علاء هاشم مناف
الحوار المتمدن-العدد: 2488 - 2008 / 12 / 7 - 10:36
المحور:
الادب والفن
ان النظرية الشعرية ..والصياغات المتحققة منها …تجعلنا نقف لنتعامل .. مع المراحل التاريخية بعينها لكي يشكل ناتج فعل التحول باتجاهات بعينها والتي تشكل الجانب الضدي ،المتباين ،ليشكل بدوره الفعل من الانساق . والمراجعة .. وعلاقاتها .. بالمعطيات ، والصيغ والاوضاع المتحولة . التي يحددها الوعي .. في اطار العملية الجدلية ، ومعطياتها واوضاعها … والمراجعة المستمرة لعمليات التصاعد في الانساق وهي تشكل المنطق الجديد في تشكيلاته ليقدم الصيغ النسبية . والشاعر العراقي ((سعدي يوسف)) يؤكد اللحظات التاريخية ،بالصياغات الشعرية ونسبيتها وهي تقتحم ، النظرية الفكرية والشعرية باسئلتها الاساسية والملحة .. بالصياغات الدقيقة ، التي تشكل المنطق الصوري ..بشكله القانوني 0
ان النظرية ،من منظورها المتناقض في نسبيته والذي يشكل الجواب الشافي .. على المرحلة التاريخية ، في اطار الموضوع الابستمولوجي ،وهو يمتد ليشكل كل التفاصيل والعلائق ، والمستويات المتجاورة حد الموضوعية والاستجابة لكل منعطفات النصوص الشعرية .. والا ماذا يعني التسرب الذي حصل في النص الشعري .عند الشاعر ((سعدي يوسف)) وهو يحدد دعواه الشمولية بمنطق اديولوجي وعبر صياغات تعد القانون الخاص بالنظرية ، والتطبيق الذي يحصل بتفاصيل التجربة ومدلول العملية الاطلاقية 0
ان القضية المركزية في شعر ((سعدي يوسف)) هي عملية الانغلاق التي تحصل بمركزية العلة الايديولوجية ،وهذه العملية تنقلب الى منطق واضح..يؤكده الوعي الثابت بدعوى الشمول0والاطلاق الدقيق للمراجعة النظرية .. وبتاكيد الوعي المتناقض داخل النص الشعري الى القدرة الاستيعابية في الوعي النظري عبر المراجعة الدقيقة ودراسة المنظومات , والتصور الذي يهدف الى تحقيق نتائج توازي الحدث التاريخي وتحقيق منعطف يبرهن على خصوصية وخواص التجربة في إطار كل مرحلة تاريخية يقول سعدي يوسف :
هذا الكامنُ المأخوذ بالاشياء في قارته القديمة
والمختبئ في القلعة العظمى الذي ضنهُ الاطفال يوماً
كرة الاسمال يلهون بها ،
أو حسبته المرأة الصخر الذي يدلك رجليها .
ويتأكد الانفجار المتسارع في قصيدة سعدي يوسف عبر المتغير الابستمولوجي المستمر والصراع الذي يطغي على التفسيرات , والتأويلات والاعادة المستمرة في موضوع المساءلة والاعتراف الدقيق في المقاربات النظرية والضربات المتوالية التي تحدث في القصيدة .
أيها الطفل , الذي علّمه القرآن حرف العطف :
من يدخل في الحجرة , في مقتبل الليل ؟
من السلمان سلّمنا
صر عند باب السجن ,
مثل القمل فتَّشنا.
ويتأكد منطق الممارسة في الجدلية الحوارية الدائرة بين النص وقارئه وهو السياق الذي يؤكد منطق الممارسة وفي سلامة إلقاء المزيد من الضوء على المساحة الدقيقة لموضوع المساءلة والذي يتأكد من خلال هذه المواجهة للمنظور الشعري وحركة المواجهة من خلال المنظور السياسي , بالفعل والهواجس والتشخيص الذي مثل وجوداً فريداً في أنسجة التقابلات السيكولوجية .
والشاعر سعدي يوسف يتحدث دائماً عن الوعي النسبي في إطار منطقه الاجتماعي والسياسي والوعي الوجودي داخل العموم السيكولوجي .
إن الهتاف الشعري عند سعدي يوسف ليس فيه غموض بل فيه المنطق الابستمولوجي لتوضيح أصوله ومرجعياته التاريخية والتي ترجع الى الصياغات الفكرية الاولى والى أشياء يوضحها الدرس السياسي , وهذه المفارقة التي يتمتع بها الشاعر في إطار منطق المتحدث بإعتبارها النواظم الفكرية وبهتاف يأخذ شكله المتصاعد من ناحية الوضع التاريخي للانسان في العراق وما يواجهه من ممنوعات , ثم يأتي بعدها التحول في مجالات المنطق السسيولوجي .
