أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - تهاني محمد خلف الرشدان - الفلسفة وعلم الجمال














المزيد.....


الفلسفة وعلم الجمال


تهاني محمد خلف الرشدان

الحوار المتمدن-العدد: 2494 - 2008 / 12 / 13 - 03:33
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


آرنست كاسيرر(1847ـــ 1945) م وهو من فلاسفة الإتجاه الرمزي في مجال علم الجمال ، وقد تتلمذ على يد العالمان جورج زمل وهرمان كوهين ، فأصبح بعدها من أبرز الكانطيين الجدد ( نسبة للفيلسوف كانط ) والذين ضمّتهم جماعة ماربورج .

فلسفة كاسيرر في العلم : عرفّ كاسيرر المعرفة بأنها لا تكشف عن طبيعة الكون وحده وإنما تكشف عن طبيعة العقل الإنساني الذي يقوم بوظائف مختلفة في علاقته بالبيئة المحيطة به حيث يصنع العقل لنفسه أدوات وتصورات البيئة مثل اللغة والمكان والزمان والعدد والعلية والجوهر وهو بهذا يعتمد على نتائج علوم الحياة وعلم النفس والأنثروبولوجيا .
نظرية المنّبه والإستجابة عند كاسيرر...... و ُتسمى بالجهاز الرمزي
اعتقد كاسيرر أن ما يمّيز الانسان هو قدرته على تجاوز مرحلة الإستجابة للمنّبه التي يقف عندها الحيوان والطفل ، والإرتفاع الى مستوى القدرة على الإستجابة غير المباشرة للأشياء المحيطة حيث تتحول المنبّهات الى رموز ومعاني بواسطة ما يسمّيه كاسيرر بالجهاز الرمزي ، هذا الجهاز يكون في الإنسان أشبه بمحّول كهربائي هائل يتلقى المؤثرات التي تقع في خبرة الإنسان ، ثم ينظّمها ويصيغها في لغة أو في علم أو في أساطير أو في فنّ .

الجهاز الرمزي : تتحول المنبهات به إلى رموز ومعاني ، وبفضل هذا الجهاز لا يتعامل الإنسان مع الأشياء مباشرة بل يتعامل برموز لها معاني معينة ينشئها الإنسان لنفسه ويستجيب لها ، فهناك استجابات عند الانسان لظواهر معينة لا يمكن ان تصدر من الحيوان مثلاً التزين ، الوشم ، الرقص بطقوس معينة ،ارضاء لقوى الطبيعة ، ان مثل هذه الإستجابات لا يقوم بها فأر مثلاً محاولاً الخروج متاهة او فتح باب المصيدة .

الجهاز الرمزي واللغة عند كاسيرر: اللغة علاوة على انها عملية الاتصال بين الأفراد الا انها في الوقت نفسه هي نشاط وافراز يحاول عن طريقه الانسان التعبير عن خبرته الخاصة ، فهي نوع من أنواع العمليات الرمزية مثل الرقص و انشاء الطقوس المختلفة واساطير السحر ، ويلتقي كاسيرر في فلسفة الأشكال الرمزية بمدرسة التحليل النفسي عند فرويد في تفسيرهما لظواهر الحياة الانسانية ، يعتقد فرويد ان هناك علاقة بين الابداع والجنس ، فالنشاط الغريزي يتحول إلى نشاط مرتفع يعبّر عن نفسه تمثيلياً في العلم والدين والأخلاق وبوجه خاص في الفن ،

والفن يصبح إعلاءً للشهوة الجنسية للوصول بها الى درجة السمّو وتضفي على الفرد قدرات ونشاطات روحية لتصبح مصدرا من مصادر الإنتاج الفني ، ويتابع فرويد ان الحياة الجنسية لا تلعب الا دورا تكميليا فحسب ذلك ان الانفعال الجمالي يتفرع من تلك الإدراكات الجنسية ، مع إعترافنا بأن الغريزة الجنسية تمارس تأثيراً رئيساً في الإنتاج الفني ، يقول افلاطون : ما من إنسان يصبح شاعراً حتى لو كان بعيد عن مجال الشعر أصلاً ، إلا ويكون الحب قد دخل في أعماقه ، وهذا الفيلسوف نيتشه يقول في وضوح أكثر ، لكي يكون هناك فن فلا بد أن يتوفر شرط عضوي ألا وهو الإنتشاء ( قمة السعادة والفرح ) ويضيف نيتشه ( من أن مبدع العمل الفني أمام ضرورة إختيار أحد أمرين فإما إنجاب أطفال وإما تأليف كتب .

