أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد نبيل الشيمي - الاغتراب في العالم العربي














المزيد.....

الاغتراب في العالم العربي


محمد نبيل الشيمي

الحوار المتمدن-العدد: 2496 - 2008 / 12 / 15 - 03:19
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هناك خلط لدي البعض حول مصطلحي الاغتراب والتغرب او الغربه علي الرغم من الاختلاف بينهما. التغرب او الغربة بمعني نزوح انسان عن وطنة واهله وذويه الي وطن اخر قهرا او اختيارا بحثا عن الامن او الحصول علي فرصة عمل اولتلقي العلم وتنتهي الغربة فور العودة الي الوطن علي ان هناك من يري ان بامكان المتغرب التعايش في الغربة اذا استقر وطاب له العيش في البلد الذي نزح اليه وخير مثال لذلك الذين هاجروا الي بلاد المهجر واصبحوا الان عصب الحياه فيها بل واصبح منهم رؤساء دول وحكومات ومنهم من اثري الحياة الثقافية .
اما الاغتراب فيعرف بانه:
شعور بالغربة او الغرابة.
انعدام العلاقات الحميمية بين الناس.
اما الوجوديون فيرون انه انفصال الفرد عن الانا الواقعية بسبب الانغماس في التجديدات والاصرارعلى التطابق مع رغبات الاخرين ومع مطالب المؤسسات الاجتماعية .وكان الفيلسوف الالماني هيجل اول من صاغ مصطلح الاغتراب واعتبره اغترابا روحيا سببه انفصال الذات عن المجتمع وله وجهان:
وجه ايجابي يؤدي الي الابداع ويقصد به هنا المحدد الاساس في ادراك الانسان لذاته وهو بذلك يعد قوة دافعة.
وجه سلبي يؤدي الي العزلة ويعني اغتراب الذات واحساسها باليأس ويشعر الانسان خلالها بان ذاته غير حقيقية وتنتابه حالة من الملل وقد يبلغ مرحلة الاكتئاب.وعامة فان من علماء النفس والاجتماع من يرون ان الاغتراب اقرب ما يكون الي حالة من انعدام الرغبة لدي الانسان في التمازج مع مجتمعه ويسير في طريق الانعزال بما يعني هروبا جزئيا من الجوانب التي يفشل في التكيف معها او الانتماء لها وقد يصل الامر الي الانسحاب اي الهروب الكلي وفقدان الثقة في المجتمع لدرجة انه يفقد انتماؤه تماما ويكون جلد الذات احد مظاهر هذه الحالة حيث يهرب الانسان الي داخل نفسه مع شعور طاغ بالعجز والفشل.
واالاغتراب نتاج انساني فالانسان يصاب بالاغتراب نتيجة لعوامل كثيرة العامل الرئيس فيها الاحساس بالقهر نتيجة ممارسات تقوم بها سلطة مستبدة اونظام حكم فاسد او وضع اجتماعي تغلب عليه المظالم والفوارق الاجتماعية والطبقية والظلم والذي يمثل الفقر وضيق ذات اليد احد صوره واتصور ان الامام علي كان يعني بمقولته الخالدة الفقر في الوطن غربة مانقول عنه اغتراب.وهنا يكون المغترب غير قادر علي التغيير او التاثير في الاوضاع اوحتي تعديلها في ظل تسلط من جانب فئة تفرض ارائها ومعتقداتها دون ادني اعتبار لباقي المجتمع ومن ثم يحدث التمفصل اللاارادي لدي الانسان ويقول بعض علماء الاجتماع ان بعض الذين مورس ضدهم الاقصاء والتهميش اصبحوا اكثر احساسا بانعدام العدل وينعزلون عن باقي المجتمع وينكفئون ويتقوقعون وحينئذ يفقد المجتمع جزءا من قوته الفاعلة علي كافة المستويات .
والعالم العربي مثال حي علي ظاهرة الاغتراب بسبب ماتمارسه الحكومات من استبداد وقهر وكبت للحريات وتسييد الراي الواحد واعراض تام عن فكرة تداول السلطة واستئثار جماعات بعينها بكافة المزايا كالحصول علي مساحات شاسعة من الاراضي والقروض المصرفيه واحتكار شبه كامل للتجاره الخارجية والداخليه والاستئثار بفرص العمل لاولادهم وذويهم حتي وهم عديمي الكفاءة والصلاحية وهكذا كل يوم يضاف الي افواج المصابين بالاغتراب اعدادا جديده اسيرة التردد والضياع ورفض وانقطاع الصلة بالمجتمع وصولا الي مرحلة الاحساس العدمي .
ولا شك ان العالم العربي يعد بيئة صالحة لظاهرة الاغتراب فهل يدرك حكامنا ذلك؟



#محمد_نبيل_الشيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤية للمشكلة السودانية تحديات الابقاء علي الوحدة في مواجهة ق ...
- التفاوض فى مجالات الاتفاقيات التجارية المفهوم والدوافع والعو ...
- أهمية خلق مشروعات صغيرة ومتوسطة فى الريف
- محنة لغتنا الجميلة
- حرية التجارة وتحرير التجارة والازمة المالية
- ميكيافللي هل مازال حيا؟
- الابداع في العالم العربي شهيد الانظمة الحاكمة
- حول مفهوم الدعم والاغراق والوقاية وكيفية الحد منها حماية للص ...
- منظمة التجارة العالمية النشأة والاهداف
- ظاهرة غسل الاموال قضية أجتماعية - جريمة اقتصادية
- القرصنه ملاحظات في حاجه الي دراسه
- السياسة الاقتصادية في مصر والركود الاقتصادي
- هل في مصر مشاركه سياسيه؟
- الطغيان والاستبداد والمشاركه السياسيه
- دول العالم الثالث والمشاركه السياسيه
- معوقات المشاركة السياسية


المزيد.....




- وجهات فائقة الفخامة لإطالة العمر..ما أبرز ميزات هذه النوادي ...
- نجيب ميقاتي يهاجم تصريحات قاليباف حول لبنان: -تدخل فاضح ومحا ...
- مفاوض سابق خبير بالتعامل مع حماس يبين لـCNN -نتائج خطيرة- بع ...
- -حاولا العبور من الأردن-.. الجيش الإسرائيلي يعلن قتل متسللين ...
- -بوليتيكو-: شولتس يعلن استعداده للتفاوض مع بوتين.. فهل يرغب ...
- -السنوار يقاتل إسرائيل حتى الرمق الأخير-.. صور لما يقول الجي ...
- السيسي يعرض أهم الإصلاحات والمشروعات المصرية أمام منتدى بريك ...
- روسيا تعلق على اغتيال السنوار وتحذر من العواقب
- -بلومبرغ-: وضع القوات الأوكرانية الكئيب يزيد الضغط في واشنطن ...
- الدفاع المدني بغزة: منطقة جباليا تواجه حملة إبادة ونسفا لمبا ...


المزيد.....

- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد نبيل الشيمي - الاغتراب في العالم العربي