|
من على حدائق أبي نواس ملتقى كلواذى للثقافة والفنون خطوة رائدة وثمرة ناضجة
إبتهال بليبل
الحوار المتمدن-العدد: 2491 - 2008 / 12 / 10 - 04:03
المحور:
الادب والفن
وكما قيل أن الفنان أتون من ألإبداع ، يتبلور أحياناً عبر القلم وأحياناً عبر الريشة ، حنجرتهُ اللغة أو الخط ، دماء عطائه الحبر أو الأصباغ الزيتية والمائية ،هاهم اليوم ، مثقفي العراق متوقدين عطاء مثل الكواكب في ذروة التهابها ، لم تكفهم أحصنة اللغة فأسرجوا أقمشة اللوحات ، ولم تستوعب الكلمات دفق إبداعاتهم ، حاولوا أن يسكبوا ما تبقى في لوحاتهم .... ووسط حضور كبير من الأكاديميين والمهتمين في عالم الثقافة والفن، نظم يوم الخميس الموافق 4/12/2008جلسة ملتقى كلوا زى للثقافة والفنون ومن على حدائق أبي نواس في بغداد ، بالتعاون مع مجموعة من كبار الفن والثقافة والإعلام العراقي لتعميق أواصر الحوار الثقافي مع كافة المجالات ، وفي سياق متصل أثنى الحاضرين على المكان الرائع وعلى الطبيعة الخلابة التي شكلت لوحة بديعة منحت الجلسة نكهة متميزة... ( خطوة جديرة بالفخر ) وعن هذه المناسبة ألقى الأستاذ مفيد الجزائري كلمتهُ قائلاً: أن الاحتفاء بالثقافة العراقية قد بلغ مرحلة جديدة ومتقدمة ، من قبل المسئولين والقائمين على صناعة الثقافة في بلادنا ، وملتقى كلواذى خطوة جديرة بالفخر والاعتزاز ، كما أكد على أن هذا الملتقى سيكون إضافة جديدة مهمة إلى منظومة العمل المعرفي والثقافي التي بدأ العراق في إرساء دعائمها ، لينظم إلى سلسلة المبادرات الثقافية والفكرية التي عكف عن أطلاقها لفترة بسبب الظروف التي مر بها ، وهو الآن ينهض من جديد من أجل تعزيز مجالات العمل الآبداعي.. (كربلاء فكرية) تكاد صورة المرآة غائبة عن حركة الثقافة العراقية بكل ما فيها من تغيرات وتحولات معاصرة ، كشخصية يكاد حضورها يقتصر على بضعة ملامح تتوزع داخلها ، على الرغم من كونها عنصر فعال للحركة الادبية في البلاد إلا انه للأسف كانت غائبة عن هذا الملتقى ، فقد عمد الحاضرين في الملتقى ومنهم رئيس المجلس البلدي في الكرادة محمد الربيعي الذي أثار سؤالين أكد أهمية التفكير فيهما وهما: ترى لماذا يطغى حضور الرجل على حضور المرآة في حركة الثقافة العراقية ؟ هل يعود السبب إلى السلطة التي يمارسها الرجل عادة ، في العائلة والمجتمع ممثلاً الثقافة الذكورية ، أم كون المرآة تخضع لكافة الممارسات التي تمركزت في العادات والتقاليد على ممر العصور المندثرة ؟ نحن اليوم لا ننظر إلى مسالة تغيب المرآة في حركة الثقافة العراقية نظرة المهتم لأنها نظرة تشكيلية ، ولا نحاول البحث عن تفاصيلها الجوهرية ، ولكننا اليوم مصرون على دعم المرآة العراقية ، مهما حاول البعض تشويه نقاوتها وتحجيم أهدافها الكبيرة بخوضهم في التفاصيل الصغيرة ، أنها دعوة إلى كربلاء فكرية لنبذ التخلف الفكري والثقافي الذي يحاول استنزاف طاقاتها ، المهم أن تكون حركة تحرر المرآة الفكرية والثقافية جزءاً من ثورة الإنسان من أجل الجمال والحب والعدالة ، التضامن مع الرجل المكافح من أجل دعم حركة الحرية والعدالة .، أذن علينا أعادة النظر في أفكار عتيقة مكرسة لطمس ثقافة وحرية فكر المرآة العراقية .. وبشأن الدعم: أعلن محمد الربيعي بدعم ومساندة هذا الحدث الثقافي ، ودعا إلى تعميق قنوات الحوار الثقافي ، وتفعيل التواصل البناء فيما بين الأدباء والفنانين ، وأكد أن نجاح هذا الملتقى نجاحاً للعراق وهذا يحتاج الى كوكبة من أصحاب العقول النيرة من شعراء ونقاد وفنانين ومثقفين ومؤسساتها التنظيمة. ووصف الكاتب زياد العجيلي مشروع ملتقى كلواذى بأنه رائد بكل ما في الكلمة من معنى ، ويدل على الزخم الثقافي الذي تشهده الساحة العراقية ، وعلى أنتاجها خطا يوازي الخطوط السابقة من كبار المثقفين وأساتذتنا السابقين ، وأستكمل كلمتهُ بالقول بأننا