أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نافزعلوان - الجريمة في سياق النضال الفلسطيني!















المزيد.....

الجريمة في سياق النضال الفلسطيني!


نافزعلوان

الحوار المتمدن-العدد: 2489 - 2008 / 12 / 8 - 06:23
المحور: القضية الفلسطينية
    


بسم الله الرحمن الرحيم
يكاد الفكر الفلسطيني المعاصر أن يحصر نفسه في ذكر بطولات وتضحيات الشعب الفلسطيني. وتكاد وأنت تقراء عن الشعب الفلسطيني أن تجزم بأنك تقراء عن شعب وسيرة كفاح لا أخطاء فيه وأنه شعب من الملائكة أو شعباً ليس من صنف وجنس البشر. وهذا الحب ( المفرط ) الذي مارسه و يمارسه الشعب الفلسطيني علي نفسه ولنفسه مارسته من قبل كل الشعوب التي عانت من نير الإحتلال وعاشت و مارست المقاومة والكفاح الوطني في بقاع شتي من العالم ، إلا أن السيرة الفلسطينية إنفردت وربما برزت في مجال ( إخفاء ) السيئ أو الوجه المشوه في قصة وسيرة الكفاح الفلسطيني.

السيرة الفلسطينية تجدها شبه خالية من الهزائم والإنهزاميين من الشعب الفلسطيني ، يعود هذا إلي أن هناك فكر تم تبنيه من أبناء وقادة التنظيمات الفلسطينية يقول بوجوب التركيز علي الإجابيات في العمل الوطني الفلسطيني وتحريم ذكر السلبيات في السيرة الكفاحية للشعب الفلسطيني.

كان ولا يزال من المحرمات في سيرة الكفاح الوطني الفلسطيني الحديث عن ( الخونة ) والحديث عن العمليات العسكرية ( الفاشلة ) رغم أن من وجهة نظرنا أن الحديث عنها هي ظاهرة صحية فيها من المصارحة والمكاشفة ما يثبت لأنفسنا وللعالم بأننا شعب علي درجة من الوعي أن نعترف بأخطائنا حتي لا تكون معيقات في طريق نجاحاتنا المستقبلية وكذلك الإعتراف أن من سقطوا في هذه العمليات الفدائية ( الفاشلة ) لا يقلون فدائية عن أولائك الفدائيون الذين سقط في عملياتهم العدد المخطط له من الجنود الإسرائيليين في تلك العمليات الفدائية.

نتحدث اليوم عن عمليات فدائية كانت موجهة إلي ثكنات عسكرية إسرائيلية يؤدي توهان فدائيوها عن الإستدللا علي طريق الثكنة العسكرية الإسرائيلية المقصودة في هذه العملية العسكرية الفدائية فيستعيضوا عن تلك الثكنة العسكرية الإسرائيلية بمدرسة أطفال وهذا بإعتراف من الذين قاموا بالتخطيط وتنفيذ تلك العملية ومهام كانت وحشية العدوا وسواء كان قتل الأطفال الإسرائليين في تلك المدرسة لم يكن القصد والهدف الأساسي لهذ العملية ومهما عادت الأصوات بأن إسرائيل قتلت بدورها أطفالاً فلسطينيون في مواقع شتي من الأراضي الفلسطينية إلا أن التساوي في العمل الإجرامي ينزع عن الفلسطينيين صبغة العمل المقاوم ويساويهم مع الإسرائيليون في الجريمة وهذا في حد ذاته جريمة في حق الكفاح والسيرة الفلسطينية.

أمثلة عديدة من المقاومة الفلسطينية الفاشلة كانت سبباً في تشويه الصورة الفلسطينية إلي أبعد الحدود ومهما كان السبب وراء التركيز علي إظهار وإبراز النجاحات وإخفاء تلك الجرائم و عدم الإعتراف بها يجعلنا نتساوي مع من قاموا بإرتكاب في أراضينا ما هو أسواء من ذلك وكما ذكرنا لكم لا يتساوي العمل النضالي والعمل الإجرامي.

كان الإصرار علي إخفاء تلك الحقائق عن الشعب الفلسطيني من ضمن مخطط المبالغة في إظهار الكفاح الفلسطيني علي أنه كفاح مقدس ولا أخطاء ولا جرائم ترتكب فيه ، هذه المبالغة كانت تساعد علي تجنيد وتحفيز الفلسطينيين علي الإنخراط في العمل الفدائي العسكري فكم من الفلسطينيين كان سينخرط وينضم إلي حركة أو منظمة فلسطينية تقتل الأطفال عن قصد أو عن غير قصد وكذلك كان هذا الأمر يساعد أيضاً علي إستمرارية الدعم المادي والذي كان سينقطع فوراً لو علمت جهات الدعم المالي مدي الفشل والجريمة التي لا تتورع عن إرتكابها بعض الفصائل والمنظمات الفلسطينية ما يجعلها تتساوي في الجريمة مع عصابات الإحتلال الإسرائيلي.

