أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الزهرة لازم شباري - شهاب يشق تجاعيد الظلام -دراسة في شعر صدام فهد الاسدي















المزيد.....

شهاب يشق تجاعيد الظلام -دراسة في شعر صدام فهد الاسدي


عبد الزهرة لازم شباري

الحوار المتمدن-العدد: 2486 - 2008 / 12 / 5 - 09:26
المحور: الادب والفن
    



في سبيل إثاره النقد الثقافي وتنوعه ودخول بين مساحات ودقائق اي موضوع او كتاب او مجموعة شعرية , كان لي شرف التمعن وقراءة المجموعات الشعرية المعدة من قبل الشاعر الكبير الدكتور صدام فهد الاسدي وهو من الشعراء المعروفين في قطرنا والاقطار العربية الاخرى من خلال كتاباته الشعرية والنقدية الكثيرة التي ينشرها في مواقع الانترنيت المتعددة , وعن العقول الفاعلة التي جسدت بكتاباتها الادبيه والثقافية رمزية القصيدة العربية ذات الشطرين ومدى بقائها على مرور الازمنة والعصور رغم تحملها الضربات التي تلاقيها من لدن الانواع التي دخلت على ما نسميه شطرا هذه الايام , على الرغم ان اهم ما في هياكل الادب العربي هو الشعر وراء شعرنة الذات وشعرنة القيم الانسانية والاجتماعية والجمالية التي ميزها ووقف على جماليات النصوص الادبية فيها ايضا ..

وهذا ما لمسته حقا من قراءتي لهذه المجموعات القيمة التي اذاب فيها الشاعر الدكتور خلاصة روحه وشاعريته الانسانية التي لا يجادل عليها احد .

وسأتناول في البحث والتحليل مجموعة واحدة من هذه المجاميع , وهي الدخول الى مجموعته البكر [ محاجر الغسق ] وهذا ما يسعفني به الوقت على امل ان اتناول كل مجموعة على حدة ...

ومن الله التوفيق؟

لو مضينا مع الدكتور صدام فهد الاسدي وتركنا له الخيط الذهبي الذي يوصلنا الى تفسير الشعر من خلال قصائد مجموعته محاجر الغسق والذي لخص لنا فيها وفي الصور البلاغيه التي تضمنتها قصائده الجميله هو تصوير الحق من الباطل الذي يروضه حتى في هذه القصائد , لان ما يدور في ذهنية الشاعر وفي خلجات نفسه هو الذي يسير عليه في مجال حياته الاجتماعيه وخوض مجاملاته مع ابناء جيله الذي يعيش معهم في هذا المجتمع, وبالنظر من المصداقية والشعور الإنساني الرفيع وحبه للاخرين وتفانيه في مساعدة من يحتاج المساعده له نرى الانظار توجهت له بالعداء واكالة التهم التي لا مبرر لها سوى انه يسير على وتيرة الاخلاص والحب لشعبه ووطنه ,

وهذا ما لمسته حقاً من خلال دراستي المتواضعه لمجمل هذه المجموعات الشعريه والتي يشتكي فيها من تحمله لهذه الملابسات.

وهذا ماهو ظاهر جلياً من خلال اهداءاته لهذه المجاميع إلى زملائه الشعراء و الأدباء المهتمين بالادب , فقوله مثلاً على أحد مجموعات المهدآت لي ( هكذا تقتل ألبصره شاعرها مع سبق الإصرار ) حقاً أنت شاعر البصرة الذي تصرح بقصائدك العصماء باسمها واسم العراق وشعبه .

والذي يقرء الاهداء المثبت في اول مجموعته ( محاجر الغسق ) الذي يقول فيه ( ان الذين وقفوا حجر عثره في طريق الاربعين عاماً اساتذة واقارب وادباء ... هذه القصائد التي كتبتها مدفعاً عن وطني والتي ستبقى خالدة بعدما صدئت الحقائق وتشوه وجه الفكر وأختلط الدر بالفحم .... )

والذي يرجع حقا الى دراسة هذه المجاميع يرى مصداقية هذا المقال وما يعانيه الشاعر المبدع الدكتور صدام من خلال قصائده العصماء !! وهو يتحدى شعرا من الذين وقفوا حجر عثرة في طريقه وفي طريق نشره لهذه المجاميع القيمة التي يثأر بها لحقوق شعبه ووطنه وهو يرى الذئاب تنهش بلحمه وتلعق بدمه !!

