أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغفار سويريجي - حملة تضامن مع علاء كعيد حسب: عراقي في مراكش أو مستنقعات الجنوب.















المزيد.....

حملة تضامن مع علاء كعيد حسب: عراقي في مراكش أو مستنقعات الجنوب.


عبد الغفار سويريجي

الحوار المتمدن-العدد: 2491 - 2008 / 12 / 10 - 03:03
المحور: الادب والفن
    


عراقي في مراكش أو مستنقعات الجنوب
أصدرت دار النشر السويسرية A la Carte بترخيص من منشورات كراس المتوحد [صاحبة الحقوق الحصرية لنشر ترجمة الأعمال الكاملة لمرسييه] ديوانا شعريا تحت عنوان: مستنقعات الجنوب، وقعه كل من الشاعر السويسري برينو مرسييه والشاعر العراقي علاء كعيد حسب.
التقى الشاعر بمقر الكراس عند تقديم ديوانه آلام دجلة شابا عراقيا يعيش بمراكش: تحدث علاء فاكتشف الشاعر حالة إنسانية خاصة: ولد علاء كعيد حسب في مراكش من أم مغربية وأب عراقي في الثالث من ديسمبر عام 1983. عراقي في مراكش يعيش محروما من أبسط الحقوق: لا يملك علاء بطاقة تعريف ولا الجنسية المغربية!.. والسبب غياب عقد ازدياد أبيه! ما تزال أم علاء تحتفظ حتى الآن بعقد زواجها الرسمي. لا يملك علاء عقد ازدياد أبيه لذلك لم يمنحوه بطاقة التعريف!.. سافر حسين كعيد حسب- أبو علاء- إلى العراق عام 1984 حتى يحضر من هناك عقود ازدياده بغية تسجيل أبنائه من -أم مغربية- في الحالة المدنية بالمغرب، غير أنه لم يعد.. بعث لأبنائه وزوجته بمراكش من العراق رسائل قليلة.. لكن أخباره انقطعت منذ مارس 2003...
تقول مقدمة الكتاب: «مستنقعات الجنوب تجربة شعرية تنم عن سمو الروح وعن الإحساس الإنساني القوي بمعاناة الآخرين. ينقل لنا الشاعر السويسري بصدق عاطفي وفني مأساة شاب عراقي من أم مغربية يسكن في الحي الحسني بمدينة مراكش، فقد أباه في العراق منذ 23 سنة، ولم يعد يصله أي خبر عن أبيه الذي اختفى في ظروف غامضة، مما جعل هذا الشاب يعيش طفولة محرومة وقد امتد هذا الحرمان ليولد لديه نوعا من الفقدان العصي عن الحل، جعله يعيش يوميا بين الأمل واليأس، والحلم برؤية الأب والتحدث إليه. تتميز نصوص علاء المنشورة في هذا الكتاب بنوع من البوح القاسي عكست المرارة التي استشعرها من جراء الفقدان المؤلم، وجاءت نصوص برينو مفعمة بعمق الإحساس بالمعاناة اليومية لهذا الشاب الذي غارت جراحات قلبه مع مرور الأيام، ولم يستطع الزمان أن ينال من ذاكرته الحية التي تستحضر الأب من خلال بقايا صوره وبعض ملابسه المحشوة في الدولاب. يعيش في مسقط رأسه مراكش كمهاجر سري، عراقي الجنسية مغربي الولادة، وفي زمن الفوضى هذا، لا يستطيع أن يثبت لا الأولى ولا الثانية، ضياع في ضياع- إنها بالفعل مأساة حقيقية».
