أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - غزوة الشيخ دقماق















المزيد.....

غزوة الشيخ دقماق


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2496 - 2008 / 12 / 15 - 06:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا يعطي المرء بالاً في أحايين عدة للكثير من الحوادث والجرائم والتجاوزات التي ترتكب هنا وهناك، ولها طابع جرمي وجنائي، أو أخلاقي بحت. وتكاد تمر العشرات منها دون أن تذكر ودون أن تتجاوز مخافر الشرطة والدرك والعسس والعسكر، أو ردهات المحاكم وغرف التحقيق. غير أن الأمر يختلف كثيراً، ويأخذ طابعاً دراماتيكياً، مثيراً ومغرياً للتعليق، وتناوله بشيء من الدسم والشهية والنهم الفطري حين يتعلق أمر حوادث من هذا القبيل، كالسرقة، أو الاغتصاب، ومحاولات هتك العرض، وأنواع الشذوذ الأخرى، بشخصيات عامة، أو ذات طابع رمزي أو تمثيلي، والأكثر إغراء من هذا وذاك كله، حين يتعلق الأمر تحديداً برجل دين أو شيخ جليل يتجلبب بعباءات الدين والإسلام، والأنكى أنه يحاول أن يلعب دوراً سياسياً مشبوهاً ومريباً، يبدو كبيراً "ومبهبطاً" عليه جداً، ولا يليق به البتة. والأغرب في سياسة الرياء والنفاق، أنه لا ينفك، بنفس الوقت، عن إلقاء المحاضرات والمواعظ الأدبية، وتوزيع الدروس الوطنية على هذا وذاك ليبدو كمجرد كراكوز مضحك ومكشوف لكل الناس يتنطع، هنا وهناك، تفاصحاً وتشدقاً وتكاذباً وتذاكياً وتطاولاً لمقارعة الكبار والشرفاء والمقاومين الأبطال، ورجال الدولة المرموقين، ويحاول أن يضع نفسه بسوية وموضع هؤلاء، ومكانه الطبيعي والأنسب ينبغي أن يكون، وإحقاقاً للحق، وإنصافاً للعدالة، مع المجرمين، والرعاع، والسفلة والأوباش وشذّاذ الآفاق. هذه هي بالضبط حالة وقصة الشيخ الجليل المجاهد العالم البصير بلال ناصر دقماق، الذي غزا غزوة "جهادية" ولا كل الغزوات، تؤكد على نزواته الشاذة التي لا تشبه أية نزوات. وطبقاً لهذه المواصفات القياسية النادرة، فهذا الشيخ الجليل هو اليوم من أشد المناوئين للخط الجهادي المقاوم الشريف والنظيف، ويعمل، عامداً متعمداً متقصداً وبمعية أبالسة البترودولار، على شيطنة كل قيمة جميلة، وقبحنة أي فعل فيه رجولة وشهامة وإباء.

وقبيل الخوض بعيداً في تفاعلات فضيحة الشيخ الجنائية والجنسية، قانونياً وسياسياً، أو التندر بالغزوة الاستنكاحية "الاستبضاعية" للشيخ فلا بد، لنا، من إلقاء نظرة سريعة وخاطفة على سيرة هذا المجاهد المغوار، ( والاستبضاع، لمن فاته شرف معرفة هذه العادة الجاهلية، وسر الأسرار، هو نوع من تبادل الزوجات المذموم والمكروه، والعياذ بالله، ويتم بأن يرسل المرء زوجته ليتم "تلقيحها" ووطؤها ممن يعتقد أنه أكثر جمالاً وذكاء وحسباً ونسباً ومورثات سوبرمانية خارقة لا تتوفر في حالتنا هذه إلا لشيوخ السلفية، أليست مورثات الشيوخ، كما يعتقد، جاهلياً، شيخنا الجليل على الأقل، مقدّسة ومنزّلة وفريدة ومميزة، وتستأهل أن تلقـّح بها نساء العالمين جميعاً؟) والمهم وما علينا، فهذا العالم الفاهم الجليل هو من وجوه الحركة السلفية في شمال لبنان، ورئيس جمعية إقرأ الخيرية ( لا أدري إن كان سيعتبر فعلته الاستنكاحية الشنعاء ومحاولة الاغتصاب هي من أفعال الخير أيضاً)، وهو أيضاً رئيس جمعية الارتقاء والتنمية الاجتماعية في طرابلس بشمال لبنان، واليد اليمنى لزعيم التيار السلفي في طرابلس الشيخ داعي الإسلام الشهال، ولشيخنا الجليل أيضاً، ولكي يكتمل طوق الفضيحة ويحلو أكثر وأكثر، مآثر جلـّى أخرى، فهو على صلات علنية وموثوقة مع أحد زعماء التيارات السياسية الكبرى في لبنان، يدافع عنه ويداعبه ويلاطفه سياسياً ويدلّلـه ويروّجه طائفياً، ولذلك، فهو مقرب، بالتالي، من أوساط استخباراتية لبنانية معروفة بولاءاتها اللاوطنية وارتباطاتها الفاضحة بأجهزة إقليمية أخرى ما فتئت تبذر المال، بسخاء، ذات الشمال وذات اليمين، لضرب أمن واستقرار، وشرذمة وتفكيك، هذا البلد الشقيق.