يطلقون علي هذا في مدارس الثورة الفلسطينية تسمية ( التضليل ) المبرر. كانوا يبررون عملية ( تضليل ) الشعب الفلسطيني بأن هناك ( نوايا ) حسنة وأهداف أسمي كان من الممكن عدم إتمامها وبلوغها لو كان هناك مصراحة بين الشعب الفلسطيني ومنظماته المسلحة وأن إطلاع الشعب الفلسطيني علي كمية ( الفشل ) الذي كانت تعاني منه ولا تزال تعاني منه فصائل الكفاح المسلح الفلسطيني سيكون سبباً في العزوف والإنصراف من الشعب الفلسطيني عن مساندة وتأييد خط سير هذه الحركات والمنظمات الفلسطينية نحو طرق وحلول أخري.

طبعاً لن تلبث أن تخرج الأصوات التي تقول بأن لولا هذ العمل والكفاح الفلسطيني المسلح ما وصلت القضية الفلسطينية وأحرزت ما أحرزته ورغماً عن ومع وجود وجهوزية الإجابة المباشرة لهؤلاء بالتساؤل عن أي إنجازات تم إحرازها وما هو الذي وصلت إليه القضية الفلسطينية ، وتجاوزاً ومجاراة لهذه الأصوات إلا أنه لا يسعنا إلا أن نكتشف أن لا كفاح مسلح فلسطيني ولا تضحيات فلسطينية إستطاعوا ثني دول القرار في العالم عن إنجاح إلا ما أرادت دول صنع القرار هذه إنجاحه علي الرغم من ألآف الضحايا ومئات الملايين من الدولارات التي كانت في خانة المجموع النهائي من حصيلة التكلفة للشعب الفلسطيني من موت لخيرة أبنائه مع إحترامن الشديد لمرمي الشهادة والتضحية الوطنية وكم الأموال الهائلة والتي أدت إلي بناء ثروات لفلسطينيين وغير فلسطينيين ولم تؤدي ولا كانت حتي سبباً في خلق حل سوي الحل المفروض علي الشعب الفلسطيني اليوم.

نعود إلي كارثة ( دفن ) تاريخ الهزائم الفلسطينية التي تعرضت لها القضية الفلسطينية لمجرد عدم معرفة الشعب الفلسطيني بها ، هذه المعرفة والتي ربما أدت إلي إيقاف كل المخطئين أن يتمادوا في أخطائهم وربما كان هناك أمل للبعض أن يبقوا علي قيد الحياة من أبناء الشعب الفلسطيني ولكان هناك أيضاً فرصة لتوجيه الدعم المالي الذي كان ينصب في جيوب هذه المنظمات والفصائل الفلسطينية نحو توعية وتثقيف الشعب الفلسطيني ولما تم التضحية بهذه الأعداد البشرية من الشعب الفلسطيني ولكانوا اليوم بيننا مهندسين ودكاترة وأساتذة جامعات بدلاً من أن يكونوا مجرد جثث في حفر لمجرد أن الشعب الفلسطيني كان عاجزاً عن معرفة ما كان يدور من حوله وما وقع علي أبنائه من موت غير مبرر ومدي السفه الذي تمت قيادته به من قبل من أطلقوا علي أنفسهم قادة وزعماء الشعب الفلسطيني ربما هذا الإستهتار بالشعب الفلسطيني وتاريخه ونضاله هو ما جعل من جريمة بيعه في صفقات أوسلو اليوم كما تم بيعه في صفقات العمليات الفدائية الفاشلة في السابق هو ما جعل من الشعب الفلسطيني شعب لا ثمن أو قيمة له ولمعاناته اليومية.



#نافزعلوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدم الفلسطيني المختلف ..!
- فنجان عرفات ..!
- ممالك الجمهوريات العربية ..!
- لابد من إنتخابات رئاسية قبل إنتهاء مدة الرئاسة!
- أنا وديك الحبش وعتمة قطاع غزة ..!
- طبق أليوم .. إنتخابات متزامنة مع شوربة الدم الفلسطيني!
- التمديد هو إعتراف بعدم شعبية الرئيس محمود عباس!
- من النهر إلي البحر ..!


المزيد.....




- إيران تعلن البدء بتشغيل أجهزة الطرد المركزي
- مراسلنا في لبنان: سلسلة غارات عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية ...
- بعد التهديدات الإسرائيلية.. قرارت لجامعة الدول العربية دعما ...
- سيناتور أمريكي: كييف لا تنوي مهاجمة موسكو وسانت بطرسبرغ بصوا ...
- مايك والتز: إدارة ترامب ستنخرط في مفاوضات تسوية الأزمة الأوك ...
- خبير عسكري يوضح احتمال تزويد واشنطن لكييف بمنظومة -ثاد- المض ...
- -إطلاق الصواريخ وآثار الدمار-.. -حزب الله- يعرض مشاهد استهدا ...
- بيل كلينتون يكسر جدار الصمت بشأن تقارير شغلت الرأي العام الأ ...
- وجهة نظر: الرئيس ترامب والمخاوف التي يثيرها في بكين
- إسرائيل تشن غارتين في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بعشرات ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نافزعلوان - الجريمة في سياق النضال الفلسطيني!