أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أحمد الخميسي - جورج بوش يعتذر عن الأكاذيب بالمزيد منها














المزيد.....

جورج بوش يعتذر عن الأكاذيب بالمزيد منها


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 2496 - 2008 / 12 / 15 - 08:01
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


في مارس 2003 بدأ الغزو الأمريكي الإجرامي للعراق ، ومثلما تحتاج كل عملية قذرة إلي كلام نظيف، تطلب الغزو الأمريكي حديثا عن" الديمقراطية" و" تحرير" الشعب العراقي ، وشارك في كتابة تلك الأحاديث مؤلفون ، وصحفيون ، ومقدمو برامج تلفزيونية ، ومحللون سياسيون ، ورؤساء تحرير ، ومراسلو وكالات أنباء ورؤوساء جمهوريات ، شكلوا جميعا غطاء لغويا ونظريا للحرب . وبلغت الوقاحة حد أن جيفري هون وزير الدفاع البريطاني صرح خلال الغزو بقوله :" ستقوم الأمهات العراقيات بشكري على استخدام القنابل العنقودية " ! وفي 22 مايو من عام الغزو انتزع جورج بوش من مجلس الأمن القرار رقم 1483 الذي اعترف بمشروعية الاحتلال الأمريكي البريطاني للعراق ، وأشار إلي الاحتلال في متن القرار بصفته " السلطة " ، واتخذ القرار بالأغلبية بعد أن تخلفت سوريا عن التصويت قليلا ثم عادت لتعلن موافقتها. ومع ذلك وجد الغزو معارضة واسعة ، رغم أنه جاء مسربلا بغطاء رفع العقوبات الاقتصادية ، وفي حينه قال المفكر المعروف نعوم تشومسكي : " " لو كان لدي الولايات المتحدة أدنى قدر من الصدق والشرف والاستقامة لقدمت التعويضات عن العقوبات التي فرضتها على العراق". ولم تكن أهداف الغزو خافية على أحد ، فقد قال أحد المعلقين السياسيين الأمريكيين : " لو كان العراق يزرع فجلا وليس لديه نفط هل كنا نقوم بغزوه ؟ " . وبعد شهرين من الغزو ، وانتزاع قرار مجلس الأمن ، ظن جورج بوش أن الصراع قد انتهى ، فأخذ يطالب كل الذين عارضوا الحرب بالاعتذار عن مواقفهم ! كان الاعتذار مطلوبا بدءا من رؤوساء تحرير الصحف الوطنية ، والأقلام الشريفة ، انتهاء برئيس الوزراء الفرنسي حينذاك جان بيار رفاران الذي أعلن بصراحة : " ليس على فرنسا أن تقدم اعتذارا عن موقفها حيال الأزمة العراقية ". وبعد خمسة أعوام من الحرب اكتشف جورج بوش أن أرض العراق التي تمد هامات نخلها إلي السماء عصية على الاستعمار والمذلة، وأنها كبدته وستكبده الخسائر الجمة في المال والمعدات والأرواح، وأن " دخول العراق ليس كالخروج منه " . المقاومة العراقية واللبنانية والفلسطينية وحركات التضامن العالمي في أوروبا وغيرها وملايين البشر الذين تظاهروا ضد الاحتلال أذاقوا الرئيس الأمريكي طعم الخسارة الفادحة . وبعد خمسة أعوام استيقظ ضمير الرئيس الأمريكي المرهف، فصرح في آخر اعترافاته التي تسبق مغادرته لبيت الرئاسة في حديث لشبكة إيه بي سي الأمريكية بأنه شن الحرب على العراق بناء على معلومات زائفة قدمتها له المخابرات الأمريكية ، وأضاف أنه نادم ندما شديدا لخطأ المخابرات فيما يتعلق بإدعاء حيازة بغداد لأسلحة دمار شامل . وبذلك الاعتراف يضيف الرئيس الأمريكي كذبة أخرى إلي سجل أكاذيبه الضخم ، لأنه مازال مصرا على أنه شن الحرب ليس بسبب النفط وحماية إسرائيل والهيمنة لكن بسبب أسلحة الدمار . وبهذا يعتذر بوش – مجرم الحروب – عن الأكاذيب بالمزيد من الأكاذيب عن سبب الحرب . وقد كان لجورج بوش في حربه الإجرامية زملاء أكثر شجاعة منه ، مثل كولن باول الذي اعترف بأنه خدع بوجود أسلحة دمار في العراق ، وأعلن ندمه ، معتبرا أن ما حدث " يلحق العار بتاريخه " ! ومؤخرا أصدر مجلس الشيوخ الأمريكي تقريرا حمل فيه دونالد رامسفيلد وزير الدفاع خلال غزو العراق المسئولية عن التعذيب البربري الذي تعرض له المعتقلون من عراقيين وغيرهم في معتقل " أبوغريب " ومعتقل " جوانتانمو " في كوبا . جورج بوش الذي طالب منذ خمسة أعوام كل من عارض الحرب بأن يعتذر ، يتقدم هو بالاعتذار الكاذب . وماذا يعني مثل ذلك الاعتذار لبلد تم تدميره ؟ ثم ماذا يعني التعلل مرة أخرى بأسباب غير الأسباب الحقيقية للحرب ؟ ثم ماذا يعني ذلك لكل الضحايا ؟ . لا شيء . كذبة أخرى يضيفها الرئيس الذي لن يبقى من اسمه سوى أنه كان وصمة عار في جبين الذكاء الإنساني عامة ، ووصمة عار في جبين تاريخ الرؤوساء ، ووصمة عار يخجل من وحشيتها كل مواطن في العالم . فإن كان الرئيس الأمريكي صادقا في شيء من اعتذاره ، فليتقدم إلي محاكمة تحاسبه عن الحرب ، وإلا فما الذي يعنيه هذا الاعتذار الوقح ؟ ألا ينبغي أن تترتب علي الاعتذار نتائج ملموسة ؟ أم أن علينا أن نحوله إلي أغنية ؟ أو فيلم ؟ أو قصة نحكيها لأحفادنا قبل النوم ؟ ماذا يعني هذا الاعتذار ؟!



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حيرة - قصة قصيرة
- منع النشر علينا !
- بيرسترويكا أمريكية ؟
- المدارس المصرية .. عذاب الطفولة
- نحن والقمر جيران .. فكيف سبقتنا الهند إليه ؟
- بركة الثقافة الشعبية
- الأزمة العالمية.. مالية أم سياسية ؟
- هوليود .. على من تطلق الرصاص ؟
- نقابتنا والتطبيع
- نظرة واحدة إلي روسيا
- مدرسة تولستوي لتعليم الكتابة
- إسرائيل من غزة لأوسيتيا الجنوبية
- مارينا تسفيتايفا .. الشعر والموت
- فالنتين راسبوتين .. بحثا عن الحقيقة
- المعلمون في مصر يطالبون بحق الحياة
- محاسبة المطبع مع إسرائيل جورج البهجوري
- محمود درويش .. والعابرون في كلام عابر
- رحيل سولجينتسين .. أسطورة المواجهة
- ثورة يوليو والثقافة
- الفن والكرامة


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أحمد الخميسي - جورج بوش يعتذر عن الأكاذيب بالمزيد منها