أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - سعاد خيري - لنحول مسرحية انتخاب مجلس المحافظات الى ساحات للنضال الجماهيري ضد الاحتلال واتفاقية ادامته














المزيد.....

لنحول مسرحية انتخاب مجلس المحافظات الى ساحات للنضال الجماهيري ضد الاحتلال واتفاقية ادامته


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 2486 - 2008 / 12 / 5 - 10:01
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


نفذت قوات الاحتلال الامريكية كل مخططاتها لتركيع شعبنا ونهب ثرواته وتهديم انجازات العشرات من اجياله وتراث اجداده بدءا بهجمة صاعقة لقواته المدججة باحدث اسلحة الدمار الشامل تحت شعار "تحرير" الشعب العراقي من النظام الدكتاتوري وتحرير البشرية من اسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها . واباحت تحت شعار الديموقراطية، حرية نهب المتاحف والمكتبات والمختبرات والمصانع من قبل عصابات منظمة شارك في اعدادها كل من النظام الدكتاتوري بخبرات بل ومعاهد امريكية وبريطانية والمانية ، واسرائيل باشراف جهاز مخابراتها الموساد ، وايران من خلال عملائها قادة الاحزاب الرجعية المتسترة بالشعارات الدينية، واجهزة مخابراتها، والسعودية بفرق ارهابها الوهابية . وفي مواجهة تصاعد غضب شعوب العالم ونضالاتها المناهضة للامبريالية والعولمة الراسمالية، استكملتها بادارة حاكمها المدني بريمر المكلف باعداد ادارة عراقية تابعة تضم اكثر العملاء استعدادا لتنفيذ كل قراراته وطاعة كل اوامره دون نقاش او تردد. وفتح سوق البورصة لباعة الضمير والوطن لقاء المراكز والامتيازات والارصدة في البنوك العالمية. فتهافت خونة الشعب والوطن واستنجد غير المعروفين والمستجدين منهم بمن سبقهم بالخيانة وتمرس بها ليزكيهم امام الحاكم الامريكي للعراق. شكل بريمر منهم مجلس الحكم ليكون تركيبه القاعدة الاساسية لاسترتيجيته في تمزيق وحدة الشعب العراقي قوميا وطائفيا وصولا الى تقسيم العراق وانهاء وجوده كدولة وشعب طالما اقض مضاجعهم وحطم مشاريعهم للهيمنة على الشرق الاوسط والعالم، بدءا من مشروع الهلال الخصيب ثم حلف بغداد وانتهاء بمشروع الشرق الاوسط الجديد . وفر بريمر هاربا من المقاومة الشعبية التي تصاعدت رغم كل المجازر التي نفذتها قوات الاحتلال وطاعة مجلس الحكم، بقصف مدن بكل سكانها المدنيين باسلحة دمار شامل محرمة دوليا كما جرى لمدينة الفلوجة . وتسلم السفير الامريكي مهام المندوب السامي وقيادة مجلس الحكم لتنفيذ مخططات الادارة الامريكية في تركيع الشعب العراقي واطلاق حرية المنظمات الارهابية والمليشيات الطائفية ومنظمات الجريمة المنظمة واحكام كل وسائل اثارة رعب الشعب وافقاره بل وحرمانه من ابسط وسائل العيش بقطع الكهرباء والوقود فضلا عن فقدان فرص العمل وفسح المجال فقط امام بيع الضمير والوطن لشبكات الامن الامريكية او قوى الارهاب والجريمة المنظمة . وفي ظل هذه الاوضاع الكارثية جرت مهازل الانتخابات الاولى واعد الدستور الذي رسخ الاسس التي تضمن دوام الاحتلال: كترسيخ الطائفية لتمزيق الوحدة الوطنية وتبرير تقسيم العراق و تكبيل المرأة وهي نصف المجتمع وحرمانها من حقوقها بما فيها حق الحياة وتبرير نهب ثروات الوطن . وجندت القوى المنضوية في مجلس الحكم والتي شكلت المجلس النيابي الاول والحكومة الاولى بعد مجلس الحكم كل قواها لدعم الدستور وتحت نفس الشعار المشوه " افضل السيئات" او "اهون الشرور" الذي روجت ومررت به قيادات بعض الاحزاب والكتل المساهمة في مجلس الحكم و التوقيع على اتفاقية ادامة الاحتلال، اسوة بكل بائعي الضمير والوطن والقومية والدين المتسترين بمختلف الاسماء واشكال والوان العمائم والمرجعيات المزدوجة التبعيات بل والمتعددة التبعيات كالمجلس الاسلامي الاعلى بقيادة عبد العزيز الحكيم وابنه الذي اصبح مليارديرا. في ظل هذه الاوضاع غيبوا وعي الجماهير وشلوا نشاطها، مرروا الاستفتاء على الدستور وانتخابات البرلمان الحالي ومرروا اتفاقية ادامة الاحتلال.
و بقيت بعض فصائل مقاومة الاحتلال بعيدة عن الربط بين مقاومة الاحتلال ومطالب الجماهير المستنزفة بالرعب والتضليل والافقار ، وبقيت عرضة للانحراف والتشويه لعدم نضوج قيادة سياسية واعية . في حين انشغلت فصائل وطنية متعددة عن هموم الجماهير وتوعيتها وتعبئتها بالصراعات الفكرية والمنافسة على قيادة الحركة الجماهيرية دون النزول الى الشارع، الى ساحات النضال الجماهيري . ولكن لم يوقف كل ذلك انطلاق الحركة العمالية لتشكل طليعة الحركة الوطنية الجماهيرية . فهي التي دشنت النضال الجماهيري بعد جزر طال عقود بحكم موقعها الطبقي الخاضع لاشد اشكال الاستغلال والاضطهاد المركب الذي يفرض تعمق وعيها وارتباط مصالحها الانية مباشرة بمصالح الشعب والوطن وقدمت المثل بوحدة صفوفها وتحدي كل اسلحة الاحتلال وادواته لتمزيق صفوفها قوميا وطائفيا بل وقامت بالتمرين الاول في تحقيق ابسط المطالب من خلال النضال الجماهيري باضراباتها واعتصاماتها التي حظت بدعم الجماهير . فعلى القوى الوطنية العمل مع الجماهير اينما تكون لشد ازرها وتوعيتها وتعبئتها للنضال من اجل مطالها الانية وربطها بالنضال ضد الاحتلال ومنفذي مخططاته ، بل والتعلم منها.
ولا شك بان مسرحية انتخابات مجلس المحافظات بما تهيئه من تجمعات وندوات ومؤتمرات وشعارات لاضفاء طابع الديموقراطية المزيفة المدعومة باموال الشعب المغتصبة ، تشكل مجالا واسعا للنضال الوطني لعرض كل مطاليب الشعب الانية ولاسيما فرص العمل والخدمات التي تخلى عنها مرشحو الدورة السابقة وفضح كل مرشحي الكتل والاحزاب المساهمة بالعملية السياسية في الدورة السابقة والحالية ، المقرة لاتفاقية ادامة الاحتلال وفضح دجل وكذب كل ادعاءاتها التي ظلت تتشدق بها قبل كل انتخابات واستفتاء، طيلة خمسة اعوام، دون ان تحقق أي منها وبقيت بل وازدادت معاناة الجماهير في حين ازدادت هي واتباعها غنى. فلا امل بتحقيق أي من مطالب الشعب واهدافه الوطنية والديموقراطية في ظل الاحتلال وادواته.
نعم لنحول مسرحية انتخاب مجلس المحافظات الى ساحات للنضال الوطني والتكن التمرين الاول لجميع المسرحيات القادمة من انتخابات واستفتاءات تعد لها قوات الاحتلال وتنفذها القوى والاحزاب التابعة .انه سبيلنا الفعال لتوعية وتعبئة الجماهير واستعادة ثقتها بقدراتها التي اثبتتها عبر التاريخ ، على دحر اعتى اعداء الشعوب، الاحتلال الامريكي، وبناء العراق الديموقراطي الموحد.



