاوى والأسلوب الإخواني
- حواري مع زغلول النجار -1-
- ضمير الشرق والكود الأخلاقي
- رسالة لكل قبطي
- نرجسية أهل الشرق
- رقة الإخوان رداً على النابلسي أيضاً
- النابلسى والإخوان والأقباط
- اخوة قبل الحرب أعداء بعدها
- الذكرى الرابعة للشعلة القبطية
- بالعقل
- وإن سحقت الأحمق في هاون
- شهر رمضان والأقباط


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مدحت قلادة - الحذاء الطائر والملوك والرؤساء بالشرق