بصدد وضع تمثال يرمز لحرية التعبير والصحافة في كلواذى... (معرض الرسوم الكاريكاتيرية ) وعلى هامش فعاليات الملتقى تم افتتاح معرض الرسوم الكاريكاتيرية ، للفنان التشكيلي طارق الأغا ، وقد أفتتح المعرض كلاً من الأستاذ مفيد الجزائري والدكتور ميمون ألخالدي والدكتور فاضل خليل والسيناريست حامد المالكي والإعلامي علاء محسن ، والممثل فؤاد حنون ، والشاعر الشعبي حامد ألشمري والشاعر منتظر الناصري وعدد من الأدباء والصحفيين والفنانين.. وأحتوى المعرض على رسومات في موضوعات وأشكال متعددة ، تميزت الرسومات بلمسة شرقية واضحة تستمد الضوء من الداخل عبر لغة بصرية كاريكاتيري تؤكد موقفاٌ إنسانيا في حوار مستمر عن الحرية بكافة مجالاتها ، أتاح الملتقى لمتذوقي فن الكاريكاتير فرصة للإطلاع على نتائج هذه التجربة الفريدة ، والتعرف على ذائقة الفنان طارق الأغا ، كما ضم المعرض لوحات الفنان التشكيلي نابليون وبعض من أرشيف الفنان الفوتوغرافي الكبير مجيد ألخالدي... (خطاب معرفي واعي ) وتحدث على الخالدي / مؤسس الملتقى الاعلامي عن هدف الملتقى قائلاً: كلواذى هو الاسم التاريخي لمدينة بغداد الشرقية في عهد العباسيين ، إذا كان السلاطين وشعراؤهم يتجمعون على ضفاف نهر دجلة في ( كلواذى ) ويعتبرونه المكان الأكثر شاعرية وجمالاً ، وكلواذى هي نفسها منطقة الكرادة الشرقية حالياً . وملتقى كلواذى الثقافي : هو خط طوارى ثان للمثقف العراقي بمجالاته المتعددة ، فيكون بيت الاديب بعد اتحاده ، والممثل بعيدا عن مسرحه ، والاعلامي خارج مؤسسته , انه ملاذ اولئك الذين يشكون انعدام الاهتمام ، فتجدهم في المقاهي العامة وفي الشوارع ، وعلى هذا الاساس بنيت فكرة الملتقى لتأسيس مكان يجمع فيه المثقفين ويقدم لهم الخدمات اللوجستية والحلقات النقاشية والحوارية ويكون ملاذا امنا للمثقفين العراقيين وضيوفهم ، أما عن الجلسات الثقافية الحوارية يقيم الملتقى حلقات نقاشية اسبوعية يطرح فيها موضوعا للنقاش بحضور ضيف مبدع يتحدث عن تجربته وافكاره ورايه في الموضوع المطروح للنقاش للوصول الى المعالجة المناسبة ، وبعدها تنشر في وسائل الاعلام المكتوبة والالكترونية . وأشار الى أن من البديهي أن ملتقى كلواذى الثقافي خطاب معرفي واعي يرتكز على ألإبداع الأدبي والفني ويستمد منه عملية تشكيل الصورة الإبداعية ، أنه مشروع مضاف إلى أدوات المثقف المبدع ليقف على عتبة العراق الصبور ويبني نفسهُ على أساس نموذج من نماذج العلم والتقدم...
إبتهال بليبل إعلامية ومحررة [email protected]
#إبتهال_بليبل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحوار المتمدن شجاعة المواجهة والصدق مع الجميع ..
-
تحقيق / ردود أفعال غاضبة .....على ( الموبايل ) من قبل إدارات
...
-
نغمة ( المسكول ) !!! أحياناً تحدد ... ؟؟؟؟
-
عندما يكون مرض الزوجة ... طريقاً لابغض الحلال عند الله
-
تحقيق / لماذا يقبل شبابنا على تقاليع من هذا النوع/التاتو أخر
...
-
أين مكرمة بطل عام 2008...لكمال الأجسام اللاعب ستار عطية
-
في ذكرى وفاته يوم 17 تشرين الثاني عام 1949 /شاعر الأسى الروم
...
-
الدولة المعنوية والعقلية
-
نون النسوة
-
لوحة الفنان الاسباني سلفادور دالي/ حرية الفكر وتخمة الأفكار
...
-
الرؤيا الجدلية في لوحة الفنان التشكيلي حسين السلوان
-
أنا كاتبة لا نجمة إعلان
-
العنف وجذوره الجزء الخامس /نساء يجلدهن التخلف تحت غطاء زواج
...
-
بعق الإلهة تلاشت
-
حوار ..الخاطرة ، الشموخ ، الأمل في لوحات الرسام حسين السلوان
...
-
مدينة أهلها عراة وسماؤها تمطر . .
-
تحقيق / موظفات بين الرغبة في الدراسة والسعي الى زيادة الراتب
...
-
تحقيق / شخبطة طفلكِ على جدران المنزل ...حجر أساسي في بناء شخ
...
-
خنفساء (1)
-
(قصائد)
المزيد.....
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|