ونعود إلى مذهب فرويد الذي يقول : لكي تتحول القوة الجنسية إلى قوة إبداعية يمكن ربط كل جمال بغريزة ما ، وهذه الملاحظة ذكرها إفلاطون في كتابه المأدبة حيث يقول ( الحب الذي ينبع من الجمال والذي ينتج الأعمال الفنية لا يشبه أنواع الحب العادية التي تخضع للناحية الجسدية ، إذ أن الذي يجب أن نعرفه هو ما يطلبه الفنانون من الحب بإعتبارهم فنانين وفي ضوء ما يتطلبه فنهم ، حيث يقول الأستاذ جلسون فيما يخص دور ( ملهمات الشر ) أي النساء اللاتي أعترف لهن بأنهن موحيات للعبقرية مثل * بلتريس * لورا* ماتيلدا * يزندوك* مدام ساباتيه* كلوندي فو* هؤلأ النسوة ملهمات الشعر والفن والعبقرية كان لهن دوراً بارزاً في إثارة الحماسة والالهام لكنه يضيف ان ملهمة الشعر ليست بالضرورة ان تكون عشيقة ينتظر منها الشاعر ذلك الدلال الذي ينتظره الرجال العاديون من أي امراة ، لأن حكمها حكم أي امرأة يحبها الرجل حباً عنيفاً ـــ تسمو الى مرتبة المُثل العليا ،

إن بعض الفنانين والمبدعين يرون لأنفسهم ملهمات ( النساء ) لأتهم في حاجة لكي يبدعوا أعمالاً فنية تماما كما يخدم الفارس سيدته لكي يحسن الحرب فإن الشاعر يحب إمرأة لكي يحسن الغناء ، بحيث يسمو بعشيقته سموا تصبح فيه مثلا اعلى وعلى ضوء ما سبق فما دام الفن هو الذي يسير الامور ونقصد بها غرام الشعراء بملهماتهم فإنه ليس من الجائز إعتبار الشهوة الجنسية مصدراً أساسياً للنشاط الفني ولا الحياة الجنسية السبب الكامل لإنتاج الأعمال الفنية الكبرى ، فالعمل الفني يتضمن قيمة نوعية خاصة به تمنعه من ان يكون راجعاً إلى الحياة الجنسية الخالصة فقط .

كاسيرر بين العلم والدين والفن : ميّز كاسيرربين أشكال الفكر الإنساني :
فالعلم يستخدم اللغة والتصورات المنظمة للإدراك الحسي فهي تجسد لإنطباعاتنا .
والفن تجسد لحدسنا بالصور وتقترب الأساطير من الفن حيث ان كلاهما تكثيف للإنفعالات التي تصاحب خبرات الإنسان في الحياة والأساطير تقترب من الدين لأنها تحتوي على معتقدات معينة فهي تراث إجتماعي لأنها تقدم التفسير النظري الذي يبرّر قيام الجماعة بهذه الطقوس وما يصاحبها من إنفعالات . وبهذا يكون كاسيرر قد تأثر بكانط والكانطيين الجدد في تفسيره للفن حيث إعتبره ميداناً مستقلاً عن ميادين المعرفة العلمية التي تعتمد على التصورات الذهنية .



#تهاني_محمد_خلف_الرشدان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أقوالٌ مأثورة ولألئ ُ مصنوعة ودُررٌ منثورة


المزيد.....




- رجل يُترك ملطخًا بالدماء بعد اعتقاله بعنف.. شاهد ما اقترفه و ...
- وزير الخارجية السوري الجديد يدعو إيران لاحترام سيادة بلاده و ...
- مايوت: ارتفاع حصيلة ضحايا الإعصار شيدو إلى 39 شخصا وعمليات ا ...
- 2024.. عام دام على الصحافيين وعام التحديات الإعلامية
- رصد ظاهرة غريبة في السحب والعلماء يشرحون سبب حدوثها
- -القمر الأسود- يظهر في السماء قريبا!
- لافروف: منفتحون على الحوار مع واشنطن ولا نعول كثيرا على الإ ...
- زيلينسكي يدين ضربات روسية -لاإنسانية- يوم عيد الميلاد
- بالأرقام.. في تركيا 7 ملايين طفل يعانون من الفقر وأجيال كامل ...
- استطلاع: قلق ومخاوف يطغى على مزاج الألمان قبيل العام الجديد ...


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - تهاني محمد خلف الرشدان - الفلسفة وعلم الجمال