أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - حق العودة للعرب اليهود














المزيد.....

حق العودة للعرب اليهود


برهوم جرايسي

الحوار المتمدن-العدد: 2484 - 2008 / 12 / 3 - 09:41
المحور: القضية الفلسطينية
    


طرحت مجموعات من اليهود الشرقيين في إسرائيل، في السنوات الأخيرة، مطلب دفع تعويضات لهم من الدول العربية، وطنهم الأم، بزعم أنهم اضطروا للهجرة منها، وهم لاجئون في إسرائيل، وعليه يحق لهم تلقي تعويضات مالية عن أملاكهم التي تركوها في تلك الدول.
ويجري الحديث عن أبناء الديانة اليهودية في الدول العربية المختلفة، وهذا المطلب لم يأت من فراغ، بل طُرح بقوة في النصف الثاني من سنوات التسعين الماضية مع تقدم العملية التفاوضية، ومن باب المقارعة، حين بدأ طرح حق العودة للاجئين الفلسطينيين على جدول أعمال المفاوضات، وشتان بين القضيتين.
في الحال قفزت على الموضوع الحكومة الإسرائيلية ومن خلفها "الوكالة اليهودية"، التسمية الرسمية للوكالة الصهيونية، وباتت تطرحه في كل مناسبة يتم فيها طرح مسألة حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وأقيمت في السنوات الأخيرة جمعية لهذا الشأن، وحتى هناك مكتب محاماة يضم مخمنين، يدعون أن قيمة ممتلكات العرب اليهود الذين هاجروا إلى إسرائيل تصل إلى مئات ملايين الدولارات.
وقد وصل الأمر إلى الكونغرس الأميركي، الذي اتخذ قرارا في شهر نيسان (أبريل) من هذا العام، يشترط فيه تقديم أي "مساعدة" أو "تعويضات" للاجئين الفلسطينيين، بدفع "تعويضات" لمن أسماهم القرار "اللاجئين اليهود" الشرقيين في إسرائيل.
كما أن حكومة إيهود أولمرت كلفت بهذا الملف وزيرا من جانبها، ضابط الموساد الأسبق رافي إيتان، إلا أنه لم يطرحه بقوة على جدول الأعمال، حسب شكوى حزب "شاس" الديني الأصولي، الذي يمثل اليهود الشرقيين المتدينين، الذي أعلن في اليومين الأخيرين أنه سيجعل من هذه القضية بندا "هاما" في برنامجه الانتخابي، للانتخابات البرلمانية المبكرة التي ستجري في شهر شباط (فبراير) من العام المقبل.
و"يشكو" الوزير من هذا الحزب يتسحاق كوهين، من أنه منذ العام 1947 وحتى اليوم أقرت الأمم المتحدة ما لا يقل عن 126 قرارا يتعلق باللاجئين الفلسطينيين، في حين لم تتخذ هذه الهيئة الدولية أي قرار يتعلق بمن يسميهم "اللاجئين اليهود" في إسرائيل.
حقا أنه لا يوجد سقف للوقاحة الإسرائيلية والصهيونية في شتى النواحي، ولكن في هذه الناحية فإن الوقاحة تسجل ذروة غير مسبوقة.
فمن ناحية تريد إسرائيل والحركة الصهيونية اعتبار هؤلاء "لاجئين" كمناورة بائسة، بزعم موازاتها بقضية اللاجئين الفلسطينيين، ولكن من ناحية أخرى فإن عددا كبيرا من المؤرخين اليهود "أبدعوا" في سرد مخططات الحركة الصهيونية لتحفيز العرب أبناء الديانة اليهودية على الهجرة إلى "وطن الآباء والأجداد"، خاصة في سنوات الأربعين والخمسين من القرن الماضي، واستمر هذا بدرجات متفاوتة حتى السنوات الأخيرة، إذ نسمع من حين إلى آخر كيف تم تهريب عائلة من العراق أو من اليمن، وحتى من سورية وإيران، إلى إسرائيل.
كذلك فإن من بقي من يهود عراقيين يساريين وشيوعيين، يتكلمون بوضوح عن دور الحركة الصهيونية في إجبارهم على مغادرة وطنهم الأم، بوسائل مختلفة، من بينها اعتداءات عليهم.
ولكن إذا طرحت إسرائيل حقا هذه القضية على أعلى المستويات الرسمية، وتريد حقا موازاة "قضية" هؤلاء المفتعلة بقضية اللاجئين الفلسطينيين، فعندها يجب إنهاء هذه القضية بسرعة، وبالطريقة الأنسب، وهي منح "حق العودة" لكافة العرب اليهود للعودة إلى أوطانهم الأم، وأن يعودوا للسكن في أحيائهم وبيوتهم، شرط أن يتخلوا كليا عن "الجنسية الإسرائيلية".
ولربما من الأجدر أن تبادر القمة العربية القادمة إلى تعديل المبادرة العربية للسلام لإضافة بند واحد عليها، يقضي باستعداد كل الدول العربية لاستقبال كل يهودي غادرها قبل سنوات، ليعود إليها معززا مكرما، ولكن شرط أن يحتفظ فقط بهويته العربية، ولا غيرها، وحتى أن من يحق له تعويضا ماليا، يدفع له شرط أن يتسلمه ويصرفه فقط في وطنه الأصلي، وعلى بيته العائد إليه.
حينها سنرى كم من أولئك الذين يتغنون في إسرائيل بعودتهم إلى "وطن الآباء والأجداد" الذي "عادوا إليه بعد غياب ألفي عام"، بمعنى أنهم جاؤوا بمحض إرادتهم سيعودون إلى أوطانهم العربية.
قد يرى البعض أن في هذا "مجرد كلام"، ولكن حتى "مجرد الكلام" أصبح له مكانة في الكونغرس الأميركي، ولا نستغرب أيضا أن يسعى اللوبي الصهيوني في دول كبيرة أخرى لاتخاذ قرار مشابه لذلك الذي اتخذه الأميركان.
ولهذا فقد يكون مكان لطرح "مجرد كلام"، لمقارعة "مجرد الكلام"، قبل أن يصبح حق العودة الفلسطيني بالفعل "مجرد كلام".




#برهوم_جرايسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إرهاب المستوطنين يضرب الإسرائيليين
- الضمير التقاعدي الإسرائيلي
- مستقبل الحكم في إسرائيل مع ليفني
- صناعة الحرب الإسرائيلية
- الوجه العنصري للفقر في إسرائيل
- -ميزانية الحرب المقدسة-
- معضلة القيادة الإسرائيلية
- القادة الفلسطينيون الأسرى
- يستثمرون الفرية الإسرائيلية
- الشاذ والعام في جيش الاحتلال
- الانتخابات البرلمانية ليست بالضرورة في العام القادم
- -جرافة القدس-: عملية أم حادث وتصفية؟
- إسرائيل وإيران والنفط
- إسرائيل ومسامير جحا
- العنصرية والقضاء الإسرائيلي
- الشارع الإسرائيلي -يتخلى- عن الجولان
- التبعثر السياسي الإسرائيلي يستفحل
- إسرائيل و-ديمقراطية الفساد-
- الحراك التفاوضي وشلل أولمرت
- حكومة أولمرت -بسبع أرواح-!


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - حق العودة للعرب اليهود