يوسف هريمة
الحوار المتمدن-العدد: 2495 - 2008 / 12 / 14 - 02:11
المحور:
الادب والفن
في الجامع
قام الخطيب يخطب
وريقات مطويات بيمينه
وعلى شماله عصا الطاعة
العيون ترقب
وعلى اللسان لجام الصمت
الكلمات تتسابق
والعقل يهرب ويهرب
درس اليوم
ماذا؟
" لا تحزن..."
رحت أبحث بين السطور
على رفوف الخطبة
وبين أيامها والشهور
كيف لا أحزن؟
استرسل الخطيب
والجمع في غيابات الوهم
سليب
الحمد لله
الحمد لله على بصر لا يبصر
على لسان أخرسه العوز
الحمد لله
الحمد لله على نعمة اللاشيء
فمن لا شيء يكون الشيء
أيها الناس...
سددوا وقاربوا
الدنيا يوما أو بعض يوم
الجنة لكم...
الحور العين لكم...
الغلمان لكم...
من كل فاكهة زوجين...
إذا هجرتم السياسة
ولعنتم الرياسة
أيها الناس...
لا تحزنوا
فقط اركنوا
اركنوا إلى جراحكم
ضمدوها بضماد النصوص المقدسة
عن فلان بن علان قال
لا تحزن ولو سلبوا المال
هتكوا العرض
الغنى غنى القلب
ولو عشت عشت عيشة الذلال
أيها الناس...
أيها الناس...
الآذان نائمة
والخطبة تقذف الرصاص
انتهى الخطيب
والجموع فرقها الصمت
قمت مسرعا...
دوَّنت لائحة الجوائز كي لا أنساها
غلمان
حور
وجنس في الجنان
لن أحزن
لن أحزن
حتى لو سرقوا من حقيبتي حلم الإنسان
تركوني شبحا
وهْماً
سألعب لعبة النسيان
لن أحزن
حمدا لك يا إله الحور
حمدا لك يا من أنرت ظلمة القبور
سأهجر دنياهم
دنياي آخرة
والآخرة لمن كبت النفس
ونفَّسها في يوم النشور
لن أحزن بعد اليوم
واشهدي أيتها المنابر
فعلى قممك آمنت
بالجنس الأخروي
هكذا قال الخطيب
ووريقات مطويات بيمينه
وعلى شماله عصا الطاعة
#يوسف_هريمة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