#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ويغذ الشعب العراقي مسيرة كفاحه للتحرر من الاحتلال وكل ادواته ...
- الويل لصعاليك حولوا حزب الشهداء الى سهم رخيص في بورصات امريك ...
- بيان المجالس واتحاد النقابات العمالية العراقية لرفض الاتفاقي ...
- اوقفوا ابادة الشعوب في غزة والعراق وافريقيا عاقبوا الادارة ا ...
- الاتفاقية الاستعبادية غير شرعية لانها لم تصدر عن دولة ذات سي ...
- البورصة الامريكية لعقد الاتفاقية الاستعبادية تشمل الدول العر ...
- تصاعد حدي البورصة الامريكية في العراق لعقد الاتفاقية الاستعب ...
- الازمة العامة للعولمة الراسمالية في ظرف ضعف الحركة الثورية ت ...
- لا تخفي برامج وتحليلات اقطاب العملية السياسية تبريرهم لما تع ...
- تتصاعد مسؤولية الطبقة العاملة والقوى الوطنية عن مصير التغيير ...
- الشعب الامريكي انجز امس الخطوة الاولى في عملية التغيير الذي ...
- على مجلس الامن ادانة التهديدات الامريكية الرسمية لفرض الاتفا ...
- بؤس التهديدات الامريكية لفرض الاتفاقية الاستعبادية وبؤس المه ...
- تعلو القضية الوطنية الملتهبة اليوم على القضايا الطبقية، بل و ...
- مقاومة شعبنا للاحتلال الامريكي واتفاقيته الاستعبادية تثير هس ...
- احفاد ثورة العشرين يعيدون لشوارع بغداد شبابها بعد تواري شبان ...
- ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى اول انجاز واع للبشرية في تحويل ...
- الاتفاقية الامريكية استعبادية مهما كانت صيغتها لا الواقع الع ...
- من اجل تحطيم مخطط قوات الاحتلال لتفتيت العراق وتعزيز الثقة ب ...
- دماء فتاة الجسر تستصرخ اخواتها العراقيات لقبر اتفاقية الاستع ...


المزيد.....




- كيف يعصف الذكاء الاصطناعي بالمشهد الفني؟
- إسرائيل تشن غارات جديدة في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بع ...
- أضرار في حيفا عقب هجمات صاروخية لـ-حزب الله- والشرطة تحذر من ...
- حميميم: -التحالف الدولي- يواصل انتهاك المجال الجوي السوري وي ...
- شاهد عيان يروي بعضا من إجرام قوات كييف بحق المدنيين في سيليد ...
- اللحظات الأولى لاشتعال طائرة روسية من طراز -سوبرجيت 100- في ...
- القوى السياسية في قبرص تنظم مظاهرة ضد تحويل البلاد إلى قاعدة ...
- طهران: الغرب يدفع للعمل خارج أطر الوكالة
- الكرملين: ضربة أوريشنيك في الوقت المناسب
- الأوروغواي: المنتخبون يصوتون في الجولة الثانية لاختيار رئيسه ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - سعاد خيري - لنحول مسرحية انتخاب مجلس المحافظات الى ساحات للنضال الجماهيري ضد الاحتلال واتفاقية ادامته