|
غزوة بومباي
صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 2488 - 2008 / 12 / 7 - 10:41
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
أضاف الفتح الجديد لبلاد الهند والسند مصطلحا آخر الى قاموس فتوحات الأسلمة – البنلادنية - بضم " الهندوس والبوذيين الى المسيحيين الصهاينة والصليبيين النصارى "وذلك اقتداء بمن سلف من الذين أهرقوا دماء الأبرياء زاعمين أنهم ينفذون مايملي عليهم واجبهم الديني ويقتدون بالسلف الصالح على درب الجهاد وقد سمعنا ادعاءات الكثيرين من – أمرائهم – باستنادهم في غزواتهم الدموية على تعاليم الشيخين أبو الأعلى المودودي وسيد قطب ملهما قيام حركات الاخوان المسلمين في العالمين العربي والاسلامي المعروفة تاريخيا بكونها المنبع الأصلي لكل الجماعات والتيارات التي غادرتها لأسباب – اجتهادية - والموسومة الآن في هذا العصر باالأصولية الاسلامية والارهابية التي تنشطت في بلدان المنطقة وبخاصة في بلاد الكنانة بلد التعددية الدينية المتعايشة منذ فجر التاريخ ليتحول بأفضال الاسلام السياسي الأصولي بمختلف أسمائه ومسمياته الى ساحة تبث الكراهية ضد الأقباط المسيحيين سكان البلاد الأصليين والى تفكيك المجتمعات دينيا ومذهبيا وبث الانقسام والفتن بداخلها كما حصل في لبنان وكما يحصل الآن في فلسطين ودارفور ونيجيريا والصومال ولا ننسى العراق ومذابح الموصل كل ذلك من مآثر الاسلام السياسي الأصولي الذي يلحق الضرر على المستوى العالمي بقضايا المسلمين والعرب على وجه الخصوص منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر والعمليات الارهابية في مختلف البلدان والقارات من الأمريكيتين الشمالية والجنوبية مرورا بالبلدان الأوروبية وقارتي أفريقيا وآسيا وانتهاء باستراليا وبالي وجنوب شرق آسيا وأخيرا وليس آخرا في الهند . لقد حقق الاسلام السياسي الأصولي مبتغاه في انجاز نجاحات باهرة في مسعاه باستعداء مايصل الى أكثر من ثلاثة أرباع العالم لقضايا الشعوب العربية والمسلمة والفلسطينية على وجه الخصوص وهو ماض لاستكمال الرقم القياسي قريبا اذا سارت الأمور بهذه الوتيرة وما حصل في بومباي يثير العديد من التساؤلات حول الأهداف والنتائج والدروس المستخلصة ومنها على سبيل المثال : 1 – انغماس جماعات الاسلام السياسي الأصولي أكثر بالتورط في دهاليز السياسة الدولية وخدمة محاور معينة اسوة بنهجها السابق أيام الجهاد ضد الشيوعية تحت امرة أجهزة المخابرات العالمية والاقليمية المعروفة ومضيها قدما في تسخير الدين الاسلامي لمصالح سياسية لأطراف غير مسلمة وهو تحصيل حاصل ونتيجة طبيعية لمبدأ أممية التنظيم العالمي للاسلام السياسي حيث تراه يقدم الخدمات لهذا الطرف الدولي أو الدولة الاقليمية لقاء مقابل والصلة واضحة في غزوة بومباي بصراعات القوى والدول والأنظمة والآيديولوجيات في محيط شبه القارة وجواره الأبعد . 2 – العملية لم تحصل بمعزل عن الاستراتيجية العامة لقوى وجماعات الاسلام السياسي الأصولي التي تتصدرها في هذه المرحلة منظمة القاعدة وتهديدات رجلها الثاني المذاعة من منابرها ووسائل اعلامها وهي تنفيذ لفصل من المخطط المكتمل لسلسلة تمتد من الصومال والسودان وشمال افريقيا مرورا باالعراق وفلسطين ولبنان وسوريا وايران وباكستان وافغانستان انتهاء ببومباي . 3 – المجزرة البشعة في بومباي بحق المدنيين والعائلات من نساء واطفال وشيوخ ومن كافة الأجناس والأقوام في الفنادق السياحية ودور العبادة والمواقع الحضارية والمنازل الخاصة التي تعتز بحدوثها الجماعات المنفذة باعتبارها من نمط الفتوحات الجهادية تنم عن ثقافة الموت والغاء الآخر بالعنف الجسدي وتفسح المجال لتساؤلات وتجاذبات من جانب حتى المثقف المحايد في جميع أرجاء العالم الى درجة وضع الدين الاسلامي برمته تحت مجهر التقويم بسبب كون كل الارهابيين يكادوا أن يكونوا مسلمين على حد تعبير كاتب عربي مرموق . 