ولم يترك لنا السجان حتى لمسة القرآن .
فالحضور يترك بصماته في لحظات الاكتشاف للاكثر جرأة ومرارة .
فاللحظة القدرية بواقعيتها السياسية عند الشاعر هي فعلاً أبستمولوجياً متكوناً من عناصر الموضوع في زمن محسوب بنسبية للحالة الانفعالية وهذا ما صنعه المنهج الفكري في عملية التغيير .
باب الحجرة المسقول باللّمس , وبالاعشاب المضطربة
ظل مفتوحاً على كل المصابيح .
هنا يبدأ التحول في النسق من منظور التطابق الفكري مع الحدث وباتجاه النسق الذي يصبح وثيقة سابقة للحدث وهو المفهوم الجديد لعمليات التعاقب , وطابعه الرئيس والدقيق في عمليات التغيير لنوعية الانسان وفي أنساقه وآليات تفكيره , وتحديد الخصائص النوعيه لهذا الانسان وهل هو مستعد لعمليات الاختيار بمعادلة وطنية واضحة .
تستقيم المشنقةُ
أبداً في آخر الحجرةِ ...
ثم تأخذ القصيدة بالنمو وبالشكل الموضوعي لتأخذ صفة المسؤولية الدائمة على المستوى الوطني وتؤكد التصور بأن الحديث يتطلب من المسؤولية ما تعجز عنه القوى المضادة للفكر والحياة . هذا الدوام الثابت في قراره الوطني و عصر الثبات والتصور الموضوعي لمنطق الحدث , والمستويات المتغيرة داخل هذه الانساق .
والشاعر سعدي يوسف معني بشكل خاص بهذا الموضوع من منطلق التعاقب في خصوصية الاحداث التاريخية والشعرية , والحدث الشعري الذي يأخذ بالنمو المتسارع والمتصاعد بمستوى يميز الاستخدام الامثل لمنطق الحدث .
في سيارة من (نقرة السلمان) ...
الى رايات (بتروغراد)
في عينين من غزّة؟
سلمنا الى حراس (بعقوبة) ( )
إن نسبية الموضوع الشعري المتغير بأداة التحول والحدث داخل القصيدة , فالمنظور الشعري يتحث عن الاستخدامات المتعددة في صنع النسق الفكري وتكوينه عبر متحولات كثيرة واستخدامات مطلقة وبصيغ نسبية متغيرة .
ان الحدث الشعري عند سعدي يوسف بحلقاته المتقدمة يأخذ المستوى المتصل دائماً بحلقات متوازنة وبموضوعية منصفة في التعبير عن وقائع الحدث .
يدخل الحجرة عشرون نبياً .
يحملون الورق الجاهز ، والقهوة , والاحكام
والليل الذي غادر ...
إن الارض التي يقف فوقها الشاعر سعدي يوسف سرعان ماتؤكد خصائصها وأصالتها عندما تتوضح عمليات التشعب باقتضاب واقعي ،وفني مرتبط بصياغات السرد الفني داخل النص الشعري ،فالواقعية عند الشاعر ،هي الوقائع الفعلية في النص والتي تتناول السرد المتيقن والدقيق للحدث على نمط قصائد شكسبير في السونيتات الشعرية المقتضبة والمتقنة ,يتحول بعد ذلك الى نمط تغيري ,وبمستويات تحدد خواصها وموضوعاتها النسبية المتغيرة بخصوص عمليات التعاقب بالــحدث
الشعري.فالصورة تتكرر بأستمارار داخل متون القصيدة
عشرون نبياً أحدقوا بالمشنقة
وضعوا الطفل الفلسطيني في دائرة الضوء :
عمود المشنقة .
أن التطابق في العملية الشعرية عند سعدي يوسف تأتي من التعددية في التجربة الشعرية , والمعالجة , والاختلاف , والارتباط داخل الحدث . وأن بنية الارادة داخل القصيدة هي قضية واضحة المعالم وتؤكد الحدث الشعري وكذلك الاسناد في منهج تأملي يتفق فيه مع منطق (هوسرل) ويدخل قليلاً في دهاليز (باربوس وبروست)
لو أني أهتديت الى بيتها
لاقل (جدلاً)
هل سأحفظ زراً على الباب ؟
كيف أرد الجواب ؟
وكيف أحدق في وجهها .
