أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عماد علي - نظام اقتصادي عالمي جديد هو الحل للازمة الانية














المزيد.....

نظام اقتصادي عالمي جديد هو الحل للازمة الانية


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2485 - 2008 / 12 / 4 - 09:58
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


اهم شيء الذي يمكن ان يعتمد عليه اي باحث او منظٌر في اعلان ما يتوصل اليه في اي شان فلسفي او فكري هو ان يضع مجالا كاملا لنسبة الخطا عند تنفيذ النظرية او الفكرة مهما برع في قراءة و استدلال الواقع و ظروف الموقع، و عليه يمكن ان نتاكد ان اية نظرية او فلسفة معتمدة مهما كانت مبنية على الركائز و المقومات العلمية التقدمية الدقيقة ومستندة على الواقع وما فيه لابد ان يكون نجاحها نسبيا و بدرجات متفاوتة من مكان و زمان لاخر او من عصر لاخر .
اي ان كانت نسبة النجاح في التطبيق مقنعة، فانها تبرز من خلال عملية التفاعل مع موجودات الواقع ذات الصلة و تنتج اضداد كتحصيل حاصل لمسايرة الامور و انسجامه نتيجة لاتحاد او تجمع تلك الاضداد و بدورها تنبثق الافخاخ لتتعلق بها الفكرة او النظرية و عند عدم تمكنها من المقاومة ستتدمر وا تنحط بمرور الوقت.
المعلوم ان الراسمالية نظام اقتصادي اكثر منه فلسفي او سياسي بحت و حامل لاطر فلسفية اجتماعية و سياسية مبنية على اسس الملكية الخاصة الفردية ، و وسائل الانتاج تكون ملك للفرد او شركة او مجموعة من الشركات المحلية او عابرة للقارات ، و كل ما يهمها و تكافح من اجلها هو الربح فقط ، و ظهرت بدايات الراسمالية منذ القرن السادس عشر .
اما الاشتراكية او اليسارية بشكل عام فكر و فلسفة و نظام سياسي اجتماعي اقتصادي عام متبناة على ايديولوجية الملكية العامة لوسائل الانتاج ان كان المالك الجماهير العمالية او الدولة في في مراحل متعددة من التطور النظام الاشتراكي العام.
و المعلوم ايضا ان الراسمالية تعيش باستمرار على الازمات و هي غير مستقرة في العمل و الانتاج و تظهر بين حين و اخر ازمات متفحلة و تختفي نتيجة تعامل الراسمالية معها من دون حل جذري ، و من الاحرى ان نعلم ان الراسمالية بارعة في ادارة ازماتها و الخروج منها مؤقتا دون ان تقطع داربرها نهائيا ، و لذلك يمكن القول ان الراسمالية تستمر على وضع مهتز و متردد و متناقض الاوصاف و تتسم بمختلف الانحدارات ، و تختلف سماتها و خصائصها من واقع ثقافي معين لاخر كما كانت الحال في عصر الحداثة و ما وصلت اليها في مابعد الحداثة و ادعائات نهاية التاريخ و زمن الليبرالية الراسمالية الفضة.
هذه ليست الازمة الاولى التي تقع فيها الراسمالية العالمية فهناك في الاعوام 1825 و 1929 و ما رافقتهما من المتغيرات ، و لكن هذه الازمة تحدث في وقت سيطرت معالم العولمة على كافة انحاء العالم و انعكست الافرازات السلبية و مارافقتها من التاثيرات المباشرة على معظم الدول الراسمالية و على الشبكة الراسمالية المعقدة المتصلة مع بعضها في العالم اجمع،و ان كانت الازمة الاقتصادية في عام 1929 ادت الى غلق المعامل و المصانع و بدورها اثرت على الحياة الا ان اليوم على الرغم من حصرها في الجانب العقاري و البنوك و الموارد المالية فانها بدورها تشمل كافة محاور الراسمالية واقسامها لاتصال المباشر فيما بينهم و تؤثر بشكل مباشر على السياسة و الفكر و الفلسفة الراسمالية و بسرعة فائقة .
و هذه ما اجبرت العالم اجمع في اعادة النظر لتوجهاتهم الفكرية الفلسفية قبل الاقتصادية في فترة قياسية صغيرة للازمة الحالية ، و انحدر الوضع السياسي الامريكي و فقدت الثقة و ان تمكنت من ادارة الازمة و التوجه لادارة الدولة باستحياء ، و هذا فشل ذريع للاطروحات التي تشدقت بها و صرخت على ان الراسمالية اختيار الفرد و هي احسن الافكار و اوفقها ، و خاصة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي .
ان جميع المؤشرات لا تستدل على ان الراسمالية ستقبر نفسها بنفسها قريبا، بل الازمة الحالية بينت و اظهرت للجميع مدى توسع التناقضات في النظام العالمي الراسمالي و قوة الخلافات للاضداد التي تكمن في جوهر النظام الراسمالي و التي هي بنفسها تنخر في جسمها لحين الوصول الى حافة المسيرة التي اتخذتها طريقة في تطبيق اجنداتها الاحتكارية في السياسة و الاقتصاد، و و حتما ستظهر الفلسفة الاقتصادية السياسية المنبثقة من خضم تلك الصراعات و بمخاض عسير جدا ، اي يمكن ان تسيطر جوانب من الاسس الهامة للاشتراكية او اليسارية بعد التزاوج و التراكم مع ما افرزته ثمار الراسمالية من الاسس المبنية على طموحات الفرد لضمان مصالحه ، و تنتج مقومات و نظم و كيفية السيطرة على الوضع الجديد بقانون عام و من منطلق المصلحة العامة والمساواة و العدالة الاجتماعية ، و الازمة المالية الحالية تدفع المسيرة الفلسفية العالمية نحو ولادة فكر يساري اجتماعي علمي تقدمي ضمنا ، استنادا على ما وقعت فيه الراسمالية من الازمات التي لا تتمكن الخروج منها لوحدها او اعتمادا على اسسها و مقوماتها و ركائزها الاساسية ، واُجبرت و اعتمدت اسس اشتراكية في اعادة نظرها في اخطائها التي وضعتها في زاوية حرجة على الرغم من عدم اعترافها ، و هي تحاول جاهدا من دون جدوى الاحتفاظ على ماء وجهها و لكنها اجبرت على الاعتراف اخيرا.
العامل الحاسم في اعادة سير العملية و العجلة الاقتصادية العالمية هو السيطرة على الازمة نهائيا و هذا لا يمكن بنظام راسمالي موجود على الارض الان ، و من ثم اتباع الفكر و الفلسفة الحديثة بعد ظهور بوادر انبثاقها الان ، في المستقبل القريب ، و التي يجب ان تحوي على العديد من القيم الاشتراكية و اليسارية بشكل عام في النظام الاقتصادي العالمي الجديد . والجميع على راي بان اكثرية الركائز و الاسس و القيم اليسارية هي البديلة الواقعية للخروج من الحفرة العميقة التي وقعت فيها النظام الراسمالي العالمي الذي لا مفر منه الا اعادة النظر في الفكر و الفلسفة و بناء عالم مبني على قيم جديدة وفق مستجدات الواقع العالمي الجيد بعد المتغيرات السريعة.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألم يأت دور الشباب بعد تسمين شيوخ العشائر في العراق
- حان الوقت لاعادة النظر في صفة التكبر لدى امريكا
- الشفافية و طرد مفتشي مكافحة الفساد في حكومة المالكي
- تحزٌم بعض المثقفين بحزام العفة المذهبية!!
- هل الازمة المالية العالمية قوضت العولمة ام حاصرتها ؟
- هل شخصت روسيا ما فكك الاتحاد السوفيتي لمعالجته او ازالته ؟
- مهما طال الزمن سيتجه العالم نحوضمان العدالة الاجتماعية
- هل تقرأ القوى السياسية العراقية استراتيجية امريكا و نظرتها ل ...
- اليس حجب وسائل الاعلام التقدمية دليل على خوف و تخلف السلطات؟
- ما هي اهم معطيات مواقف روسيا حيال القضية الكوردية في المنطقة ...
- ما اهم معطيات مواقف روسيا حيال القضية الكوردية في المنطقة؟ ( ...
- اي عراق تريده امريكا و اية سياسة امريكية يريدها العراق
- جوهر الفلسفة اليسارية الحقيقية لا يتوافق مع الحرب و الارهاب
- احساس بالمسؤولية تضمن نسبة جيدة من السعادة المشتركة للشعب
- هل مستقبل و نوع الدولة العراقية معلوم لدينا ؟!
- الايحاء بمجيء شبح الموت للسلطة العراقية عند استفحال كل ازمة
- ماذا تجني الدولة الليبية من زيارة القذافي لمنطقة قوقاز
- ادعاء وجود لامركزية دكتاتورية تبرير لتجسيد و ترسيخ المركزية ...
- هل اوباما غورباتشوف امريكا القادم ام ...........؟
- الواقع الاجتماعي المتخلف سبب لتفشي مايسمى بجرائم الشرف


المزيد.....




- روسيا أخطرت أمريكا -قبل 30 دقيقة- بإطلاق صاروخ MIRV على أوكر ...
- تسبح فيه التماسيح.. شاهد مغامرًا سعوديًا يُجدّف في رابع أطول ...
- ما هو الصاروخ الباليستي العابر للقارات وما هو أقصى مدى يمكن ...
- ظل يصرخ طلبًا للمساعدة.. لحظة رصد وإنقاذ مروحية لرجل متشبث ب ...
- -الغارديان-: استخدام روسيا صاروخ -أوريشنيك- تهديد مباشر من ب ...
- أغلى موزة في العالم.. بيعت بأكثر من ستة ملايين دولار في مزاد ...
- البنتاغون: صاروخ -أوريشنيك- صنف جديد من القدرات القاتلة التي ...
- موسكو.. -رحلات في المترو- يطلق مسارات جديدة
- -شجيرة البندق-.. ما مواصفات أحدث صاروخ باليستي روسي؟ (فيديو) ...
- ماذا قال العرب في صاروخ بوتين الجديد؟


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عماد علي - نظام اقتصادي عالمي جديد هو الحل للازمة الانية