أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - علي عرمش شوكت - المدنيون ... من ابناء محلتنا














المزيد.....

المدنيون ... من ابناء محلتنا


علي عرمش شوكت

الحوار المتمدن-العدد: 2497 - 2008 / 12 / 16 - 08:04
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


هكذا اشار مصطفى وهو مسرور ، الى الفرقة المكلفة بنشر الدعاية الانتخابية لقائمة { ،مدنيون ذات الرقم 460 } في احدى محلات بغداد الشعبية ، وعندما استفسرته بفضول عن مبعث سروره الطافح اجاب بلا تردد – لأن هؤلاء يعكسون صورة تبعث على الاطمئنان ، بعكس ما كان عليه الوضع في محلتنا الشعبية هذه قبل اشهر قلائل ، حيث كانت تنتشر فرق اخرى ، ولكنها بدلاً من ان تسعى الى معالجة مشاكل السكان كما تسعى الفرقة التابعة لقائمة { مدنيون } لرفع قساوة الاوضاع عن كاهل عموم المواطنين ، كانت تبث الرعب والموت والفوضى والاغتصاب والاختطاف ، وكان افرادها من الغرباء الملثمين ، مما يترتب على ذلك قدوم قوات الاحتلال لتفتيش حتى غرف نومنا ، اما هؤلاء المدنيون فهم من ابناء محلتنا وهم الاقدر على معرفة حاجات اهلها وبالتالى هم الاكفاْ بتمثيلنا ، ان كلمات هذا الشاب الطالب في كلية التكنولوجيا ببغداد والذي نفض تواً عن كاهله ركام الخوف ، تدلل تماماً على ان المواطنين العراقيين جميعا قد تجلت ليهم الرؤية وهم الآن يبحثون عن الاطمئنان على حرياتهم ومستقبلهم ، وذلك من خلال اختيار اناس لايحملون البندقية لارغامهم على نمط معين لعيشهم ، ولايحملون العناوين الطائفية والاثنية المفرقة بين ابناء الشعب العراقي الموحد طيلة قرون من الزمن ، وليسوا من المفسدين او من { الحواسم } ولا غرباء ملثمين بلا وجوه ولا مخربين بلا حدود
ان عنوان { مدنيون } يعني اول مايعنيه اسماً لبناة الدولة المدنية الديمقراطية ، ولم يأت ذلك تحصيل حاصل ولا هو مخاض ظروف طارئة بل ان اصحاب هذا العنوان واكبوا بناء الدولة العراقية الحديثة منذ البدء ، وقد احتلوا اماكنهم المرموقة في احضان ابناء شعبهم العراقي ، كانوا على مر تاريخ العراق السياسي نبراساً للكفاح الوطني ضد التبعية السياسية للمستعمرين واحلافهم الاسترقاقية وقدموا قوافل الشهداء ثمناً لحرية شعبهم واستقلال وطنهم ، وذلك ما تتوج بثورة 14 تموز عام 1958 المجيدة التي اسست الجمهورية العراقية ، وظلت هذه القوى الديمقراطية والقومية التقدمية تواصل النضال العنيد لمواجهة الانظمة الدكتاتورية المتعاقبة ، ويمكننا القول انها اول من اقيمت للالاف من مناضليها المقابر الجماعية على اثر انقلاب شباط الاسود عام 1963 .
والدعوة الجادة لانتخاب قائمة { مدنيون 460 } تنطلق من ضرورة اختيار من هم الاجدر على السعي المخلص لتحقيق العدالة الاجتماعية والحياة الكريمة للناس وكذلك على بناء العراق الحضاري الديمقراطي الفدرالي الموحد الجديد ، الذي يواكب وعن جدارة التطور العلمي والتقني والثقافي العالمي في ظل دولة مدنية عراقية شامخة موحدة تصون استقلال الوطن وسيادة الشعب على مقدراته ، محررة من الاحتلال والهيمنة الاجنبية الدولية والاقليمية الطامعة ، وهنا سيأتي الفرز والاختيار لقوى مدنيين كنتيجة موضوعية في ظل تجربة الخمس سنوات الماضية ، حيث جسدت هذه الاحزاب الديمقراطية نزاهتها وصحة توجهاتها السياسية ، التي تمثلها قائمة { مدنيون } اي ، الحزب الشيوعي العراقي ، والحزب الوطني الديمقراطي ، والحركة الاشتراكية العربية ، وشخصيات ديمقراطية اخرى ، فكانت المسافة شاسعة بين هذه المكونات وبين ميدان الصراع حول النفوذ والمال ، الذي غاصت به القوى الاخرى حتى النخاع ، وكذلك رفضها المبدأي للمحاصصة الطائفية والاثنية التي كانت بمثابة بوابة الكوارث المأساوية التي حلت بالبلد ، وهذا ما اطر صورة جلية لنهج قائمة { مدنيون } السياسي الوطني ، وبذلك قد تأهلت لتمثل ارادة الجماهير المهضومة الحقوق من جراء صراع المصالح الحزبية والمذهبية وكوارث الارهاب .
ان الفشل والاحباط اللذين اصيبت بهما الجماهير جراء اتساع الفساد المالي والاداري ، وتدهور الخدمات العامة وزيادة اسعار المواد الاستهلاكية وارتفاع ازمة السكن كانا الدافع وراء بحث هذه الجموع مجدداً عن ملاذ ، بعد عودة احوالها الى حيّز ازمة الضياع والفوضى التي كانت سائدة في ظل النظام الدكتاتوري ، وغاية هنا ليست ملاذاً يحتمى به بقوة سلاحه الناري ، وانما الاحتماء بقوته السياسية الوطنية الرصينة القادرة على ايصال البلاد الى الاستقرار والامان ، ولهذا اسفرت مسيرة العملية السياسية عن فرز واضح في الشارع العراقي ، بين من هو يعتاش على حساب المواطنين وبين من يناضل من اجل طموحاتهم بيد بيضاء وبنسب وطني عراقي خالص ، وعليه ينبغي ان تتوفر الحصانة والقدرة على تشخيص الصالح من الطالح لدى الناخبين في انتخابات مجالس المحافظات الحالية واية انتخابات اخرى قادمة ، ومع ذلك ستبقى البراقع الدينية والعرقية المتاجر بها هي الوسيلة الاكثر قدرة على اختفاء القوى الطفيلية في ظلها ، والتجربة الماضية خير برهان على ذلك ، لذا جاءت الاجراءات والانظمة التي اصدرتها المفوضية العليا للانتخابات للحد من ذلك الا انها ليست بكافية .
ولكي تتغير الحالة الفاشلة الماضية ، على الناخب ان يعالج معاناته باختيار { مدنيون } لكونهم لا يأتون بوجوه مقنعة او ملثمة ، انما يأتون رافعين راية العدالة الاجتماعية والمساواة بين الجميع والديمقراطية آليتهم والمواطنة والكفاءة هي التي تحدد النصيب والمنصب ، وافضل وادق اختيار يكون من بين ابناء المحلة حيث المعرفة التاريخية التي تعري اية براقع مهما كان شكلها .



