أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سمير عادل - رسالة الى جميع الرفيقات والرفاق والصديقات والاصدقاء














المزيد.....

رسالة الى جميع الرفيقات والرفاق والصديقات والاصدقاء


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 2494 - 2008 / 12 / 13 - 09:25
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الاعزاء
تحية طيبة...
استلمنا بعد حادث الانفجار الدموي في كركوك العديد من المكالمات التلفونية والرسائل الالكترونية عبر العالم يسالون عنا كما قام العشرات بزياراتنا وعدد كبير قرر القيام بالمجيء الينا من مدن مختلفة للاطمئنان على صحتنا الا اننا الححنا عليهم بأننا بخير ولا داعي لان يتحملوا مشقة السفر، فقبل كل شيء اود عبر هذه الرسالة ان اسجل تعازي الى ذوي الضحايا والتي لن يخفف الامهم مهما امتلكنا من قواميس للكلمات ولكن نتمنى ان نكون الى جانبهم في هذه المحنة العظيمة، كما نود ان نعبر عن شكرنا الجزيل والتقدير العالي لكل اولئك الذين عاشوا لحظات قلق من اجلنا ونطمئنهم بأن الرفيق محمد عزيز وانا بخير وقد نجونا بأعجوبة من الانفجار المدوي الذي حصل في مطعم عبد الله في كركوك. وان اصابتنا بسيطة قياسا الى عشرات الاطفال والنساء والشباب الذين فقدوا حياتهم او الذين اصيبوا بجروح بليغة.

لقد كانت بحق مشاهد مروعة حيث ترى بأم عينيك تطاير الاجساد وتناثرها هنا بما فيها اجزاء من لحمك، وهناك ورائحة البارود تملئ المكان لتقلب تلك الوجوه قبل لحظات التي كانت تنتزع السعادة من الحياة الى دماء وقطع مشوه ومحروقة ومقطعة. كان الم تلك المشاهد الماساوية اقوى من الم جروحنا، حيث فارقت الحياة ضحكات الفرح التي رسمت وجوه الحاضرين الذين قدموا ليقضوا وقتا سعيد مع اسرهم في مدينة غزيرة بالنفط والثروات ولكنها افقر مدينة في العالم ولا يوجد فيها مكان يليق بالانسانية وتحت اقدامها مليارات من دولارات العالم.

ورغم جميع ترهات القوميين وسنوات من نفث سموم العنصرية بأن هوية كركوك كردية او عربية او تركمانية، كانت عشرات المركبات تقف على قارعة الطريق المؤدي بين كركوك واربيل ليتحدث سائقيها وراكبيها باللغات الثلاثة المختلفة مع الجرحى كي يفهموا ويعرفوا اصابتهم وما يحتاجونه لينقلوهم بعد ذلك الى المستشفيات. وعلى باب تلك المستشفيات تجمهر المئات ليتنافسوا على التبرع بالدم حتى انتابنا الخوف من جديد لو ظهر انتحاري اخر ليفجر نفسه بالتجمع ويذهب المزيد من الضحايا. اي بعبارة اخرى كان الحس الانساني والمشاعر الانسانية هي التي تحرك الاحداث.

كان شيء واحد كالعادة اراد ان يبعثه "اعداء الحياة" في ذلك الانفجار المروع، بأن قتل الابرياء وسرقة البسمة من شفاه الاطفال ليس له اية علاقة بمقاومته للاحتلال ولا بعملائه، لان رفيقي محمد عزيز وانا شخصيا كنا وما زلنا اشد المعادين للاحتلال وسياسته المعادية للبشرية. وخلال تلك السنوات عملنا وناضلنا بجهد كبير مع مئات من رفاقنا لطرد الاحتلال، فما بالك ان يموت اشخاص مثلنا في حادث يراد ان يسجل لصالح المقاومين للاحتلال، واكرر هنا ايضا لو لا الاحتلال لما تحول العراق الى قاعدة للارهابيين تعبث بأمن وسلامة المواطنيين.
انهم مصاصي الدماء ولا توجد اية كلمة او مقولة او عبارة من الممكن وصف هؤلاء المجرمين الذين يستمتعون بسلب الحياة ومعانيها. فدائما اقول لاصدقانا ورفاقنا اذا لن يحالفنا الحظ ذات مرة وفقدنا في حينها حياتنا في عملية اغتيال او حادث مثلما الذي عشنا تفاصيله ، فلاننا اخترنا ان نسبح عكس التيار ووضعنا حياتنا في كفة واحدة وقررنا ان نخوض حربا من اجل حياتنا ومستقبل اجيالنا. لكن ما ذنب اولئك الابرياء كانوا اطفال او نساء او رجال، فلم يختاروا ان يخوضوا اية حرب، ولم يختاروا ان يتخذوا اي جانب او ينظموا الى اي طرف في تلك الحرب وفقط لانهم ارادوا ان يعيشوا الحياة رغم مأساتها في (العراق الجديد) الذي كل شيء فيها جديد بحق الا حياة وكرامة وقيمة الانسانية التي تنتزع منها في كل يوم. ما ذنب اولئك الاطفال الذين سقطوا وهم لم يعرفوا لماذا المجرمين يريدون حياتهم باي ثمن!

وفي تلك الحادثة المروعة التي عشت لحظاتها شخصيا ازداد تصميمي وارادتي ان اواصل مع رفاقي والالاف من التحرريين الدرب لطرد الاحتلال والجماعات الارهابية من العراق، ان نواصل الدرب من اجل حياة تعمها معاني والقيم الانسانية. ان مسؤولية وضع حد لمسلسل الدم ورسم البهجة على شفاه الاطفال واعادة الامل الى ذويهم دون ان يعتريه الخوف و يسرقها الارهابيين من شتى الاصناف، تقع على عاتقنا.

12-12-2008






#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة الى اعضاء وكوادر المؤتمر ومؤيديه في خارج العراق من اجل ...
- رسالة مفتوحة الى مكتب توحيد الحركة النقابية في العراق
- مواجهة الروح الانهزامية في الحركة الثورية ومهامنا في دحرها
- ابراهيم الجعفري وتياره الاصلاح الوطني
- رسالة الى القوى المناهضة للحرب والاحتلال في العالم بمناسبة ا ...
- رسالة حول الاستعداد الكامل لمؤتمر حرية العراق للعمل المشترك ...
- التهديدات التركية وتأثيرها على الخارطة السياسية والدور الذي ...
- لا لفدراليات الاحتلال التي تسلب البشر هويته الانسانية
- لترتفع الأصوات في 24 أيلول ضد احتلال العراق ومشاريعه الجهنمي ...
- يجب إيقاف الشهرستاني عند حدوده
- مرحلة جديدة..وفرصة تأريخية لليسار
- رسالة تقدير وشكر الى الذين بعثوا برسائل التعازي والبرقيات ال ...
- ما الذي على اليسار أن يفعله؟
- لن تثني ممارسات واعمال القوات الامريكية المجرمة من عزيمة ومو ...
- لنتصدى لقانون النفط والغاز ولنعمل من اجل إحباط تمريره على جم ...
- مقابلة مع سمير عادل رئيس مؤتمر حرية العراق حول وثيقة كركوك ا ...
- المؤتمر الفاشل في بغداد
- طرد الاحتلال وإنهاء خطر العصابات الطائفية مهمتنا نحن
- المافيا تنفذ حكم الإعدام على صدام حسين
- ساندوا إضراب عمال النفط من اجل امن ورفاه الجماهير وحرية العر ...


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سمير عادل - رسالة الى جميع الرفيقات والرفاق والصديقات والاصدقاء