أن الحدث الشعري يغزو المشكلات الاتية ويحيل الصدارة ويحيل المشكلة اللغوية والفكرية وكذلك يحيل فلسفة الافعال المتجاورة التي تطرح دائماً اللغة المباشرة الى حلقة ألسنية لكنها توفر المألوف من الصور الشعرية مثل الغوص في الكلمات والدفاع عن وثنية الحدث بشكل فعلي وناضج . ماذا بقي من النص الشعري والامر على مقربة من أستقلال الموضوع للشاعر سعدي يوسف؟ وبالتالي أين هو منطق الشعرية اذا كان الحدث الشعري غير متوازن . وبقي (تودروف) يضيف التعديلات , والذاتية التي لم تأخذ مكانها الدقيق عند الشاعر . فكان سعدي يوسف نتيجة , ومقدمة , وحوار .
ركب الموج فيه وجاء التباعد من البداية وأختفى الحديث الطويل وأختفى الكشف عن القوانين , وبقي عمود المحاسبة المتوازن في إطار منهجية الشعر وفضاءات القصيدة المدروسة عند الشاعر , والحدث الشعري هو فضيلة من التواضع تنطلق دائماً من الواقع المعاش لتبدأ بالثبات وموضوعها التغيير بأستمرار .
يقف الطفل الفلسطيني في الحجرة
تصغي الانبياء
لصرير الحكم
تصغي الطبقة
للارادية ,
تصغي المشنقة .
أن تحليل الخطاب الشعري يأتي بالعمل الشعري الاشمل للحدث الشعري هكذا أكد (سوسير) منذ زمن في ان الزمن والحدث واللغة أشياء متقاربة وهي تؤكد المستوى الشعري الدقيق ليتوافق في تذويب العملية الشعرية وتوراتها وأنساقها المتصاعدة داخل صياغات الخطاب الشعري ويظل المقصد الشعري بأعتباره الاطار العام والمنهجي للخطاب وهو الصيغة المثلى للنظرية الشعرية وهي تأخذ شكل الوعي المتصاعد في خصوصيات الطبيعة الثقافية هكذا يتحقق الدور الانتقالي للحدث الى المواجهة بقصد تأكيد التصاعد للانساق الشعرية لتحتل الصدارة في الخطاب الشعري وتأكيد الحس الدلالي للحدث .
منذ عشرين عاماً وعامين
لي منزل بدمشق العتيقة
وجدرانه راحتاي
وأشجاره لهفتي .
أن الحضور الشعري يحقق الموضوع وبدرجة عالية من الوضوح وكذلك هو الحضور الدقيق والمستقل في الرؤية المنطقية للنشاط الشعري من منظوري التفسير والتغيير ودرجة الوعي الشعري عند الشاعر وهي العلامة الدقيقة في خصوصية الحداثة في الشعر والوعي المتيقض في نسيج القصيدة . فالقصيدة هي عملية التغاير المستمر في خواصها بالاعتماد على الاعمدة الافقية في تأسيس السلم العمودي لكي تبقى سلسلة القصيدة مترابطة.
ما صحف اليوم ؟
وفي القهوة أشرب نفسي
في الشاي أرى وجه أمرأتي.
فالاجابة على عدة أسئلة يعطي للصورة الشعرية تمايزها والتاكد من الاجابة على الوظيفة البنيوية للقصيدة بكل المستويات الفاعلة على مستوى العلاقات السيكولوجية والوظيفية , وهذا يتوضح من خلال التحليل لعناصر القصيدة في سياقات التجربة وبالمدى المنسجم مع القدرة والفعل الخطابي للنص الشعري أن التفاعل بين عناصر : المواقف الشعرية بأستخدام القدرة الدقيقة في التشبيه والعناية الفائقة باللغة وبالعنصر الشعري والمشاركة بالفعل الموضوعي والتشكيل النهائي من حيث الاعطاء للابعاد المؤثرة التي تتعلق بالفعل النهائي للحدث الشعري فالشاعر سعدي يوسف يختار الحدث الشعري الذي يحدد خواص المشاركة في الصورة النهائية , أساسها الهدوء الزاحف على النص وفق بركان إنفجاري لا محال ليضع الاستجابة الواعية والدقيقة رغم اشكالية النص الشعري المفتوح .
تحت ضوءٍ خفيف
لم يعد أحد يرهق البار..
والان يأتي الجميع :
محاسبة البار
والقهوجي الجميل
فتضل هذه العلاقة في إطار الصورة والباقات الشعرية عند سعدي يوسف هي المحرك الاساس في توثيق عنصر الكثافة والتوتر الدائم في أنساق القصيدة المتنوعة والتي تنتقل بترابطات وتداعيات تؤكدها تراكيب الحدث الشعري بعلاقاته الجيدة وتراكيب هذه العلاقات وموضوعاتها ، تأتي متبلورة بخصائص الخيال الذي تمليه التداعيات والاستجابة لدلالات الحدث المبهمة .
المراجع :
سعدي يوسف ديوان شعر الجزء الثاني .
#علاء_هاشم_مناف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