|
الذئب عايد عمرو: -سأظل أعوي حتى أموت وسأظل أعوي منتقدا كل شيء لا يسير بشكل صحيح-
توفيق العيسى
الحوار المتمدن-العدد: 2499 - 2008 / 12 / 18 - 01:22
المحور:
الادب والفن
"الناقد إذا حاول أن ينتقد عملا فنيا ما فالويل له إذا جهر بعقيدته" عزيزي الذيب اسمح لي أن أخالف رغبتك التي ما عرفت حتى هذه اللحظة سببا لها وهي نشر هذا الحوار القديم ،كأني أراك حين يصلك الخبر بنشره متحفزا للعواء علي، جامعا وحوش الدو جميعا – بعد أن أعلنت نفسك قائدا عاما لها دون انتخابات- معلنا طردي من الدو. عزيزي القاريء نلفت عنايتك أنك ستدخل الآن في دو أو مملكة( الذيب) ستجلس على جاعده وتستمع إلى ما يرويه لنا وقد روى لي هذا الحديث في آذار أو نيسان لا أذكر بالضبط من العام 2006، وللعواء بقية...
- خامة صوتك أو طبقتك صوتك تسمى في علم الموسيقى بالنشاز، ألهذا اخترت العواء بدل الغناء؟؟ -- ربما نعم وربما لا، يقول الجاحظ في كتاب الحيوان أن صوت الذئب أجمل من صوت الطاووس فكيف يكون صوت الذئب نشازا؟! أنا( أعوي) لأن ( العواء) صوت مرتفع والصوت المرتفع يجب أن يصل إلى المعنيين، وطريقة ( العواء) تختلف ما بين (دو) و(دو) آخر وما بين فيف وفيف آخر، بمعنى إذا (عويت) في واد فلن أسمع سوى صداي أما إذا عويت في (دو) مفتوح سأسمع ردود فعل الوحوش الأخرى التي ستعوي لي أو تغني لي أو تنبح علي ... - أنت (تعوي) خارج القطيع... -- وهذا ما يميزني أنا (أعوي) خارج القطيع وأنا أفتخر بذلك ولن أكون من ضمن القطيع، أنا ذئب والذئب كما هو معروف في كتب التراث والتاريخ متفرد لا يسير إلا مع قطعان الذئاب ويرفض السير مع الوحوش الأخرى . - هناك من يصرخ في وجه المأساة أي أثناء وقوعها وهناك من يصرخ على المأساة وهناك من ينتقد كيف تصنف عواء الذئب؟ -- ( عوائي) كما تعرف وتعرف باقي الذئاب مكرس لاسماع صوت المقهورين وايصال صوت الذين لا صوت لهم، بمعنى أن الظلم واقع على المثقف الحقيقي والملتزم ولكنه لا يقع على المدعين والمثقف الحقيقي كما نرى يجلس في المقهى أو على الرصيف لا يجد عملا بينما أشباه المثقفين الذين يعتمدون على مؤهلات أخرى غير الثقافة هم من يتبؤ ويتسلم المناصب الثقافية ولعلاقات خاصة مع مسئول أو مدير. - وهذا صراخ أم نقد؟ -- هذا نقد و( العواء) صوت كي يسمع المسؤول وكي يعرف أن هناك خراب حقيقي في الساحة الثقافية. - ( تعوي) كثيرا من شرفتك فمن استمع إليك خاصة عندما عويت قائلا " على الرئيس أن يجتمع بي" لم يعرك أحد اهتماما... -- أعارني السيد رئيس الوزراء الأسبق اهتمامه واتصل بي وسأني إن كنت أطلب شيئا خاصا أم لا فرفضت أن أطلب منه أي طلب خاص، أنا أشرت إلى حالة عامة موجودة في البلد وأنا أشكر رئيس الوزراء لاهتمامه بالاشكالية التي طرحتها بشرفتي، كما ان هناك القراء العاديين أيضا وتصلني منهم رسائل كثيرة وهم يؤيدون ( عوائي) وهناك التعليقات على مواقع النت التي أكتب فيها وعندما كتبت عن أزمة الرواتب جاءني عتاب شديد من أحدهم قائلا: " لمن تعوي ياذئب سنصبح بعد أيام نبيع أنفسنا مقابل خمسين شيكل" من يستطيع أن ينتقد توقف الرواتب ومن يستطيع ان يتكلم كيف لجندي أن يحفظ الأمن ويقضي على الفلتان وهو لا يملك ثمن رغيف خبز أو أجرة الطريق، أنا أعوي من أجل المساكين ولا أعوي من أجل المسؤولين. - وإلى متى ستظل تعوي؟؟ -- سأظل أعوي حتى أموت، وسأظل أعوي منتقدا كل شيء لا يسير بشكل صحيح، عندما كتبت عن الهيكليات والمسمى الوظيفي لم أكتب عن نفسي، كتبت عن أولئك الذين ينتظرون المسمى الوظيفي نحن نقول أن لدينا تضخم وظيفي ومع ذلك نوظف بأي معنى تستقيم الأمور؟؟ لنفتح ملف التوظيف منذ 1/1/1996 وحتى الحكومة الحالية ماذا نرى ؟ نرى وظائف أعطيت بالمجان وأعطيت لمن لا ستحق وأعطيت وظائف بلا كفاءة وبلا مسابقات، على أي حكومة تحترم نفسها أن تعلن عن الوظائف في الصحف المحلية ليتنافس المتنافسون. - حسنا لننتقل إلى موضوع النقد الثقافي وغيابه كيف نعلل غياب النقد؟ وهل تتوفر لدينا الأقلام النقدية؟ -- يوجد لدينا كفاءات وأقلام نقدية ولكنهم للأسف قلة وهناك نقاد اختفوا، مثلا صبحي الشحروري وهو ناقد فلسطيني مهم في الداخل وهناك عادل الأسطى وهناك ناقد مهم مختفي أيضا وهو الشاعر فيصل قرقطي. الناقد للأسف إذا ما كتب أو حاول أن ينتقد عملا فنيا ما فالويل له إذا ما جهر بعقيدته ومحاكم تفتيشهم تؤدبك وإذا أسمعوك قصيدا ولم تكن من المطبلين والمزمرين لها حسدوك وإذا لم تصفق لكل شطر فأنت لئيم وخبيث، وإذا انتقدت فأنت قاهر ( للعباقرة) متهاون مع (نوابغ) الأمة هذه النوابغ التي تدعي أنها تمتلك مشروعا وتمتملك ناصية الكلام ، أين هو المشروع الثقافي الفلسطيني؟؟، قبل أن تسألني عن النقد اسأل أين هو المشروع الثقافي الوطني؟؟ هل هناك مشروع حتى يقوم الناقد بتأطيره والكتابة عنه؟؟ _ دخلنا في ثقافة ال NGOS .... -- وهل هذا يعتبر مشروع ثقافي وطني؟؟أنا ( أعوي) وأطالب بامتلاك مشروع ثقافي فلسطيني ملتزم يستطيع مواجهة المشروع الثقافي الإسرائيلي الصهيوني الغازي نحن نتحدث عن ثقافة غازية ونتحدث عن العولمة ماذا نمتلك؟؟ نحن في فلسطين لا نمتلك دار سينما ولا مسرحا شعبيا ولا دار نشر وطنية ولا مكتبة وطنية أو حتى مجلة تكون منبرا. - حتى لا يكون ( عواءا) في الصحراء، ما هي مواصفات المشروع الثقافي؟؟ -- مواصفات المشروع الثقافي هي أن تكون هناك استراتيجية ثقافية واضحة ومؤثرة، أين هي هذه الاستراتيجية؟؟ هل نريد أن نبني مشروعا ثقافيا بلا دار نشر وطنية أو مكتبة وطنية ؟؟ الباحث مثلا من أين سيأتي بالأبحاث والمراجع؟ هناك فقر مدقع في المراجع الثقافية والتاريخية في فلسطين، أين وزارة الثقافة؟ أين من يقدمون أنفسهم سدنة للمشروع الثقافي؟ أين مشروعهم هم؟؟ - لكن يجب أن نعترف أن هناك عناصر ثقافية... -- أين هم؟؟ - هناك شعراء وكتاب ... - هؤلاء الشعراء الذين تتحدث عنهم من مجموع 500 شاعر في فلسطين لا يوجد صوت مرتفع إلا ل 15 شاعرا والسبب في ذلك هو التكرار في كل شيء، في الحديث واللغة والصورة هناك شعراء كثر ينسجون قصائدهم على نص محمود درويش والمصيبة أنهم ينكرون ذلك، هذا النص العالمي المتألق يقلد ولكننا بحاجة إلى أصوات جديدة نحن لا نمتلك أصواتا في الشعر معروفة على المستوى العالمي والعربي سوى 15 شاعرا - هل محمود درويش يلقي بظلاله على الشعراء أم أنهم هم الذين يتفيؤن بدرويش؟ -- استطاع درويش أن يسمو بنصه ولغته الجميلة وأن يكرس نفسه الشاعر الأوحد بلا منافس حتى على المستوى العربي كشاعر وكنص وكصاحب مشروع، درويش صاحب مشروع ثقافي كبير اسمه الكرمل ولكن الكرمل توقفت بسبب الضائقة المالية. وأنا أقول لك اقرأ المجموعات الشعرية التي لا يشتريها أحد والخالية من أي قيمة فنية، هي عبارة عن أحاجي وألغاز وكلمات متقاطعة ولا تمت بصلة للشعر ونسميها مجازا شعرا، أنت كقارئ كم قرأت من مجموعات شعرية خلال هذا العام؟ ستقول انك قرأت محمود درويش فقط لان هذا هو الموجود، اذهب إلى المكتبات – وأنت كنت شاهدا معي- عندما ذهبنا إلى إحدى المكتبات ووجدنا 17 عنوانا لكاتب واحد لم يبع منها سوى القليل من الذي قرأها وأين هو الناقد الذي يكتب عنها وفككها للقارئ - هذا موضوع آخر لم لا نقول أن هناك أيضا أزمة متلقي؟؟ -- ليس هناك أزمة متلقي، لماذا المتلقي يسرع لشراء كتب محمود درويش وادوارد سعيد وأدونيس والكتاب العرب الآخرين؟لأنها لغة مختلفة وفيها نص وفيها الجديد... - وربما لأنهم كبار؟؟ -- لا هذا ليس مقياسا هناك أسماء عربية جديدة استطاعت أن تصل إلى المتلقي بسهولة، رواية كرواية علوية صبح حكايا مريم ألم تكتسح السوق؟ الشاعرة الليبية التي نشرت مجموعتها الشعرية متضمنته ال CD كان ثمن النسخة 70 شيكلا ومع ذلك نفذت بسرعة غريبة لماذا لأن الصوت مختلف ولأن اللغة فيها مختلفة، هناك من يؤسس لنصه وهناك من يتكيء على الآخر. - هل ما تتحدث عنه الآن هو من ضمن كتابك المراد نشره " ما يعويه الذيب عن الوضع الثقافي المريب"؟ -- أنت تعرف وربما قرأت ما كتبته في جزأين بعنوان ما يعويه الذيب عن الوضع الثقافي المريب وقد أشرت في هذا العواء إلى ما أصاب الحالة الثقافية الفلسطينية من تراجع ابتداء من أوسلو وكيف أن هناك من اعتمد على علاقاته الخاصة للوصول إلى المنصب والانتشار ولكن هناك أيضا أصوات مهمة سأشير لها في عوائي وأقول أن هذه الأصوات كانت مميزة وصاخبة وأثرت ولا تزال تؤثر في المشهد الثقافي الفلسطيني وهذا كلام موثق.
#توفيق_العيسى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كان هنا مطار ... ولكن، قراءة في فلم (خمس دقائق عن بيتي ) لنا
...
-
عيناك تفاصيل المكان
-
باب الحارة نساء ساذجات ومجتمع مرعوب
-
مملكة الوهم
-
الفكر الديني بين القيادة والقاعدة أخذتم غنائم- التحرير- فمتى
...
-
عبثية الموت وهندسة المأساة قراءة في مسرحية حفار القبور للمخر
...
-
فرقة المسرح الشعبي في مسرحية حفار القبور
-
لقاء مع المخرج الفلسطيني فتحي عبدالرحمن
-
ميركل جاءتنا معقدة جدا جدا جدا
-
السعودية نهاية المشروع التحرري
-
أنا ديمقراطي إذن أنا مقهور فؤاد السنيورة نظام عربي قديم
-
شعار مرفوض الرئيس محمود عباس وشعارات الحركة
-
فدوا* نص مهدى الى روح الشهيدة أطوار بهجت
-
الظل انتصار للفراغ قراءة في مسرحية المخرج الفلسطيني يعقوب اس
...
-
الظل انتصار للفراغ قراءة في مسرحية الظل للمخرج الفلسطيني يعق
...
-
لقاء مع الفنان الفلسطيني رأفت لافي
-
هي محاولة
-
حوار مع الروائي الفلسطيني أحمد رفيق عوض
-
أسرار العشق
-
أن تكون فلسطينيا
المزيد.....
-
مترجمون يثمنون دور جائزة الشيخ حمد للترجمة في حوار الثقافات
...
-
الكاتبة والناشرة التركية بَرن موط: الشباب العربي كنز كبير، و
...
-
-أهلا بالعالم-.. هكذا تفاعل فنانون مع فوز السعودية باستضافة
...
-
الفنان المصري نبيل الحلفاوي يتعرض لوعكة صحية طارئة
-
“من سينقذ بالا من بويينا” مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 174 مترج
...
-
المملكة العربية السعودية ترفع الستار عن مجمع استوديوهات للإ
...
-
بيرزيت.. إزاحة الستار عن جداريات فلسطينية تحاكي التاريخ والف
...
-
عندما تصوّر السينما الفلسطينية من أجل البقاء
-
إسرائيل والشتات وغزة: مهرجان -يش!- السينمائي يبرز ملامح وأبع
...
-
تكريم الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في د
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|