يقول علاء كعيد حسب في نص عنوانه نداء:«سمعت أنا غدا نلتقي/على مقربة من الفرات/ نلقي التحية على بعضنا/ وعتابا واشتياقا.../ من سنوات الفراق/ سيكون الوادي ذرة،/ كما لم يكن من قبل/ يلمع كنور/ لا يتجلى إلا لعميان/ لم تباركهم/ يد طلعت من رحم الحنان/ سمعت أن/ دموعك/ تجمدت.../ تحجرت.../ وانكسرت بلورا/ على عتبات الذكرى/ التي لم ترحمك/ لا أنت ولا أنا/ الجراح التي تغرس/ أنياب الموت/ فيك/ وفي كل صورة دم.../ هو الألم الذي ينتابك الآن؟/ أم الدهشة الممزوجة بالدمع.؟./ تصحو في الليل/ على ذوي البنادق/ الكل على ميعاد مع النهاية/ إلا كوابيسك.../ سمعت أن غدا نلتقي/ كما كنا غرباء/ في صمت الوحدة الملكي/ نتمزق كل يوم يا أبي/ فهل نلتقي؟/». [ص-ص39-40.]. في قصيدة عنوانها وقفة صور كتب الشاعر علاء كعيد حسب: «وقفت.../ بباب دربك/ يا أبي/ في حياء مذل/ أتذكر تاريخ حياتي/ بينما ألامس وجهك في الصور/ أسافر في بحر الصمت/ وأنسى ما ضاع من وقت/ وأتوج نفسي/ على مملكة الجمود/ لئلا أمل النظر./ وقفت أراجع الحسبان/ وأكتب بخط اليد قصتي/ وأندب الحنان/ المنزوع من صدري/ وأتنفس في صمت الآلام/ لا حيلة إلا الاستسلام/ حين ترتبط الذكريات/ ببعضها/ وتأخذ كل الحيز/ وكل المكان/ وقفت.../ وقد حل الخريف/ وقلبي الحزين/ يبتلع ما يمزق الوريد/ والنار تأكل قلبي/ منذ أول خريف/ وقفت.../ وأنا أدرك/ أن الحياة دونك تافهة/ رحلة تيه/ على أرض ذكرى/ بزغت نواتها/ على هذي الصور/ سلام/ من ابن مطعون/ دمه يسري وما زال في ظهره/ خنجر وقفات الصور». [ص-ص33-34.]. شارك كل واحد من الشاعرين باثنتي عشرة قصيدة.
يشم عوالم شعر برينو مرسييه طابع إنساني، تتوجه دعوة للتسامح والإخاء. تنفتح تجربته الشعرية في كثير من أبعادها على مجال الآخر. وقد عرف أيضا بالتزامه بالقضايا العادلة، ودفاعه عن حقوق الإنسان. يقول الشاعر عن جدوى الشعر: «القصيدة هي الحياة ذاتها، تكشف الكتابة صمت الأشياء. ينكشف أنها كل ما يستره الظاهر. القصيدة وسيلة للتواصل وسفر نحو الآخر». بعد ديوانه آلام دجلة يستأنف الشاعر الكتابة عن العراق متبنيا قضية علاء. نقرأ في مستهل ديوان مستنقعات الجنوب قصيدة لمرسييه تحت عنوان: علاء؛ حوار بين الابن وأبيه: «...بدءا من هذا المساء/ وأينما كنت نثبت أعيننا في النجوم/ ولنتراسل ببعض الكلام وبعض الصور/ سيغمر قلبي الحبور/ إذا كنت جانبك يا أبي./ علاء يا ولدي/ أتدري كم يسحقني البعد عنك؟/ فلا أحد يستطيع قطع أواصر وحدتنا./ تحدث معي في أحلامك أتوسل إليك/ أسرتني الحياة بحرارتك،/ وعواطفك./ أمشي بلا توقف على الدرب التي تقود إليك». [ص-ص20-21.]. يتابع مرسييه في قصيدته: العراق وقد مرت خمس سنوات، الحوار بين الابن وأبيه يقول: «وحين خرجنا من الحصينة،/ كان الموت يتسكع في زوايا الزقاقات./ ورائحة البارود المرة،/ من البنادق تختفي./ خمس سنوات، أنا وأنت مسجونان هنا/ في رأسي يتصفح الملجأ./ لا أعرف. لم اعد أعرف./ عيناي التائهتان فيه ضلتا./ في الخامسة والعشرين، وصيتي/ برميل بارود في منحدر،/ ألف خرطوش فارغ من آمالي الخائبة،/ صرخت بها لأبي الذي قيدته الحياة./ في الحفر الفارغة لطفولتي،/ وضعت خلاصة حبك./ أعطني الوطن الباكي./ عيد سعيد يا أبتي، يوم بلا أسلحة./ أقرأ في ختام القهوة،/ أتهجى في قعر الكأس، أهدابك./ الرموش المأسورة/ أكثر من علامة لحياة شفيفة...». [ص-ص26-27.]. هذا وترافق أشعار مستنقعات الجنوب رسومات أنجزها الفنان المغربي المبدع لحسن فرساوي تعكس إلى حد بعيد تجربة الفقدان، وتبين من جهة أخرى آلام النفس ولون الوجدان.
