أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - الإمساك بالبرادع ، لن يأت بالحكم القوي لحكومة متمدنة














المزيد.....

الإمساك بالبرادع ، لن يأت بالحكم القوي لحكومة متمدنة


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2499 - 2008 / 12 / 18 - 02:48
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


فاجعة أخرى ، و لوم أخر في غير مكانه ، هكذا أصبح الحال في مصر في عصر آل مبارك ، فلا أحد تواتيه الشجاعة ليقول الحقيقة .
اللوم - بدافع الخوف أو الرياء - موجه إلى غير محله الصحيح ، لأن هناك تجاهل تام من كتاب صحف الأمن ، أكانت مدعوة بالمستقلة أو الحزبية ، أكانت مطبوعة أو إلكترونية ، لحقيقة أن تلك الفواجع ليست في المقام الأول بسبب وزير أو محافظ ، إنها في الأساس بسبب نظام حكم أوصل مصر لمرحلة أسوء من الضعف أو الترهل .
مصر ، كمجتمع و نظام ، و ليس ككيان ، وصلت في عهد آل مبارك إلى مرحلة التفسخ ، و هي مرحلة تلي مرحلة الموت .
مصر الكيان ، مصر الشعب ، باقية و ستبقى ، و لكن مصر المجتمع المتمدن إنهارت ، و وصلنا لمرحلة الغابة ، مرحلة ما قبل مجتمعات القانون .
لهذا لا أجافي الحق حين أقول إن ثلاثة عقود من حكم آل مبارك تشابه في ضررها ثلاثة قرون من حكم آل عثمان .
المجتمع المصري اليوم ، في 2008 ، أشبه ما يكون بحاله في 1798 أو ما قبل مايو 1805 ، فلا سيادة للقانون ، و الفساد على كل المستويات ، و أولها الرأس ، و الأمور كلها أصبحت قدرة و إقتدار ، سواء أكانت تلك القدرة هي القوة الصريحة الغاشمة ، أو وسائل الفساد الملتوية .
على إن مواجهتنا لتلك الحقيقة البغيضة لا يجب أن تفت في عضدنا ، نحن قوى الإصلاح الحقيقية ، فالتاريخ المصري فيه الكثير من أمثال تلك المراحل المظلمة ، في الحقبة الفرعونية هناك الفترة الفاصلة بين الدولتين القديمة و الوسطى ، بعد عام 2500 قبل الميلاد ، حين إنهارت سلطة القانون إنهيار تام ، و نعرف ذلك من المراثي المتخلفة عن تلك الحقبة ، تلك المراثي التي لم ترث فقط الماضي العظيم الذي ولى ، و لكنها أيضا وصفت المجتمع المصري بعد أن وصل لمرحلة الإنحطاط .
هناك أيضا في العصور الوسطى ، فترة الشدة المستنصرية ، و الفوضى التي حدثت أبانها ، حين إنهارت هيبة الدولة ، و شُلت العدالة ، و أصبح الذراع و العصبية هما القانون و السلطة .
و لا أعتقد إن هناك حاجة لإعادة التنوية لحالة المجتمع المصري في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي .
على إنه مثلما هناك إنهيارات ، فإن تاريخنا عامر بالنهضات ، و إصلاح مجتمع وصل إلى التفسخ ليس بالمستحيل ، فغالبا ما يكون بعد كل كبوة - و إن طالت - نهضة ، فقط نحتاج أن نريد ، كما أرادات أجيال النهضات المصرية السابقة ذلك .
إذا كان المواطن المصري قد سأم فساد العصر الحالي ، و أصبح التوق لحكم إصلاحي قوي على كل لسان ، حكم يتمثل فيه قول ملتون :
The solid rule of civil government
أو : الحكم القوي لحكومة متمدنة .
حكومة مصرية تماثل حكومات حكام الأسرة الثانية عشرة الفرعونية ، الذين أعادوا لمصر بهائها ، و أعادوا للعدالة عرشها ، و أصبحت الحقبة الوسطى ، التي عاشوا خلالها ، تعرف بالحقبة الكلاسيكية في التاريخ المصري الفرعوني .
أو حكومة تماثل حكومة الوزير بدر الدين الجمالي الأرمني ، الذي أنهض مصر من كبوتها بعد الشدة المستنصرية ، و بطش بصانعي الفوضى ، و أعاد تنظيم المجتمع المصري .
أو شخص مثل محمد علي الكبير ، باني مصر الحديثة ، مصر القوة و نور المعرفة الحديثة .
فإن على هذا المواطن المحبط ، أن يعمل على توفير المناخ الملائم لقدوم هذه الحكومة الإصلاحية القوية المتمدنة .
السير خلف الذين يمسكون بالبرادع عند كل فاجعة و مصيبة ، لن يأت بتلك الحكومة .
الإشارة للفعلة الحقيقيين ، أسرة آل مبارك ، هو أول خطوة في الطريق لحكم مدني قوي .



