عبدالله الداخل
الحوار المتمدن-العدد: 2492 - 2008 / 12 / 11 - 03:07
المحور:
الادب والفن
وكالذكرى
نـَهـُبُّ
عصْـفة ً أو نسمة ً في رياح المصيرْ
طولـُها فِتـْرٌ
في لا مَكانْ
فلسنا كما يدَّعي التجارُ بأنـّا رحلتانْ
كما بقافلةٍ تبيع الحريرْ،
أو كما قال أغنياءُ الرعاة ِ بقهقهةٍ
متـّكئين على عِصِيّ الخيزران،
كما يتكئُ اللهُ على عودِ بَخور ٍ
أو عمودِ دُخان ٍ، لدهورْ.
لأنـّا مَرَرْنا
هنا أو هناكَ
رُذيْذاتٍ
من ضبابِ الزفيرْ
لوّنـَها خيط ُ نور ٍ
فتمايلتْ حزنا ً،
أو حبورا ً ساذَجا ً وقصير،
ثم تسارعتْ
وتخافتتْ بين طيّات الأثير؛
وأنتَ مررتَ هناك
ذاتَ أصيل ٍ راعِفٍ،
هبّـة َعطر ٍ في النزيفْ،
حين كان الغـَمامُ يُلملمُ أنفاسَه
متسابقا ً، يتلوّى
فيولـَدُ من بعضِهِ
في لفيف النديف؛
أتـيْتَ صيفا ً
حفيفا ً صامتا ً
بصَفصافةٍ،
ثم مررْتَ، خجلانا ً،
كعهدِكَ،
في انتضاء الخريفْ؛
أمَضَيْتَ رمشة ً من حزن ِهذه الأجَمَة،
بأسمى مُوَيْجةٍ في السَّرابْ؛
تسلـَّّلـْتَ دمعة ً من ندىً
في ظلال هذا الغابْ،
مسرعة ً بومضةٍٍ،
ثم تلألأتَْ،
عميقا ً،
في ظلام الغياب.
#عبدالله_الداخل (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