أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سليم سوزه - (قندرة) تصنع بطلاً قومياً جديداً














المزيد.....

(قندرة) تصنع بطلاً قومياً جديداً


سليم سوزه

الحوار المتمدن-العدد: 2497 - 2008 / 12 / 16 - 08:02
المحور: كتابات ساخرة
    


المُظلم في المشهد التراجيدي الذي حدث اثناء المؤتمر الصحفي المشترك بين الرئيس الامريكي بوش ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في بغداد، حيث رمى فيه الصحفي منتظر الزيدي بحذائه صوب الرئيس الامريكي، هو كونه مشهداً تمثيلياً مرتباً اساء فيه المذكور وللاسف الشديد الى الصحافة والى القواعد الخلقية التي ينبغي ان يتمتع بها الصحفي خلال العمل.

اما المُضيء في هذا، فلا احد ينكره، عدواً كان ام صديقاً، من ان هذا (الحذاء) قد اثبت للعالم ولدول الشرق الاوسط بالخصوص، حجم الديمقراطية التي يمتلكها العراقيون في عراقهم الجديد، لانه باختصار شديد، لو حصل هذا في اي بلد عربي اليوم لاستنفرت كل صنوف الامن والاستخبارات وفيالق الجيش، ولوُضعت فوهات المدافع والهاونات فضلاً عن البنادق على اهبة الاستعداد بوجه الصحفي وعائلته واصدقائه واقاربه حتى الدرجة العاشرة.

لا يهمني الزيدي ولا فعلته التي اجزم بانها حصلت من اجل الشهرة والبروز ولاني مؤمن كذلك بان ما حققه الزيدي في حركته هذه، والتي استمرت بضع ثواني فحسب، لم يكن يحققه في روتين عمله الصحفي حتى على الخمسين سنة المنظورة...
لكن ما يهمني فعلاً هو ردة فعل الفضائيات العربية وبعض العراقية على هذا الامر.

ما زلت اتذكر وجه مذيعة قناة الجزيرة وهي تذيع الخبر بكل نشوة وحلاوة وكيف انها كانت تتقطع بانفاسها كما لو كانت في وضع لا يمكن ذكره هنا .. فقد صنعت من (قندرة) الزيدي رمزاً للمقاومة وربطت بينها وبين (قندرة) خروشوف في خطوة علّها تسد النقص التي تشعر به وبقية كادر الجزيرة في موضوعة الكرامة، ولا ادري لماذا لم يستخدموا (قنادرهم) بوجه (اصدقائهم) في قاعدة (سيليا) التي لا تبعد سوى بضعة كيلومترات فقط عن مقر القناة او على الاقل بوجه ليفني وهي تتجول في اسواق قطر.

اعتقد اننا نشهد ولادة بطل قومي جديد ستحتفل به الامة العربية كلما وجدت (حذاءاً) قديماً يحتاج الى المزيد من التلميع، كما هو ديدنها في تلميع صور الفاشلين بدءاً من عبد الناصر وانتهاءاً بصدام، وستستعيره كجزء من تاريخها المجيد كلما اقتضت الضرورة لذلك ... وليس هذا فحسب بل ربما سيتبرع القذافي مجدداً ليصنع تمثالاً جديداً للبطل الجديد، ويضعه بجانب تمثال الدكتاتور النافق صدام وسط العاصمة الليبية .. والله العالم ما سيكون بعد في المستقبل القريب.

ابرز ما لفت انتباهي هو العاجل الذي ظهر بعد ساعات فقط من الحادثة على شاشة قناة البابلية العراقية للسيد صالح المطلق (الذي يُقال بانه يملك اسهماً فيها) وهو يستنكر فيها الطريقة التي عومل بها الصحفي بعد ان قام بفعلته تلك، وكأنه يريد من رجال الامن تركه يسرح ويمرح ويضرب مَن يشاء .. بالله عليكم تخيّلوا لو ان المطلق هو من كان موجوداً بجوار بوش كرئيس وزراء وليس المالكي.. ماذا يمكن ان يحدث في حال حصول مثل هذه الحادثة!

لقد ايقظ الزيدي الشعور القومي المهزوم وهيج المشاعر العروبية التي كنا نظن بانها زالت من مخيلة العربان بعد النكبات التي مُنيوا بها، كما استنفرت فضائيات عربية وعراقية باناشيدها الوطنية والحربية لحد الآن، وكأننا في معركة جديدة من معارك قائد الضرورة الخاكية .. ليس لانها على موعد قريب من منازلة اكيدة ضد (الاعداء)، بل لانها اكتشفت صنديداً جديداً يمكن له ان يصون البوابة الشرقية للوطن العربي، بعد ان (صانها) بطل التحرير القومي النافق من قبل.

اخيراً، رغم ادانة نقابة الصحفيين العراقيين ومرصد الحريات الصحفية ونقابة صحفيي كردستان وغيرها من مؤسسات المجتمع المدني، فعلة الزيدي واعتبروها خارجة عن اخلاق المهنة، الاّ اني اضم صوتي الى صوتهم في مطالبة الحكومة بالافراج عنه والاكتفاء بعقوبات تأديبية، كمنعه من مزاولة عمله في المؤسسات الرسمية ان اقتضى الامر، كي تبرهن له بان الديمقراطية التي رماها بحذائه، هي وحدها الكفيلة بحمايته، ولولاها لما استطاع ان يكون بطلاً قومياً عند بعضهم.

هنيئاً للزيدي بطلاً قومياً جديداً، وتباً لامة ٍ تصنع (القنادر) ابطالها.




#سليم_سوزه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هي مرحلة الشيوعيين الآن؟
- الحوار المتمدّن، اَلَق مستمر وروح متجدّدة
- قريب جداً من سيد القمني
- مَن هم الرافضون للاتفاقية الامنية
- الاتفاقية الامنية وتردّد الكتل السياسية
- لماذا يخالف السيستاني الاجماع في مسألة العيد
- يالها من طامّة، الفيليّون محجوزون سياسيون وليسوا سجناء سياسي ...
- ايّهما انتصر، اسلاميو 11 سبتمبر ام الامريكيون
- هل تخلّى المجلس الاعلى عن فيدرالية الوسط والجنوب
- رجال الثقافة، موهيكانز مهدّدون بالانقراض
- نقطة نظام
- منظمات المجتمع المدني في العراق
- خطوة جيدة
- الجمهورية الموريتانية الانقلابية
- الخيار الجديد لجيش المهدي، خطوة متأخرة جداً
- كركوك (قدس) كوردستان ام (كشمير) العراق؟
- انقذوا النساء
- قريباً البشير على طريقة صدام
- (اتصالنا) نموذج آخر للنصب والاحتيال
- نكتة (الحسم) مرة ً ثانية


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سليم سوزه - (قندرة) تصنع بطلاً قومياً جديداً