قبل أن نلج عوالم مستنقعات الجنوب يقف القارئ عند كلمة مؤثرة وردت في الصفحة الخامسة: يوجه علاء كعيد حسب عبرها نداء إلى جميع فعاليات المجتمع المدني العراقي وكل المسئولين هناك أن يساعدوه في كشف مصير أبيه: حسين كعيد حسب. هذا نص النداء:
بحث عن متغيب:
حسين كعيد حسب.
لا أخبار عنه منذ مارس 2003..
عراقي من مواليد عام 1943 يعمل جواهريا ببغداد.
هو الآن في العراق أو في بلد مجاور.. يبحث عنه ابنه علاء..
لمن له معلومات يمكنه رجاء الاتصال بي:
علاء كعيد حسب، الحي الحسني بلوك 5 رقم 202. 46000 مراكش المغرب.
بريد الكتروني: [email protected]
معلومات هامة: كان آخر عنوان لحسين كعيد حسب بالعراق هو: [ بغداد بريد الرشيد، ص-ب: 5165 جمهورية العراق.] أخبر الأب عائلته بمراكش في رسالته الأخيرة بأن يكاتبوه على عنوان صديقه [ستار ياسين سليمان: جمهورية العراق- بغداد، مدينة صدام- شارع الفلاح، سوق الرشاد.] يعرف علاء أن له أختا من أبيه في العراق اسمها: ملامح كعيد حسب، ولدت هناك حوالي سنة 1974، واسم أمها نضال عاشور. ويعرف أيضا عبر رسائل أبيه أن له أيضا عما هناك اسمه: صبحي كعيد حسب. وعمته اسمها: شكرية كعيد حسب. دخل حسين كعيد حسب إلى المغرب سنة 1981 بجواز سفر رقم: 0170197/1111، لما كان في مراكش كان يحمل بطاقة إقامة هذا رقمها:263/82، مسلمة بتاريخ 1982.
من مراكش نوجه نداء إلى معالي وزير الداخلية العراقي السيد جواد كاظم عيدان البولاني و إلى معالي وزير الثقافة العراقي السيد أسعد كمال الهاشمي، وإلى الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، وإلى جميع الضمائر الحية في العالم، وإلى كل هيئات حقوق الإنسان: يعيش علاء كعيد حسب في مراكش مكان ولادته دون هوية!..لا يملك علاء بطاقة تعريف!.. لنساعد جميعا علاء في كشف مصير أبيه: حسين كعيد حسب.
يذكر أن منشورات كراس المتوحد كانت قد أصدرت ضمن سلسلة الفن المعاصر في 2006 ديوانا لمرسييه تحت عنوان؛ آلام دجلة: قصائد من أجل العراق. ترافق النصوص لوحات فنية للفنان المغربي ضياء الفتيني. تستعيد هذه القصائد صور الخراب والموت، وتعكس من جهة أخرى حياة الصمود. غالبا ما يسطع ضوء في آخر القصيدة. نعيد اكتشاف آلام دجلة، نتأمل ساحل الكاظمية وضفة الفرات. نتألم ونحن نقرأ جراح أربيل. تظهر بغداد في تلك المجموعة الشعرية مدينة تطارد اليأس. تتخلص من أنقاضها وتشكل حياة جديدة. هكذا تتفتح زهرة الأمل وسط حطام. ينكتب جرح العراق برهافة شديدة: يسخر الشاعر من توحش الإنسان وصناعة الموت. يعلو صوت الشاعر كي يفضح صمت العالم.

عبد الغفار سويريجي
منشورات كراس المتوحد



#عبد_الغفار_سويريجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...
- -هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ ...
- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغفار سويريجي - حملة تضامن مع علاء كعيد حسب: عراقي في مراكش أو مستنقعات الجنوب.