أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بشير ونيسي - شعرية الرواية















المزيد.....

شعرية الرواية


بشير ونيسي

الحوار المتمدن-العدد: 2488 - 2008 / 12 / 7 - 09:41
المحور: الادب والفن
    


1
الرواية هي الكتابة بالجسد ورسم صورة الحياة بالحكي انها سرد يعلن وجه الوجود بها يشكل الكاتب
سر الوجود بلغة الذات وحوار الاخر هي سيرة الأنا وصراعه مع الأشياء والكائنات هي شكل الحياة وتحولاتها وتبعثرها وتشظيها وانعكاس ذلك على حساسية الجسد لحظة الكشف والحدس والتجربة
الرواية سفر الجسد والوجود في الزمكان .



2
السرد في الفن الروائي يقوم على ثلاثية الجسد والتخيل وشكل الحياة
فالجسد معطى الذات في لحظة التجلي والتشظي وحركيتها في الماضي والآن وما يمكن أن يحدث .
التخيل معطى التجاوز والابداع وحالات التصور التي تصنع جوهر الوجود.
الوجود معطى العالم وما يحدث فيه من رغبات وصراعات وأشكال الحياة والأشياء والكائنات .
ان الجسد حسب لوكاتش بطل اشكالي يحدث علاقة مزدوجة مع العالم في حين أن كولدمان يضع التخيل وفق نظرية رؤيا العالم والوعي الممكن لرسم البنية الدالة على جوهر الحياة .
من خلال هذه الفرضيات يمكن القول بأن الفن الروائي في شعريته ينشأ من المكون اللغوي النثري الذي يبعث معنى الأشياء والكائنات والمتخيل الذي هو شعرية الحياة وبدائل كل شيء حسب حالة التجلي



3.
الرواية نص ملغم بالشعرية والتفضية تجسد نسق الجسد وفق سياق الحياة وتنشيء لسيروتها وصيرورتها لغة يتوحد فيها الجسد بالمتخيل بالوجود فتتمرأى الحياة بكتابة المحو والابداع
والذي يقرأ الخطاب الروائي في حقبه يجد أنسنة توميء بارادة الحياة .


4
والمتتبع لحركية السرد العربي يجد أشكالا كثيرة ومتنوعة للحكي تتطور وتتجاوز من أجل الابداع
فنرى سرد الواقع حتى يصير الواقع سلطة تشكل مسار النص وسرد التاريخ الذي ينطلق من تحقيب الهوية والحرية ويتطور حت يصير سلطة يبدع لغة للحكي والحياة من الماضي لفهم الواقع وسرد التجريب الذي يصنع للأفق الانتظار لذة جديدة تتماشى مع العصر وهذا التجريب صار سلطة تريد الانبثاق من حساسية جديدة وخلاقة تجمع بين القطيعة والفجيعة بين الصدمة والتحول وسرد الخيال
يشكل حركيته من العجائب والغرائب من أجل يوتوبيا يتحول فيها الوجود الى ملائكة جسد وصار هذا السرد سلطة تبعث كتابة تمحو الواقع وتخلق بدائل أخرى للحلم والوحي وسرد الأنوثة الذي يراهن على الجسد وأسرار الحياة والشبق لحظة شفق في قاع الغسق وصار هذا السرد سلطة تفرض حرية الجسد وارادته فشهرزاد بدل أن تحكي فهي بلقيس السلطة والتاريخ ومجد الحياة وسرد التجليات الذي رسم معالمه الغيطاني في التجليات وأراد للوصل أن يعبر عن سيرة الذات المبدعة التى ترى العالم
بعين التجلي وحكاية التاريخ الذي يعيد نفسه في الحكي وشذرات الجسد وشطحاته واشاراته .
وهنا أشير الى ان الفن الروائي في شكله العتيق لم يحسب حركية الوجود وتطورات الحياة ووضع لنفسه وضعية منطقية حرجة مغلقة غير منفتحة لا تنسج مع الحياة والانسان ولم يأت الخلاص من هذا الا بعد أن حدثت المثاقفة وارادة الابداع فبدأ النص الروائي يتحر ر في زمنه ومكانه وشخوصه ولعل الشعرية تكمن في هذا التحول الجمالي فصارت الشخوص تدل على الوعي الجسدي والميتافزيقي والمعرفي
أما الزمن فقد خرج من ديمومته الثقيلة البطيئة الى الديمومة الخلاقة التي تعبر عن دفعة الحياة ووحي الذات والمكان أخذ بعد الفضاء الذي يوحي بكل شيء يتبعثر ويجمع المكان طير الذكرى والنشوة والشهوة انه الوطن الشجن الجسد الذي يحن الى الروح . المكان جنة المشتهى .



