صادق الازرقي
الحوار المتمدن-العدد: 2498 - 2008 / 12 / 17 - 05:31
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
لن نتوصل مهما أجهدنا أنفسنا الى معرفة السر الذي يدفع بشخص ما الى استهداف أطفال ونساء ورجال مدنيين بالقتل الجماعي إذ يفترض بالانسان السوي الذي يمتلك قواه العقلية ويفتخر بها ان يحرص على النأي بنفسه عن قتل طفل بريء ليحرمه البسمة والتمتع بالحياة او ان يحرمه من أمه وابيه بقتلهما مثلما جرى في مطعم (عبد الله) في كركوك في عيد الاضحى.. ذلك المطعم الذي لجأت اليه العائلات نشدانا ً للراحة بعد عناء الطريق وإسكاتا ً لجوع بطونهم ويقينا ً ان الفرصة لم تسنح لبراءة الاطفال والنساء والأزواج والأبناء لأن يكتشفوا ان شخصا ً ما يريد إسكات حياتهم وإنهاء آمالهم. نحن نعتقد ان جميع الاعراف الدينية والوضعية لم تؤسس لتقتل بريئا ً وتيتم طفلا ً او ترمل امرأة إذ انها لو كانت كذلك لما اصبح لها اي قيمة اعتبارية او فعلية ولتحول العالم الى شريعة غاب البقاء فيه للاكثر وحشية وعدوانية.
وإذا كان منفذ القتل الجماعي للاطفال والنساء والرجال قد وجد تبريرا ً لفعلته في بطون الكتب أو دهاليز التاريخ فليعلمنا بذلك لعلنا نغادر قلقنا وفزعنا من تلك الاعمال الغريبة عن الجنس البشري ونماشيه في تبرير الذبح الجماعي ..ربما!!.
وإذا كانت هناك مبررات سياسية لأعمال القتل فان الفعل بحد ذاته ووحشيته ستلغي اي مغزى ً اراد به منفذ التفجير او من دفعه وخطط له ان يكسبه بغرض تحقيق دوافع سياسية إذ كيف ستقنع الناس بسياستك ونهجك وانت تذبح في الوقت نفسه ابناءهم وبناتهم واطفالهم . انه منطق غريب وتصرف أغرب.
وبالعودة الى وقائع التفجيرات التي كانت تتكرر يوميا في المدن العراقية تقول إحدى بائعات (الخضروات) الناجيات من تفجير سوق شعبي في منطقة الصويرة انها رأت المفجر يركض باتجاه السوق صارخا ً باعلى صوته (الله أكبر) قبل التفجير! فهل ان الله سبحانه وتعالى يرضى بازهاق ارواح الناس وهو منشؤها وباريها وهل ان شرع الله بما فيه حق الموت ينفذه افراد من بني البشر ينهون به حياة الآخرين .. ألم توصي جميع الأديان بحرمة قتل النفس البريئة؟ أوَ لم تنص التشريعات الانسانية الوضعية على تحريم القتل؟ .. فمن اين جاء هؤلاء الضالون الذين يبيحون دماء الناس بقوانينهم التي يبررون بها أفعالهم وما قيمة ما يدعون به إذا كانت نتائج اعمالهم تعود وبالا ً على ابناء جلدتهم وعلى الناس الذين يسعون الى كسب رزقهم او إدامة حياتهم بما يليق بهم كبشر.
#صادق_الازرقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