محمد عبد الرحمن يونس
الحوار المتمدن-العدد: 766 - 2004 / 3 / 7 - 09:36
المحور:
الادب والفن
في أعلى ساقها شامة عليها خارطة مأخوذة بتاريخ ملوك أوغاريت وبابل وقرطاجة .. وعصفور يرنو إلى الشرق وهو يلتقط حبّات الرمان .. وخاتم يحاصره سيف عربي مثلوم ، وعندما تنام تتكوّر على نفسها كالقطّة الأليفة .. تدخل أسفل المصباح , وكالخيوط تعانق ذاتها , وتقفل راجعة .. تنحني .. تتثاءب ,, تقامرني عليها فحول الحمام .. تشعّ بالرؤى والحنين .. يأخذها تيار المدينة الجارف وعطورها وملابسها , ويقذفها فوق المصطبة العتيقة .. تموت رغبتي كلما فكّرت الارتحال إليها , وقد لاحظت ذلك فقالت لي : أنت بحاجة إلى طبيب أخصائي بالجنس .
ذات مرّة نظر إليها صديقي وقال هامساً مبهورا : (( يا سلام كم رائع ظهر زوجتك ! )).
لم أستطع أن أقيس المسافة المشحونة بالأنخاب والقوارب والحنين بين عين صديقي وظهر زوجتي . لماذ ا لم ألاحظ ذلك ؟ إلاّ أني دققت النظر جيداً مستنفرا جميع طاقاتي ، لكني لم أر ظهراً جميلاً . رأيت قدحاً ذليلاً , ومعطفاً مخروما , ورايات تدوسها سنابك الخيل , وقاعا مليئاً بالجثث والدماء , ورماحاً مكسورة , وأشرعة ممزقة , وهتافات منافقة تمجّد الجلادين والمستبدين والعطور والأزياء
, ومؤخرة بائسة .
انتهـــــــــــــــــــــــــــــــت القصّة
#محمد_عبد_الرحمن_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