أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر الشيخ - طوبى للسماء بروحك المعطرة














المزيد.....

طوبى للسماء بروحك المعطرة


عمر الشيخ
شاعر - كاتب صحفي سوري

(Omar Alshikh)


الحوار المتمدن-العدد: 2489 - 2008 / 12 / 8 - 00:46
المحور: الادب والفن
    


بعد رحيل محمود درويش بساعات
______
جولتك مع هذه الشرايين الحزينة كانت على حافة الهاوية إلا قليلا ً، ولأجل الحزن الذي بحجم المجرات قرر نبضك التلاشي ليرفع قلبك إلى درجة ِ الملائكة، لن نستطيع حضورك من جديد ستطلع لنا كل يوم من نشرة الأخبار صورا ً و تسجيل وثائقي أمسياتٍ ومقابلات، لكنك لست بالواقع، رحلت وتركت الحزن يطول كأظافر وحش، تركت البكاء يطفح بعيني كفر قاسم ليسقي القدس والشام و البحر الميت الذي أصبح ميت بشدّة من ملوحة الحزن، تركتنا ولم تنبه ضحكتنا إلى السواد القادم، أيها الجميل الطالع من آخر الليل لتغني:( كفر قاسم / إني عدت من الموت لأحيا، لأغني / فدعيني أستعر صوتي من جرحٍ توهج / وأعينيني على الحقد الذي يزرع في قلبي عوسج/ أنني مندوب جرح لا يساوم / علمتني ضربة الجلاد أن أمشي على جرحي / وأمشي../ ثم أمشي ../ وأقاوم !
ها أنت تغني للدم بمسرّة، وتستفيض غضبك باروداً يشعل رصاص الفدائيين، لم تتركنا قصائدك يوما ً أنت فلسطين وقدسها معشوقة ُ عينيك، كيف الآن سنقبل حروفك دون أن نلمس صوتك المدوي في أمسيات حزننا.
من المؤكد أن كل من نقل خبر رحيلكقلبك.غص بحرقةٍ قاتلة، كأن النبأ إعصار نار ٍ لم نتعود عليه من قبل، لن تموت كما يجب على منصةِ الكلمات الساحرة والألاف يتأملونك كأنك القصيدة، بل أنت القصيدة، شكلت ألف باء طفولتنا الأدبية حين رفعت صوتك ( سجل أنا عربي ) محفورة ٌ بالفرح والماء المقدس بأنفاسنا جعلتنا نرقص على أغانيك الشعرية من صميم إحساسنا، نطير نشوة ً حين نسمع بقصيدة ٍ جديدة نشرت لك، أيها الوسيم الحزين لماذا تركت حصان حزننا ًوحدا ً و رحلت ؟ ما من ملاذ ٍ للكلمات بعد انطفاء قلبك.
كانت ليلة ً معتمة بقسوة، ليلة وداعكَ، لم تلتفت معظم الفضائيات للخبر الحزين، وحدها قناة فلسطين بدل أن تنعي بكامل حطامها، بدأت بمرجعة حساباتها وجعلت من ساعات الليل الأخيرة مهرجانا ً لذكراك، إنها وفيّة
كما كنت أنت وفيا ً لترابها، بدأت تبث أمسياتٍ حديثة وقديمة كنتَ قد أضأت عيون حضورها، و دوارات ثمينة كنت قد أدرتها (علماً بأنه عرضت 3 حلقات متوالية ) وأنا أراقب عينيك، وأستمتع بكلماتك، كأنك لازلت حيّ، تقهر الموت بشعرك وتلعب الشطرنج مع المرض وتغلبه دائما ً، وحين رأيت عبارة (كانت قد وضعت منذ ساعة رحيلك أسفل ويسار شاشة التلفزيون) وداعا ً محمود درويش.. أصبت بالكآبة المؤلمة، يا لها من عبارةٍ حادة كالشفرة تقطع شهيّة النوم وتلغي البسمات، لم تمت تأكد انك فينا أيها العصفور الجميل لقد ارتقيت إلى درجة ِ الملائكة بامتياز، طوبى للسماء بروحك المعطرة بأرض المقدس و ياسمين الشام، طوبى لنعشك من أحضان ٍ ترفعك للقاء لله، ابتسم فنحن لن نبكي أبدا ً لأنك تركت لنا قلبك في هذه المجموعات الجميلة من شعر ٍ ويوميات وقصائد طويلة، دائما ً مع الشعر هناك محمود درويش، ودائما ً مع الحزن هناك رحيلك عنا، ودائما ً مع الحياة هناك حضورك المؤبد.. أرجو أن لا تغيب طويلا ً، فهناك عشاقٌ ينتظرون رائحة حبرك المرهف، وهناك ثوارٌ أصروا على الاستشهاد كرما للوطن ولعينيك لتكتب لهم غدا ً عندما تلتقون في السماء، اليوم تحديدا ً بعد وفاتك بيوم أقبل العشرات من الناس على اقتناء أجمل كتبك و أحدثها في معرض الكتاب – مكتبة الأسد 10-8-2008، ما لسبب ؟ ولماذا الآن ؟ ألم تكن الأمة العربية والعالم يعرفون بمعاناتك،؟ أليس كذلك لكن رائحة عطرك الشعري القوية حرضت أنفسنا للقاؤك من جديد!ربما تكون قد خبأت سرا ً عن حبيبتك هنا أو هناك، حبيبتك فلسطين أو نصفك الآخر الأنثى، ربّما أيها المسافر إلى الله تركت لنا قريحة ً تنبش أعماقنا لنكن نحن فقط نحن، كل منا يشبه نفسه هكذا كما كنت أنت تشبه نفسك بتلك الخصوصية الذهبية للغة والموسيقى لا تنسى تعال في الحلم وفي الكلمات وفي الذاكرة في أي وقت ٍ تريد لأنك شاعر حبّ ضروري لمخيلتنا وحياتنا.



#عمر_الشيخ (هاشتاغ)       Omar_Alshikh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدراما السورية تتحدى نفسها !


المزيد.....




- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر الشيخ - طوبى للسماء بروحك المعطرة