وغزوة شيخنا بلال قماق، والده، "ووالد وما ولد ويا ليته ما ولد" هو" ناصر، ووالدته فوزية، وهو من مواليد 1970لبناني سجل 451/ الحدادين، ومقيم في أبي سمراء، نقول غزوته هي بالطبع، ليست ضد إسرائيل، أو أي من معاقل الكفر والفسق والردة العالمي حسب رطانة الشيوخ المعهودة، كلا وحاشى لله فهذا ليس مكانه وهو شرف لا يمكن للشيوخ من نمط هذا "الشويخ" الصغير أن يحمله، وبعيدة جداً عن "بوزه" وشواربه، فمراجله، وصولاته وجولاته الكبرى، تظهر فقط في ساح النكاح والاستنكاح، وفقه الجماع والحيض والنفاس وطرق الإيلاج ووطء الجواري والغلمان، وإطلاق الفتاوى الكاريكاتورية بمناسبة وبدونها، واغتصاب زوجات الأصدقاء وانتهاك حرمة بيوتهم، وأمـّا أمام المحتل الغاصب الغاشم، فهم صغار صغار وتنحصر مهمته وأمثاله في حمل "المنشفة" أو إذا ترقوا وظيفياً بتحميلهم صواني الشاي كما فعل فتفتهم ذات يوم أغبر، فلا وجود لهم في ساح الوغى والرجال، ولا يكاد يرفع لهم رأس، وعلى العكس من ذلك تراهم "يبحبشون"، ويتعبون جداً، ويا عيني عليهم، في البحث في كتب الفقه والسيرة والتراث لتبرير موبقات المجرمين وأئمة الكفر والإثم والعدوان والاستكبار، نقول غزوة شيخنا بدأت حين صار هذا الشيخ يتردد على منزل صديقه أ. الحموي وأعجب على ما يبدو، وأستغفر الله، بزوجة صديقه السيدة ر. السنكري، ( يعتقد الشيخ، وقدس الله سره ومعرفته، بأن كل نساء العالمين حلال له، وهن مجرد مشروع سبايا، وملك إيمان يجوز له وطؤهن متى شاء بمقتضى ما لديه من تفويض رباني يحتكره مع أقرانه الفاتحين العارفين بالله)، فشرع يتحين الفرصة لمواقعتها، ويراودها عن نفسها، ويكرّهها بزوجها، ويحثها على تركه، إلى أن استدعى ذات يوم صديقه الزوج أ. الحموي إلى مكتبه، وذهب هو، مستغلاً غيابه ومطمئناً لوجوه هناك، إلى بيت هذا الصديق، محاولاً الاعتداء بجريمة الاغتصاب والمواقعة بالإكراه للزوجة المحصنة التي لا يجوز الاقتراب منها أو انتهاك حرمتها حسب تعاليم وشرع الإسلام، فما كان من الزوجة إلا أن صدّته ومنعته وقاومت محاولته الآثمة تلك بوجود طفلتين صغيرتين تابعتا الموقف بكل براءة وذهول، وفي هذه الأثناء بالضبط كان الزوج المكلوم والمخدوع بشيخنا يهم بدخول منزله راجعاً من موعده "الخلبي" المدبر، فلم يجد حينها شيخنا سوى شرفة المطبخ ليقفز منها هارباً مولياً الأدبار، كعادته على ما يبدو في الإدبار حين تدق ساعة المواجهة والرجولة، وبعد أن فشل في تحقيق أهداف غزوته الجهادية تلك، ما استدعى لاحقاً تحقيقات ومرمطة وشرشحة وجرجرة لسماحة الشيخ للمخافر والمحاكم وادعاءات مباشرة بحقه من قبل السيدة السكري وزوجها الحموي وكل ذلك موثق بمحضر ضبط فصيلة درك أبي سمراء رقم 594/302 تاريخ 22/5/ 2005 الذي أجراه الدركيان مظهر بكر، وهشام مرحبا بعد تلقي بلاغ من النائب العام برقم 2890س 2005 للتحقيق بالواقعة بناء على الادعاء الشخصي المرفوع من الزوج أ. الحموي المقيم في ضهر العين وخلاصته إقدام الشيخ الدقماق على التهجم على حرمة المنزل والتعدي على الزوجة في غياب الزوج وفراره بعد انفضاح أمره كما جاء في الادعاء الشخصي. وقد أثبتت، مضبطة الاتهام للهيئة الاتهامية في لبنان الشمالي ذلك، وبعد التحقيق المؤيد باعترافات الشيخ نفسه، والمؤلفة من السادة القاضي الرئيس الأول الحسيني، والمستشارين الحبال والأسمر والتي فصلت بالدعوى رقم 73/ 2008، بقرار رقم 163/ 2008 كل حيثيات الادعاء الشخصي وقررت بالإجماع:

أولاً: اتهام المدعى عليه: بلال ناصر دقماق( والمبينة كامل هويته فيما سبق)، بالجناية المنصوص عنها في المادة 503/201 عقوبات.
ثانياً: وإصدار مذكرة إلقاء قبض بحقه وإحالته أمام محكمة جنايات لبنان الشمالي ليحاكم بما اتهم به.( كان المتهم أوقف وجاهياً في 30/5/2005 وأخلي سبيله في 8/8/2005).
ثالثاً: والظن به بمقتضى جنحة المادة 571 عقوبات وإتباعها بالجناية للتلازم.
رابعاً: وتدريكه الرسوم والنفقات القضائية.
خامساً: وإيداع الأوراق جانب النيابة العامة ولإحالتها للمرجع المختص.
(قرار صدر بتوقيع القضاة الثلاثة في غرفة المذاكرة بتاريخ 29/4/2008).

فهل بعد الكفر من إثم؟ وهل بعد هذه الغزوة الجهادية المقدسة، والواقعة الشنيعة والموثقة، والمثبتة بالأوراق الرسمية والأدلة القاطعة واعترافات الشيخ الصريحة من دليل على تورط وطيش وتهور وتهتك وفجور وانحلال الشيخ، إذ ليس هناك من سبيل، بعد الآن، للإنكار؟ وهذا ما يضع سلوك الشيخ برمته موضع الريبة والتشكيك والحذر. وهذا ما لا يمكن أن يؤهله، بالتالي، ليس للعمل بالشأن العام، أو لقيادة أي نوع من أي عمل وطني أو سياسي، وحسب، بل مجرد الائتمان على "عنزة" سائبة وجربانة، أو بغلة شاردة في البراري ولا صاحب لها. وإذا كان لا يؤتمن على زوجة صديقه وعلى مجرد علاقة إنسانية بسيطة وعادية فكيف سنتقبل أو نصدق أنه سيكون مخلصاً ووفياً وصادقاً لقضايا ذات طابع عام أو وطني؟ فالشيخ، في حالتنا هذه، مفلس من أية قيمة عليا وسامية، والتواري خجلاً وأدباً هو الأنسب له، مشفوعاً بصمت أقرب للخرس بعد ذلك. فما أتى به من فسق وفاحشة يمكنه بنجاح أن يخوض فضاءات أخرى بعيدة بالمرة، وبالضد من كل "نطوطات" و"عنطزات" الشيخ الحالية التي نتابعها بشيء من الغرابة وعدم التصديق. فضاءات ومجالات مختلفة جداً نعرفها جميعاً، لكنا نترفع عن ذكرها في هذا المقام الرفيع، أدباً واحتراماً للجميع، وليس لمقام الشيخ الهزيل، وتلك هي ما تناسب، بالتأكيد، "مواهب" وإمكانيات شيخنا الفذة والرائعة.

*ملاحظة هامة: كافة المعلومات والحيثيات الواردة في هذا المقال مستقاة من مضبطة الاتهام والأوراق الموجودة بحوزتنا، وموثقة توثيقاً إدارياً دقيقاً وصحيحاً، ونضعها بتصرف كل من يرغب بالاطلاع عليها، والتي كنا قد حصلنا عليها من أوساط مقربة جداً من الجهة المدعية التي ألحت علينا، بعد عدة رسائل إليكترونية بكتابة وسرد هذه الغزوة المخزية، والرذيلة المزرية لهذا الشيخ الخليع الوضيع الرقيع.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صلة الرحم الإليكترونية
- مصافحة الأزهر: انكشاف دور الكهنوت الديني
- الانهيارات المالية الكبرى: اللهم شماتة
- الحوار المتمدن: كلمة حق لا بد منها
- أيام الولدنة، ودهر المتصابين الطويل
- سماحة الإمام الأكبر شيخ الأزهر: تقبل الله طاعتكم
- غزّة تحاصرنا
- رسالة عتب رقيق لحوارنا المتمدن الجميل
- أوباما والمهام الأمريكية القذرة
- في الدفاع عن الباطنية
- ما قال ربك ويل لمن سكروا، بل للمصلينا
- رسالة إلى جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود
- حوار ديني أم تطبيع سياسي؟
- لماذا الخوف من غزو ديني؟
- تضامناً مع أقباط المهجر
- I don’t have a dream
- الأوبامية وهزيمة ثقافة
- محاكمة إعلان دمشق: محاكمة لمرحلة
- القرضاوي: وباطنية شيوخ الإسلام
- سحقاً لهمجية الأمريكان


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - غزوة الشيخ دقماق