#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اوباما .. وجه جديد ام مجرد واجهة ؟
- الاتفاقية الامنية ... اختبار نهاية المطاف
- منطلقات مواقف الرفض والقبول للاتفاقية الامنية
- التعامل مع اغتيال الشخصيات.. جريمة لاتغتفر وجريمة مشابهة فيه ...
- تمخض الاحتلال فولد اتفاقية امنية
- الاتفاقية الامنية يستلزمها جواز مرور ام سلامة ظهور ؟
- وحدة الصف الوطني تحت رحمة المحاصصة
- سلامات ياخدمات !!!
- البرلمان العراقي ... سائر الخطى ام خائر القوى ؟
- احتراس روسي من عربدة ناتوية فوق القوقاز
- { ارض متنازع عليها ,, } اكذوبة صدقها من اطلقها !!!
- كامل شياع .. كنت قنديلا احمرا اطفأتك ريح سوداء
- الامن في العراق بين استراتيج الحكومة وتاكتيك الارهابيين
- قانون مأزوم وناخب مظلوم
- اول غيث قانون الاقاليم نزاع حدودي عقيم !!
- {{ الراصد }} اصلحوا الدستور تٌصلح الامور
- {{ الراصد }} التصعيد في الازمة ... تدحرج الى الهاوية
- {{ الراصد }} قانون انكبح متعثراً بعتبة البرلمان !!
- {{ الراصد }} مضاربات في بورصة العملية السياسية
- {{ الراصد }} الحزب الشيوعي العراقي وثورة 14 تموز المجيدة


المزيد.....




- الجيش الفرنسي يعلن تدمير مسيرة في البحر الأحمر
- أوربان: الغرب خسر الحرب بالوكالة في أوكرانيا
- محللون: موقف حماس الجديد يضع نتنياهو في مأزق سياسي
- 17 قتيلا وعشرات المصابين بقصف أميركي لميناء رأس عيسى في اليم ...
- موقع -السوداني-: إعفاء وزير الخارجية علي يوسف الشريف من منصب ...
- هل يمكن أن تحسّن دراسات النوم جودة نومنا بشكل أفضل؟
- Honor تعلن عن هاتفها الجديد لشبكات الجيل الخامس
- نيبينزيا: القوات الروسية في سوريا ما تزال في مواقعها وموسكو ...
- الهلال الأحمر اليمني يعلن مقتل 17 وإصابة العشرات في قصف أمري ...
- نيبينزيا: هدنة الطاقة في أوكرانيا ليست واقعية بسبب عدم التزا ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - علي عرمش شوكت - المدنيون ... من ابناء محلتنا