فالشاعر المبدع صدام الاسدي التي تربطه وشائج قومية بينه وبين جمهوره بصورة خاصة وبينه وبين اُمته بصورة عامة , نستطيع ان نقول ولا مجاملة ولا مبالاة انه العصب النابض الذي يبعث الدفء الى ابناء شعبه ومحبيه يكشفه هذه المحاور التي تربك الفضاءات السلبية المنبسطة بخداع الذئاب والقتلة ومن هم في ركاب من سلب قوت الشعب في خضم سنين القهر والعذاب في ثلاث عقود مريرة .

وحقا ان الشاعر المبدع سلط وما زال يسلط مرآته الضوئية وعدسة تصويره التلفازية على هذا المجتمع لكشف آثار الجروح الدامية والسنين المريرة التي عاشها شعبنا خلال تلك الحقبة المظلمة ليصورها لنا تصويرا فنيا وواضحا لا لبس فيه في قصائده التي ضمتها مجموعته القيمة والتي اعادنا فيها الى الشعر العربي الاصيل والى العصر الذهبي الذي نما فيه وعلا وطيسه , فهو اذن يعيد تلك الامجاد الخالدة الى القصيدة الشعرية ذات الشطرين في هذا الزمن بعد ان اصابها الخلل والابتعاد عن الواقعية والمداهنة.

وانت تسمع بحواسك وتقرأ للشاعر صدام فهد وهو يصدح في قصيدته (جروح الطين) الذي يقول فيها متأثرا من زمنه الذي ضم الكثير من حساده والمنطوين تحت شعار الشعوبية والظلم .





(خذيه من شفتي فالقول يحترق

وحيرتي إنها ضاقت بنا الطرق

عصرت خمري على أشلاء قافيتي

فيرتوي الحرف منها وابتدأ الغسق)

يساعدك الله ايها المبدع وانت تحترق مع الحروف التي تميط عنها اللثام لترتوي من خمر قافيتك التي اصبحت مثل اشلاء مقابرنا الجماعية في عهد الدكتاتور المقبور .

ويمضي الاسدي في ترتيله لهذه الكلمات النيرة التي يصور لنا فيها تلك المعاناة والقهر والحرمان التي يمر بها شعبنا العزيز , فيقول :

(شواطيء الامل المهجور قد خدرت

تمضي بحزني فلا ليل ولا غسق )

فالامل عنده اصبح مهجورا وقد نام نومه الأبدي الذي لا يقضة له وهو يمضي بهذا الحزن والاسى الذي يحمله حتى يخلق عنده يأس لا ليل يأتي له ولا غسق !

(يا آه يا آه يا حزني ويا وجعي

أقولها آجلا بالقبر التحق)

فكل هذا الحزن وهذا الوجع الذي يحمله الشاعر بصوره في هذا البيت تصويرا جميلا رغم ما يحمل من آلام وأوجاع .

وينتقل الشاعر في حقل آخر من قصيدة (أكفان الحضارة) ليصور لنا أن الطرق هو الصخرة الصماء التي تتحطم عليها كل الدناءات والاعمال الخبيثة واللامعقولة , كيف به وقد تحميه تحالفات أجنبية غريبة لا تمت لعروبته ولا لأسلامه أية رابطة , كيف يفعل هذا فهو يقول

( خسئت يد الايام تفعل فعلها

تبا اذا يحمي العراق تحالف )

وهكذا يمضي بتسليط عدسته الفنية الشهيرة لتصوير هذه القصيدة ويذهب بعيدا في الدفاع عن لغته العربية لغة القرآن الكريم وإغارته على القصيدة والتلاعب بها من قبل المتشاعرين اذ انه يرى في القصيدة ذاك السلام القوي الذي يرفعه بوجه المتكبرين والمستهترين بحقوق شعبنا , وهو اقوى من السلاح التقليدي , فكيف تكون هذه القصيدة لعبة بيد من لا يعطيها حقها ولا يدافع عنها .