5
في شعرية الرواية اخترنا رواية حدث أبو هريرة قال لمحمود المسعدي الذي تمرد على الحكي التقليدي وأبدع ببديهة صائبة ولغة مشرقة فنا روائيا يتناص مع التراث بالهام يجمع بين الوحي والحلم
فأبحر في اللغة وفجر ينابيعها بالخلق الذهني وتداخل الأجناس واستلهام المعرفة بكل أشكالها وتشظيات الزمن وتبعثر الأشياء وتمازج الكائنات وتوحد الأسطورة بالتاريخ والفلسفة والشعر والحياة
وتفاعل الايماء بالايحاء بالايقاع وجماليات الصورة وتداخل الرواة وتعدد الروايات .
والنص الروائي عند المسعدي يبدأ علاقة الابداع كحرية بالحديث كهوية وانتماء ليحد ذلك التناغم الوجودي بين الجسد وتاريخه وآنه انها لحظة العودة الى الذات الجوهر الفرد .
الرواية عند المسعدي صدى منه واليه بها تجاوز واكتشف سر الوجود والمعرفة
- كان بعينيها نارا وبفيها ماء حميما
- زهرة على القبر
- شاخ النور
- تأكله ويأكلها وتفنيه ويفنيها
- أكلما تمرد شيطان في انسان قامت له امرأة نبيا
- كأن صوته رجع غيب
- سلام على الروح يسري على يسر
- سلام على النور سلام على الفجر.
فهذه الشذرات توميء باشراقات وتجليات تريد الوجود برغبة الجسد
- ظمأ على ماء مرقوب خير من ارتواء
- لا تكون الحياة أبدع ما تكون بين العدم والكيان
- الهواء كدمعة عذراء والسماء لا ريب فيها
- ذهب الفجر بالأبد
- دائم الشوق الى الشمس دائم الخوف من طلوعها
- انه لايشبع من روحه الجوع
- من ضاعت فبلته فليسر ولا يطلب شرقا ولا غربا
- أنظر الى السماء فأراها نورا والأرض فأراها ماء ونفسي فأراها شعاعا.
هذه المقاطع السردية تكشف عن تجربة تجمع بين الجسد والوجود الوجود في تجليه وكينونته والجسد في تشظيه وخيلولته انها لحظة المحو بطقس الكتابة والأشياء رموز تتبعثر وتتشكل من جديد بوحي وديمومة ورغبة جامحة في توحد الكائن بالأشياء.
ان شعرية الرواية تنشأ من لحظة التجلي والتشظي بين الابداع والتجاوز بين الخيال وحالات الجسد كل شيء يصير له معنى آخر بالرؤيا والتجلي والهمس الجسد يقتنص الروح من ظلمة البدء
ليعرف كنه العودة الأبدية التي بها تصير النفس شعاعا يعادل موضوعيا الشمس وتصير الروح نورا
ويصير الجسد ماء .
المسعدي في حدث أبو هريرة يسرد رحلة الذات من أجل زهرة الوجود فهاهي الذات تمشي على السطح وترى ما يتجلى وتعيد تاريخ المعرفة وطقس النبوءة والتجلي وتتوحد وتتشظى لتكون متى تريد.
من خلال ما قدمن يمكن القول أن الحكي يحمل شعرية تبعث الحياة بالمتخيل الجسدي الذي
يوشح التجربة بلغة الوجود فاللغة منزل الوجود كما يقول هيدجر منها يتم الابداع وفيها واليها.

بشير ونيسي دار الثقافة الوادي سوف الجزائر



#بشير_ونيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعرية التصوف
- القصورة قصيدة التجلي والتلقي
- شعرية الجسد
- تجليات الحداثة
- شعرية الفلسفة
- الكتابة ما كان وما سوف يكون
- الشعر الجسد الوجود
- الابداع وسر الوجود
- المعنى ذلك المعلوم المجهول
- لحظة حرية
- عيد للوجود
- بساط الروح
- ارادة الكلام
- يوميات مثقف تائه
- ثورة الحداثة
- شذرات للمعرفة
- القصيدة وحدة الوجود والذات
- الحداثة اغتراب الجسد سحر العقل
- الحداثة وصل الجسد فصل العقل
- نظرية للشعر العربي


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” .. ...
- مش هتقدر تبطل ضحك “تردد قناة ميلودي أفلام 2025” .. تعرض أفلا ...
- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بشير ونيسي - شعرية الرواية