4 - وفي الوقت ذاته لكأن جماعات الاسلام السياسي في غزوة بومباي تحاول حرمان المستضعفين والمضطهدين من شعوب وأثنيات الهند من انجازاتهم التاريخية وتستهدف التجربة الديموقراطية لشعوب الهند المسالمة في مجال حل قضايا القوميات والأديان والمذاهب بما فيها ماية وخمسين مليون مسلم هندي واقامة النظام الفدرالي واللامركزية بين العاصمة والأطراف من ولايات ومقاطعات ووحدات ادارية والاعتراف بحقوق المكونات والأثنيات وتمثيلها في المؤسسات الاشتراعية والتنفيذية تماما كما تستهدف القوى الظلامية ذاتها انجازات العراقيين مابعد اسقاط الدكتاتورية من دستور ونظام فدرالي ديموقراطي وقوانين لمصلحة حقوق الأقوام والمكونات الوطنية وتنمية وتطوير البلد وكما تعمل أيضا لتقويض اتفاقية أبوجا لتوزيع السلطة والثروة بين الحكومة السودانية والجنوبيين على طريق المصالحة الوطنية وتحقيق النظام الفدرالي ينعم في ظله كل الأقوام بالحقوق القومية المشروعة والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو هل بات الاسلام السياسي الأصولي العدو رقم واحد لحقوق الشعوب والقوميات والأثنيات والأديان غير المسلمة ؟ . 5 – لقد بينت التحقيقات الأولية مع أحد الناجين الصلة الوثيقة لجهاز المخابرات الباكستانية بمنفذي العمليات الارهابية ذلك الجهاز المثير للجدل حول تاريخه الأسود في دعم الارهاب والحركات الظلامية ودوره في تشكيل حركة طالبان ودعم منظمة القاعدة والوقوف وراء عمليات اغتيال القادة السياسيين في باكستان خاصة من ذوي الاتجاهات الديمقراطية والليبرالية وآخرهم السيدة بينظير بوتو وبذلك تكون الجماعة الواقفة من وراء هذه العمليات الاجرامية وهي فرع من حركات الاسلام السياسي الأصولي ذراعا ضاربة لأعتى الأجهزة العالمية في مجال التآمر والاغتيالات السياسية ومواجهة التغيير الديموقراطي .
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عندما يستغرب نائب الرئيس
-
- ضد العنف .. فلتتحدث المرأة بنفسها -
-
- نحو حل ديمقراطي لقضيةالمسيحيين العراقيين -
-
هذه هي ثقافتهم
-
حدود - التغيير - في عهد أوباما
-
القرار العراقي الوطني المستقل هو الحل
-
- البيانوني - لايعبر عن مواقفنا في جبهة الخلاص
-
أبعاد الفتنة الأصولية في الموصل
-
حوار الشركاء في - بغداد - ماله وما عليه
-
سوريا لم تعد آمنة في ظل نظام الاستبداد
-
دروس من - جنوب افريقيا -
-
حشود الشمال - وقاعدة - طرطوس -
-
حقيقة الصراع حول فدرالية كردستان
-
قضايا الخلاف في المعارضة السورية وسبل الحل
-
نظام الأسد ولعبة السباق مع الزمن
-
ماذا يعني - الأشغال الشاقة المؤبدة - لخدام
-
وجهة نظر حول بعض المهام العاجلة
-
هل من مفاجآت في - الوقت الضائع - الأمريكي ؟
-
الحرية للناشط السياسي مشعل التمو
-
أزمة كركوك .. أبعاد وآفاق
المزيد.....
-
لبنان: غارة مسيّرة إسرائيلية تودي بحياة صيادين على شاطئ صور
...
-
-لا تخافوا وكونوا صريحين-.. ميركل ترفع معنويات الساسة في مخا
...
-
-بلومبيرغ-: إدارة بايدن مقيدة في زيادة دعم كييف رغم رغبتها ا
...
-
متى تشكل حرقة المعدة خطورة؟
-
العراق يخشى التعرض لمصير لبنان
-
مقلوب الرهان على ATACMS وStorm Shadow
-
وزارة العدل الأمريكية والبنتاغون يدمران الأدلة التي تدينهما
...
-
لماذا تراجع زيلينسكي عن استعادة القرم بالقوة؟
-
ليندا مكمان مديرة مصارعة رشحها ترامب لوزارة التعليم
-
كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|