( تمرد النمل يحمي ثقب حفرته

وانت ترفع كف الخوف للعار

مدينة الشعر ياما فيحت ادبا

قوافي الشعر ماتت بين اعثاري )

ثم يذهب في قصيدته ( قبل القطاف ) ويقول (شيعنا اللغة العربية في زمن الغابر فماذا نفعل وقد احتل الوطن وماذا نفعل عندما يكتب المختص بها الجاحظ (الجاحض) فهو هذا الالم وهذا التأثر دفاعا عن لغته بهذا البيت :

( ذبحت بعرسها تلك القوافي

ويتمت الصدى قبل القطاف

فهل تسقين يا ضاد ذبولي ؟

كفى يغنيك من صخر جفافي )

وهكذا يظل القاريء لهذه المجموعة القيمة مشدودا الى تلك الرؤى والايقاعات وهي تلقي بظلالها الكثيف على الواقع الذي نعيشه , فنجده يصور لنا مرة الكشف عن الايام الخوالي

من القهر والحرمان التي عاشها شعبنا في عقود مريرة من الظلم ومرة يتنقل دفاعا عن لغته ضد المتلاعبين بها ويفضح نوازعهم .... ومرة نراه يدافع عن عمالقة الشعر والادب وما يستهان بهم من قبل اقزام تفرعنوا على الشعر والادب وعتوا على اساتذتهم في زماننا هذا!!!

فهو السيف والدرع الحصين الذي لا تأخذه بالحق لومة لائم ولا يهدأ له بال مادامه يرى بأم عينه المتلاعبين بمقدرات اللغة والشعر .

فهو يرسم بريشة الرسام المبدع الحاذق تلك الرؤى والخلجات ويعرضها في معرضه الفوتوغرافي ولكنه في صور التفاعيل والشعر المبدع الذي يثلج القلوب ويذهب بالنفس الى عالم الملكوت الاعلى لا اريد الاستمرار في فحص وتحليل ابيات وقصائد هذه المجموعة التي صور لنا فيها هذه الطبيعة المتداخلة والمتشعبة وتشخيص الدواء المناسب لهذه العلل والامراض التي تنهك عاتق مجتمعنا .

ولكني انصح قارئنا العزيز ان يضطلع على هذه المجموعة ويقرأها بدراية وتأني ليرى هذه الصور البلاغية التي اذاب بها الشاعر المبدع صدام فهد الاسدي كبده كي يجعلها في قارورة الماء السلسبيل في متناول قرائه ومحبيه الاعزاء , واني على ثقة كبيرة واكيدة بأنكم ستتمتعون بهذه القصائد التي ترون فيها حلاوة الشعر القديم وينقلكم الى ذكرى فحول الشعر في العهود المنصرمة !!



في البصرة 11/2008



#عبد_الزهرة_لازم_شباري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- افتتاح مهرجان -أوراسيا- السينمائي الدولي في كازاخستان
- “مالهون تنقذ بالا ونهاية كونجا“.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...
- دانيال كريغ يبهر الجمهور بفيلم -كوير-.. اختبار لحدود الحب وا ...
- الأديب المغربي ياسين كني.. مغامرة الانتقال من الدراسات العلم ...
- “عيش الاثارة والرعب في بيتك” نزل تردد قناة mbc 2 علي القمر ا ...
- وفاة الفنان المصري خالد جمال الدين بشكل مفاجئ
- ميليسا باريرا: عروض التمثيل توقفت 10 أشهر بعد دعمي لغزة
- -بانيبال- الإسبانية تسلط الضوء على الأدب الفلسطيني وكوارث غز ...
- كي لا يكون مصيرها سلة المهملات.. فنان يحوّل حبال الصيد إلى ل ...
- هل يكتب الذكاء الاصطناعي نهاية صناعة النشر؟


المزيد.....

- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الزهرة لازم شباري - شهاب يشق تجاعيد الظلام -دراسة في شعر صدام فهد الاسدي