أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد الكناني - الحذاء والزمن الاغبر














المزيد.....

الحذاء والزمن الاغبر


سعد الكناني
كاتب سياسي

(Saad Al-kinani)


الحوار المتمدن-العدد: 2500 - 2008 / 12 / 19 - 05:18
المحور: كتابات ساخرة
    


ثلاثة أحذية دخلت التاريخ ، حذاء الطنبوري المرقع ، وحذاء الرئيس نيكيتا خروشوف الذي ضرب به منصة الأمم المتحدة ، والحذاء الأغلى اليوم هو حذاء ابن الرافدين و سليل الحمية الماجدة "منتظر الزيدي" الذي انتظره العرب طويلا ، ثم أبى إلا أن يدخل حذاءه التاريخ عبر وجه جورج بوش الرئيس الأرعن في تاريخ أميركا جمعاء ، بل العالم الغربي الحديث.

ذلك اليعربي إبن عشيرة بني زيد من قبيلة العبودة في قضاء الشطرة ، لم يكن قائدا عسكريا ، ولا رئيس جمهورية الدبابات ، ولم يخض غمار المعارك الكبرى لغزو العالم ، وهو غير محاط بدائرة من الدروع البشرية العسكرية ، ولا يمتلك أسلحة دمار شامل .. ولكنه قاتل في "موقعة أم الأحذية" الصحفية بما استطاع حلمه ان يصله ، ووقع بحذاءه برقية عاجلة الى العالم الحرّ ، مفادها إن الكون ليس فيه عبيد للجنس الأنجلوسكسوني والوجوه الحمر ، وذلك تعبيرا عما يعتمل في قلب خمسة وعشرون مليون عراقي سامهم الأنكل سام الراحل سوء العذاب ، وصنوف الإذلال ، وانتخى لمليون نخلة أحرقتها نيران التنين الغربي على شواطى دجلة والفرات . طيلة عشرين عاما من الحصار والقتل البطيء ، ثم الاحتلال المباشر وتفكيك الدولة .

فليذهب بوش الى أي منقلب ينقلب ، وليضع مرتزقة الحكم وخونة الأوطان ألف وسام على صدره كما يشاءون ، فستلاحقه حسرة اللحظة الأخيرة ، والزيارة الأخيرة ، و الفرصة الأخيرة لإظهار فخره وزهوه ، في أرض جـُبل ترابها من نار ، وطوقت ميادينها بالغار ، فطاردته لعنة سحقت كبرياءه ، وداس الحذاء على انتصاب قامته حين زاغ عنها يبحث عن مخبئ ، حتى وإن كان قرب حذاء المالكي ، ذاك الربيط في خان البيت الأسود لآل بوش زرق الدماء وكأن الشيطان تناسلهم .

فخرا بذلك الحذاء الذي " اعتقلته " مجموعة الحراسة الرئاسية ، خرج الملايين من العرب غير خجلين من أن يعلنوا احترامهم للحذاء وراميه.. وأصبح حديث القرية العربية هو بطولة حذاء الزيدي ، وقد ننسى الزيدي " المنجنيق " ونصنع تمثالا للحذاء بحجم تمثال الحرية المنصوب على البوابة الذهبية الامريكية.

فيا زمنا جعل الحذاء بطلا ، سجل لمنتعله يوما لا تغيب له شمس حينما أطفأ الضوء الأخضر في عيني الرئيس الذي لم يطفئ الضوء الأحمر منذ أقسم إلا أن يأخذ بثأر أبيه الذي داست صورة وجهه آلاف الأقدام والأحذية على بلاط فندق الرشيد .. فهاهو يودع مستعمرته الصغيرة الخضراء في بغداد بحذاء على الهواء مباشرة من طراز" قدم ـ وجه" ، ارتعدت فرائصه أمام ذاك الصحفي الثائر ، ولم يستطع إخفاء خوفه من حذاء ، ولم يفكر يوما أين يختفي ملايين البشر الأبرياء عن آلاف الأطنان من قنابل وصواريخ ورصاص قواته التي فتكت بكل الدساتير والقيم والأديان ومبادىء الإنسانية تنفيذا لرغبة الدم التي غطت قشرة الدماغ الضامر لديه جراء إدمان الكحول ، وأحادية الهدف ، حينما قرر أن يدمر اقتصاد بلاده ، وأن يشتري كراهية العالم لشعبه وبلده بثمن كان دما وأرواحا بريئة وأشلاء أجساد عافتها النسور والضباع .

ولأننا عرب لا نملك سوى إرث كبير من صناعة الكلام ، فلا تستغربوا أن تشمر الأقلام عن أذرعها ، وتنخرط في معركة " الغليل " ضد رئيس لم يحترم أبدا أي موقف سياسي حرّ تنطع به ، وحاول جاهدا طيلة ثمان سنين خلت أن يدمر كل شيء في هذا الكون ليرضي غرور الكاوبوي المطرود من رحمة الله والبشر ، وان يتعمد إهانة رؤساء الدول الذين لا ينساقون لفواحشه ، ولم يحترم التزامات الدول المعتدلة التي تنشد السلم والسلام والعدالة ، فأصبح يتجول قبل الرمق الأخير كغانية بين المراقص السياسية للعواصم ، ليقدم العرض الأخير ، ولعله لم يحصد التصفيق سوى في " مواويله وتراتيله " التي أطلقها في كنيست الكيان الصهيوني .

المخجل في الأمر ،إننا وبعد سنين من حروب قادها وريث الاستعمار الغربي بوش وأعوانه ، لم نرى من ينتصر للكرامة العربية أمام ذلك السكيّر سوى حذاء تعدى رأسه وضرب العلم الأمريكي ليهين رمز الأمة الحرة

و لم نجد ما يشفي الغليل سوى حذاء سينقل فورا الى مقر المخابرات المركزية لتحقيق معه وتحليل نسيجه ، قبل ان يعلن إنه من بقايا أسلحة الدمار الشامل ، وسيذهب الصحفي الزيدي الى سراديب التعذيب والموت المظلمة في عاصمة أبت إلا أن يتوالد فيها فرسان بين طبقات " النسوان " ..

فلتعش بغداد عربية حرة ، رغم أنف واشنطن بوش ، وطهران العمائم ، تلك الغربان والثعالب التي تنهش فيها كل يوم وليلة ..وشكرا للشعب الأمريكي الذي عرف كيف يكافىء سواد سياسة الجمهوري ، ببياض صفحة الديمقراطي الأفريقي .



#سعد_الكناني (هاشتاغ)       Saad_Al-kinani#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رأي في المشهد السياسي العراقي بعد توقيع الاتفاقية
- كيف ستكون العلاقة الايرانية الامريكية بعد فوز اوباما
- المطلوب امريكيا في العراق بعد فوز اوباما
- الأمن الوطني والديمقراطية بين التوافق والتناقض
- الديمقراطية في زمن المالكي


المزيد.....




- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد الكناني - الحذاء والزمن الاغبر