أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر الشيخ - الدراما السورية تتحدى نفسها !














المزيد.....

الدراما السورية تتحدى نفسها !


عمر الشيخ
شاعر - كاتب صحفي سوري

(Omar Alshikh)


الحوار المتمدن-العدد: 2486 - 2008 / 12 / 5 - 03:44
المحور: الادب والفن
    


نستطيع إدراك هذا الشتات للأعمال التلفزيونيّة السوريّة ،طبعة هذا الموسم، صيف ورمضان 2008 ، بشراهة وخجل وضحين ، الأمر الذي استدعى الكثير من سكاكين الصحافة ، لتتناوب بتقطيع جسد الدراما السورية كما يحلو لذائقتهم، فهناك مبرّرات مفجعة تسول لهم التصرف كذلك ، والحق يقال فأموال شخصية لأحد أقوياء المافيا العربية ،كفيلة بصناعة عمل فنتازيا تاريخية مدرسية بامتياز كـ ( صراع على الرمال ) من بنات أفكار أحد الكتاب السوريين ، ونجومه من سماء عالم التمثيل السوري ، ولكن الرسالة ليست سوريّة ، والمال كان عصب الرسالة حيث ( العقال) و (الفرس) و ( الصحراء ) و( الشهمات الخنفشارية ) و الحوارات التي تصاغ من قصائد نرجسية مباشرة من الشعر النبطي ، فأي تقدّم تحلم به الدراما السورية ومعظم أبطالها يتصارعون على الرمال .. والنصر رمال برمال ..!
تعدّديّة هائلة في تكوين المسلسلات تصب في دافع تصفية الحساب ، المقصود هنا تحدي ما بين صنّاع الدراما في تقديم عمل جديد مهم ، فكان ما كان ستة وعشرين عملاً سوريّ الإنتاج أحياناً ، ومشترك البطولة أحياناً أخرى ، ولكن ما تناول حال السوريين حقاً ، لا يتعدّى أصابع اليد الواحدة .
وفي الاعتقاد أن مسبب هذا التشعب الفجّ ، اختلاف وجهات نظر بعض المخرجين للبيئة الشامية مثلاً كونها استبيحت بكثرة هذا العام ، من يشاء أبرز مقدرته في (نكش) مواضيع تفتعل شهرة للعمل ، مثل ( كيد النسوان ) من العيار الثقيل ، أهل الراية عنوناً عريضاً لذلك ، ما هذا الاستهتار بعقل المشاهد ، تقتل البنت فلا تقتل ، وتدمر أسرة (أبو الحسن) جمال سليمان ، ثم تعود أفضل من ذلك بصياغة لا ينقصها إلا التصفيق وقلة الاعتبار النقدي الجاد لحوادث وهميّة لا صلة لها بالتراث.
أو مثلاً (باب الحارة ) أكد فشله الذريع انسحاب أبطاله شيئاً فشيئاً ، وغرور مخرجه بوصفه أمير الأعمال الشامية ! ، أما بالنسبة للكوميديا الناقدة فهنا وقفة طويلة لا بد منها ، أكثر من عمل كوميدي معظمها نجح والآخر كان تكرار لما هو موجود بذاكرتنا ، (بقعة ضوء ج6) في أخر حلقاته أخذ بالخفوت تفرد علني لكاتب واحد ،ترى ما الأسباب ..؟ و رقابة لا داعي لها أتعبت العمل أكثر من متعته ..، (ضيعة ضايعة) كما قال الزميل الصحفي قيس مصطفى في جريدة بلدنا : (ضيعة ضايعة يسحب البساط من تحت الجميع ..) ، أوفقه الرأي رغم أن العمل عرض أوائل هذا العام واستخدم لغة سهلة وحوارات ملغومة ، ولوحات (هيك تزوجنا ) لم يلقى حضوره كونه عرض على القناة الأرضية ولا أحد يشاهد تلك القناة ، والكثير أيضاً من جوانب الكوميديا غفلّت نظراً لزحمة الانتاجات ، وتأجّل بعضها لبعد رمضان لتكون الساحة أكثر حرية وشاغرة في حياة المشاهد .

