عساسي عبدالحميد
الحوار المتمدن-العدد: 2483 - 2008 / 12 / 2 - 08:13
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
إذا تفضلنا بتوجيه هذا السؤال للسعودي أسامة لابن لادن أو المصري أيمن الظواهري أو الباكستاني بيت الله محسود أو لأي علجوم مذموم محسوب على الطالبان أو القاعدة فسوف لن يتردد ويجيب بكل صراحة بأن هذا الهجوم هو غزوة مباركة من صلب الجهاد الحقيقي المفروض على كل مسلم إلى يوم الدين، وأن من قتل من كوكبة الإيمان وفرسان الجهاد في غزوة بومباي فهم شهداء عند رب العزة ومأواهم عليين مع الأنبياء والصالحين ..
هذه هو رأي علاجيم و أزلام القاعدة من أحداث بومباي الإجرامية التي حصدت أرواح الأبرياء وعطلت مصالح الشركات والمؤسسات والأفراد وخلفت خسائر جسيمة في الممتلكات، وهو في الحقيقة رأي يتسم بالصراحة والوضوح ...
أما إذا توجهنا بنفس السؤال إلى أصحاب السماحة و الفضيلة المحسوبين على سلاطين البلاط ودواوين وزارات الأوقاف والشؤون الدينية الرسمية وممن يشاركون في مؤتمر حوار الأديان، سيكون ردهم كالتالي، ﴿..إن الدين منها براء!!!..﴾، هذا ما سيصرحون به رسميا أمام وسائل الإعلام إذا طرح عليهم هذا السؤال، أما في قرارات قلوبهم المدهونة بالقطران الأسود فإن رأيهم في أحداث بومباي الدامية هو نفس رأي الظواهري وابن لادن فهم من هذا القبيل يداهنون ويراوغون ويمارسون الجهاد التقوي لتجنيب الأمة الضرر والتهلكة، هكذا سيكون تصريح الطنطاوي والقرضاوي وكبير المنافقين عمرو خالد، أما إذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون...
أما إذا تفضلنا بالسؤال لأصحاب الفضيلة والسماحة عن جرائم خالد بن الوليد وأبي عبيدة بن الجراح وما تسببت فيه عائشة من مصائب عظمى تفوق حد الوصف صحبة طلحة والزبير، وإذا سألناهم عن العهدة العمرية العنصرية التي جادت بها قريحة الفاروق الملهم ليذل بها نصارى الشام، وعن الإرهاب الذي مارسه ابن العهر عمرو بن العاص في حق المصريين، وعن مجزرة بني قريظة التي ذبح فيه المسلمون سبعمائة جيفة يهودية بوحي من الجبار القهار ..إذا سألناهم عن مثل هذه الأشياء سيجدون لك ألف جواب و سيطوعون الكلم من موضعه ببيان سلس جذاب عن حكمة الله في عضد الرسالة عند بدايتها و حماية بيضة الإسلام من كيد الكائدين ونشر هيبة شرع الله بين الخليقة.
لا فرق إذن بين المختبئين بكهوف وأودية أفغانستان والمتخندقين بديار الإفتاء ووزارات البلاط ببلدان عربومستان ، فالأمر لا يتعدى كونه تقاسم للأدوار بإتقان في ظل ظرف دقيق تجتازه الأمة فإن اجتازته ووصلت لبر الأمان، وأوتيت من أسباب القوة والتمكين فإن الجهاد التقوي يسقط بسقوط شروطه، ويصير لزاما على كل مسلم أن يغزو و يحدث نفسه بالغزو ...فقد جاء في الحديث النبوي ﴿من لم يغزو أو يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق..﴾
و قال صلعم : نصرت بالرعب مسيرة شهرين وجعلت لي الأرض مسجدا و أحلت لي الغنائم ولم تحل قبلي..
وقال صلعم أيضا : أمرت أن أقاتل الناس جميعا حتى يشهدوا أن لا اله إلا الله و أن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة و يوتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم....
#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