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللوم في غير مكانه ، لن يأت بالحكم القوي لحكومة متمدنة
- ذئابنا ليس بينهم ذئبة روميولوس
- شريحة ضخمة من صغار المستثمرين ستأتي بالرفاهية ثم الحرية
- شريحة ضخمة من صغار أصحاب الأعمال ستأتي بالرفاهية ثم الحرية
- القفز فوق المرحلة القبطية ، فصام في الشخصية المصرية
- ماذا سيتبقى لنا من القرآن على زمن آل مبارك ؟
- إلى المضطهدين : تذكروا أن الذي نجح هو أوباما المندمج ، و ليس ...
- الجمالة و العمال المصريين ، ظلموا مرتين ، قصة المعهد التذكار ...
- أس مأساتنا زيارات تسول البترودولار السعودي
- قبل فرض أي رقابة حوارية ، ما هو اليسار أولاً ؟
- أوباما المصري قبطي أو نوبي ، و أوباما الخليجي من أصل أفريقي
- نموذجنا هو ثورة التأسيس 1805 ، لا ثورة التأكيد 1919 ، لأن مص ...
- خروج الشعب للثورة هو إستفتاء يمنح الشرعية للثورة ، و يسبغ ال ...
- السطو السعودي على التسامح الأندلسي ، و سكوتنا المخزي
- إنها حرب ثقافية بين نجد و النيل ، و المواجهة لابد منها
- روسيا بوتين ليست نصيرة الفقراء و المضطهدين و التائقين للحرية
- مصارف أمريكا أفرطت ، و مصارف مصر تمتنع و تحابي
- مصارف الخارج أفرطت في أداء وظيفتها ، و مصارف مصر تمتنع و تحا ...
- إلى الإتحاد الأوروبي : أقطع المفاوضات ، و أبدأ في العقوبات
- ليكن النضال شاق و طويل ، و لكن بنيان الجمهورية الثانية قوي و ...


المزيد.....




- الأردن: اتهامات جنائية لـ-خلية تصنيع الصواريخ-.. و-الجبهة-: ...
- الإمارات تدعو لـ-صمت المدافع- بذكرى حرب السودان.. وتتهم طرفي ...
- محاولة تهريب 5000 نملة من كينيا إلى أسواق أوروبا وآسيا
- حسابات ضحايا مجازر الساحل بأيدي قاتليهم وميتا غير عابئة
- بعد 3 سنوات من الترميم.. رومانيا تُعيد إحياء قلعة بويناري وت ...
- بايدن في أول ظهور علني: إدارة ترامب سببت أضرارا فادحة في أق ...
- بين أوكرانيا وإيران.. تفاؤل ترامب الحذر
- -دمي في رقبتك يا نتنياهو-.. -سرايا القدس- تبث رسالة من الأسي ...
- ترامب يمدد الحظر المفروض على دخول السفن المرتبطة بروسيا المو ...
- الدبيبة يعلن تخلي حكومته عن نظام المبادلة لاستيراد المحروقات ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - الإمساك بالبرادع ، لن يأت بالحكم القوي لحكومة متمدنة