مسلسلات الأساطير كـ ( أسمهان و جمال عبد الناصر ) ، كانت محطة نزاعات ورثة ومخلفات لعب بحكايات الأسطورتين ، حيث الرقابة أعلنت حربها على العابثين بحقائق تلك الشخصيتين المعروفتين ، فما كان من ذلك إلاّ مشاهدات متفاوتة وفقد لمصداقية المتعة ،شك وذبذبات في الرؤيا أضعف قوة العمل .

تطول القائمة بأعمال كثيرة ضخمة بعض الشيء ، مهمة تارةً نذكر منها : ( ليس سراباً ) يتحدث عن مجتمع منغلق يعالج أطروحات المشهد الثقافي والمعايشة بين العلمانية والعقلانية والإسلام والمسيحيين بشكل جديد مدهش وخاص وناجح ، أيضاً (رياح الخماسين) هذا العمل الجريء المهم والأول من نوعه يتحدث عن معارض سياسي يخرج من السجن بعد خمسة عشر سنة ويتناول أوجه الفساد المنتشرة بالمجتمع الراهن مقارنةً مع أيامه قبل الاعتقال، حيث يعاد عرضه بعد أن توقفه على قناة الدنيا في هذا الشهر تشرين الأول طبعاً بعد جهد مبذول وكبير فعله المخرج هشام شربتجي مع الرقابة السورية ، كما يمكننا تصنيف (ليل ورجال) كمسلسل معالج ناقد ومبرر بلهجة لاقت أصداء طيبة من الدرجة الأول مقارنةً مع عمل ( شر النفوس) طبعاً ليس دراما سورية، يتناول الشعوذة والسحر وأمور الدجل وما شبهها بشكل إقناعي أكثر منها ناقد للكذب الذي تصدّر فكرة نص (ليل ورجال).
بالمحصلة ثمّة تحدي كبير فعلته الدراما السورية مع الدراما ذاتها بعنوانها العريض، حيث القلة القليلة من الأعمال تستحق مصداقية المشاهد ، لما تعالجه من واقع ملموس ، لكن أموال النفط والخليج كان لها هذا العام دوراً أساسياً في شتات الدراما السورية ، حيث تحول ماديات معظم الممثلين إلى هناك ، الإغراء المادي يمتص مواهبهم ويوظفها كما يشاء ، بينما راح المطبلون والمزمرون في بعض الصحف السورية لمزاولة مهنة المراواحه في المكان والتصفيق الأعمى ، بتوصيف لا علاقة له بالجدية ولا بالنقد الموضوعي في صددّ الكتابة عن الدراما السوريّة .
وهناك أعمال سعت لتناول جوانب مشاكل الشباب وهمومهم فكان من ( الخط الأحمر ) صورة مشوهة عن مجتمع سوري هش ، مليء بـ(الأكشن) والمبالغة الخيالية لنقل المعلومة وربما التلاعب بصحتها نفسها ، بالمقابل كان من أميّة المشاهد العربي عموماً والسوري خصوصاً بأن راح يعبر عن أهمية هذا المسلسل ، متغاضياً عن الدروس الخصوصية التي تمنح للجيل بطريقة غير مباشرة ، انحلال خلقي أكثر من المنتشر لكن مغلف بمغريات بصرية تكون شاهد عيان على نتيجة التجربة .
عدد مبالغ به من الأفكار والثرثرة، كم كبير من الانتاجات الدرامية السورية هذا العام ، وصحافة ومنابر أخرى نسفت حقائق صحيحة بأوهام مصطنعة بفضل المال والسلطة ، تولد لدينا بالنتيجة عبرة لا بد منها ،
فعلا ً مطابخ ميديا لا تعطي للذائقة سوى وجبات جاهزة من الخرافة و التكرار، تراكيب جسيمة قد تودي بهذه الدراما التي لها حضوراً مهم بالعالم العربي إلى الهاوية لولا بعض أبناء الحلال، فهل من منقذين لا يشتغلون في المطبخ الدرامي الذي يقدم وجبات اللاوعي (الحماسية) وجرعات مافوق الواقع (الأكشن) بعيداً عن منشرة الرقابة ...



#عمر_الشيخ (هاشتاغ)       Omar_Alshikh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر الشيخ - الدراما السورية تتحدى نفسها !